المقالات

في الميزان .. وفد قحت و د فرانسيس.. عواطف عبداللطيف

ينشط مركز الدوحة للدراسات العليا لعقد ندوات حوارية كأضاءات لقضايا ساخنة في المحيط الاقليمي والدولي .. ويجتهد لاستضافة خبراء سياسيين واكاديميين لاسيما في المجال المجتمعي والانساني فما بال السودان الذي تطحنه حرب ضروس تتقدم أشتعالا ودمارا يدفع ضريبتها وحدهم الغبش الميامين ..
هبط الدوحة وفد كبير من الحرية والتغيير ضمن جولاتهم المكوكية من دوله لاخري وتم حشد حضور نوعي لندوة سياسية حوارية ..اولى الملاحظات انهم دخلوا القاعة بوجوه مكفهرة وهذا امر وارد فلا نشك ان هناك ” زول ” تجري في عروقه دماء ذلك الوطن نام مرتاح البال فما بال اللذين رهنو انفسهم للتصدي للتغيير واستتباب الامن والسلام والتعمير وتحقيق قيام دوله مدنيه مكتملة الاركان ” حرية سلام وعدالة ” تنمية ورخاء ..
اكتظت القاعة بجمهور ضاقت بهم المقاعد .. لكن المؤسف حقا انهم لم يقدموا انفسهم كقيادات نوعية تستطيع ان تحقق علامات مضيئة في احرج منحي للسودان الحديث وتكسب جمهورا او حتى معجبين … لم تكن فقط وجوههم مكفهرة بل انفاسهم حامية وردودهم ساخنة وكأنها تحمل بغضاء سابقة او أنهم حضروا لتصفية حسابات مع غرماء او منافسين لهم .. فكل متحدث حرص علي تبييض صفحته .. وتمادوا في سرد “قيل وقال “ … لم يحدثوا الحضور عن الحلول الناجعة للمشكل السوداني بل ان احدهم ” فش خلقه ” علي تعليق بتويتر بدلا من ان يكسب ولو فرد لصالح مشروعهم المرتقب لاجل سودان متعافي من الشحناء والبغضاء .. هذا فقط علي سبيل المثال ..
وفي أمسية اخرى كان بالمنصة د. فرانسيس دينق الدبلوماسي والاكاديمي الضليع صحيح لم يكن الحضور بذات الكثافة والحماس .. ولكن فرانسيس قدم نفسه ك ” زول قح جلبابه مليان ” ورجل دولة وسياسي محنك وقبلي مجتمعي ناضج الفكر يقبل بالرأي الاخر ويمتلك الروح الفكاهية التي تمتص اي انفعالات او انفلاتات بروح انسانية شفيفة خاطب الحضور من مواعين تجاربه العميقه وخبراته العملية والعلمية التراكمية التي طاف بها العالم بحكم عمله بمنظمات الامم المتحدة ولم يحول الندوة لشحنات سالبة ” كسابقتها ” كان بين الفينة الاخري يداعب صديقه ” الكوز ” وزملاءه بكراسي جامعة الخرطوم وأبناء القبائل ولم يخبي انه زار الرئيس المعزول ” رأس الافعي وصانع الجنجويد ” وأنه الف كتابا عن بأبو نمر زعيم قبيلة المسيرية وهو ابن زعيم قبائل الدينكة المنافسة لهم في آبيي الغنية بالنفط والثروات الطبيعية .. ما قصدنا ان نقوله ان الفيصل في القضايا المتشعبة ” ليس أخنق فطس ” كما يقول المثل الشعبي .. بل صناديق اقتراع يدلي بها المواطن باختياراته التي تأتي له بقائد حصيف لمركب غارقة ليلملم الجراحات … سودان الغد ليس سودان الامس ولا زولاته يمكن ان يقادوا كالقطيع فمن يأنسوا في أنفسهم الكفاءة والقدرة علي مخاطبة الوجدان المتعطش لاستجمامة في بلد غني بثرواته الطبيعية والبشرية فليقدموا انفسهم …لا تحرقوا اوراقكم الذاتية فقط لأجل كراسي الحكم .. تدارسوا ونقحوا التجارب وقدموا انفسكم كقيادات شعبوية تلملم الثوب البسند العمة … وتغرس البذور الصالحة … ولا تتحركوا بأهواء الشللية والمصالح الشخصيه الضيقة ..
وقبل أن اختم مقالي تلقيت رسالة شفيفة من د فرانسيس لا تقول إلا انه رجل بحجم أمة شديد التواضع وهي ايضا كبسولة نافعة لمن يتعظ
( أختي العزيزة عواطف، أولاً أعتذر لأن الواتساب الخاص بي لا يحتوي على حروف عربية أو لا أستطيع الوصول إليه. لذلك يجب أن أكتب باللغة الإنجليزية. ثم اسمحوا لي أن أقول كم كان من دواعي سروري أن ألتقي بكم مرة أخرى بعد سنوات عديدة. وبعد المحاضرة، خرجت على الفور بهذه المقالة التحليلية الثاقبة حول القضايا الأساسية في المحاضرة. شكرا لتفهمك و دعمك. أتمنى أن تسود الحكمة بين قادتنا وشخصياتنا المؤثرة حتى يتمكن السودان والشعب السوداني من استعادة الصفات المثالية التي اشتهروا بها والتي تحظى بإعجاب كبير في جميع أنحاء العالم. آمل وأثق أن مساراتنا سوف تتقاطع مرة أخرى في المستقبل غير البعيد. أحر التحيات .. فرانسيس دينغ. )
اللهم اجمع شمل ابناء وطننا الجريح
وولي عليهم خيارهم لايقاف الحرب المدمرة و
لبناء وطن متصالح يسع الجميع .. وشكرا د فرانسيس علي رسالتكم التي لا تقول إلا أنكم قمة في التواضع ورجل بحجم أمة .
عواطف عبداللطيف
Awatifderar1@gmail.com

مواضيع ذات صلة

كتب بدر الدين عوض الله المحامى: فوضناكم

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهؤلاء مجددا ؟!

عزة برس

قلم ورصاصة.. م أول صهيب عزالدين يكتب: مجموعة شلل .. كابوس الجنجويد بأمدرمان

عزة برس

من بعد نفحات الشيخ الزين أديس أبابا تستقبل السفير الزين بقلم: حالي يحيي – أديس أبابا

عزة برس

كل الحقيقة عابد سيد أحمد يكتب: افعلها يابرهان !

عزة برس

د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب: الإمارات و إستخدام الدوبلير

عزة برس

اترك تعليق