المقالات

الصندوق الأبيض.د نادية عثمان.. الزلازل البشرية

رأينا بأم أعيننا ونرى هذه الأيام كيف أن الزلازل الطبيعية التي تأتي نتيجة تقلب أحوال الطقس والأجواء المناخية، دمرت مدناً بأكملها وراحت ضحيتها أرواح آلاف من البشر تحت الأنقاض، لم تستطع فرق الإنقاذ إنقاذ الكثيرين منهم كبارا وصغارا. وكيف عاش الناس لحظات الخوف والتوجس والانتظار والترقب، محتارين كيف يتصرفون في هذه الكارثة التي شردتهم وأفقدتهم أرواح ذويهم ومساكنهم ومبانيهم التي تأويهم، حيث أصبح يعيش أغلبهم في العراء والخيم الايوائية المؤقتة التي لا تقيهم شدة وبرودة الشتاء القارس.
في ظل هذه الأحداث المفجعة تملك الجميع الخوف والرعب من المناظر والمشاهد التي لم يحتملها وتفطر لها القلب من شدة فظاعتها وتعاطف الكثيرون مع هذه الأحداث المؤسفة التي ضربت تركيا وعددا من الدول العربية التي يقع أغلبها تحت خط الفقر، تعاطفوا بالحديث أو المساعدات الطبية والعينية وإرسال فرق الإنقاذ وغيرها.
عرفنا وأدركنا يقيناً إن هذه ظواهر طبيعية وليست من صنع الإنسان ولا يد له فيها مطلقا، بل إنها تخطيط إلاهي بحت، مع وقوع هذه الزلازل المفأجاة والمخيفة من يقينا نحن من الزلازل البشرية التي تطل علينا بين الفينة والأخرى، حيث تظهر ظواهر عديدة غريبة ودخيلة على مجتمعنا تهز وتقشعر لها الأبدان، وتأباها النفس ولا تألفها ولم تعتاد على مشاهدتها، أصبحت تصدر من أبنائنا وبناتنا كل ما أشرقت علينا شمس يوم جديد.
قبل فترة ليست بالقصيرة وفي شهر من شهور رمضان يدخل شاب يرتدي ملابس أنصار سنة نسائية بالاتفاق مع شقيقته وقريبته ويدخل مسجد النساء ليسرق جميع الموبايلات وكل ما تحمل النساء من حاجاتهن الخاصة، وقصص كثيرة مشابهة تزلزل كيان ودواخل أي إنسان وبيت سوداني محافظ، ليأتي لنا هذه الأيام شاب آخر منحط ليزلزلنا كزلزال تركيا وأشد منه، يرتدي ملابس أنصار السنة النسائية يصعد إلى المسرح، يحضن المغنية ويرقص كالنساء في حفل عام أمام وجود أفراد الشرطة المسؤولين عن الأمن وحراس المغنية والمشاركين المناسبة، يا لجراءته وسفالته واستخفافه وعدم خوفه من الناس. شك أفراد الشرطة و(البودي قارد) المرافق للمغنية، في لبسه وتصرفاته وطريقة رقصه الخليعة ودورانه على المسرح، واقتيد وتمت مساءلته واتضح بعد ذلك أنه ولد!!! وتدور الأسئلة بعد ذلك، لماذا قام هذا الشاب بهذا التصرف، ولماذا مع هذه المغنية وفي هذا المكان؟ عديد من الأسئلة تلح ولن تجد إجابة في الحال.
وإذا افترضنا إنها فتاة وليست شاباً كما جاء في بعض الأقوال، لماذا هذا الاستهتار بالزي الإسلامي، أيضاَ إنه تصرف خارج المألوف والمعتاد واستخفاف بالعقول.
اتضح جلياً أنه مع ظهور العولمة ووجود الوسائط المتعددة، أصبحنا نقرأ ونشاهد ظواهر غريبة وبعيدة عن تعاليم إسلامنا الحنيف وعن عاداتنا وتقاليدنا السمحة، ماذا أصاب مجتمعنا السوداني؟ أين الأسر وأين ولاة أمرنا والمسؤولون عن مجتمعنا وإصلاحه؟ لا ضابط لا رابط، لا مرشد ولا موجهة ولا غيره.
رسالة لكل الأسر وللمسؤولين عن المجتمع، رجاء الالتفات لهذه الظواهر السالبة وتفعيل القوانين تجاهها وردع فاعليها وكل من تسول له نفسه انتحال الشخصية حتى لا تنتشر وتستفحل ونندم بعدها.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: و بلسان الحال رجعنالك !

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب. يكتب: حفيد السلطان والدولار إذا هوى

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: البرهان: إحذر وصمة قتل معلمك !!

عزة برس

عمار العركي يكتب خبر وتحليل: عودة جهاز الأمن والمخابرات الوطني

عزة برس

صلاحيات المخابرات-عودة الأمن!! بقلم: بكرى المدنى

عزة برس

هناك فرق – كل ذلك لم يكن كافياً..!.. منى أبوز زيد

عزة برس

اترك تعليق