المقالات

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: ايلا ….( أحلى الأهداف حتى الآن)!!

(باستثناء استقبال الراحل الدكتور جون قرنق بالساحة الخضراء ) فان الحشود التى هبت لاستقبال الدكتور محمد طاهر ايلا في بورتسودان كبيرة وغير مسبوقة ومن شانها فتح الباب امام دور سياسي قادم للرجل .. اي تقليل مما حدث ( تنشين خارج التختة).. وجود ايلا صاحب الثقل السياسي الكبير خلال هذه المرحلة المعقدة والحرجة من تاريخ شرق السودان يصب في مصلحة البلد ومن شانه ترجيح الكفة لمنحى الوعي والعقلانية والتعامل الحكيم مع ازمات توشك ان تعرض الخريطة لانشطار جديد..
عموما لم يكن ايلا باقل جماهيرية من الهلال والمريخ حين كان حاكما ضمن منظومة الانقاذ التى سقطت بينما كان رئيسا لوزراء حكومتها، الرجل يتكئ على رصيد وافر من ثقة الناس في عطائه ومواهبه في الاستثمار والاقتصاد والتنمية ودربته السياسية وقدرته على التفكير خارج الصندوق..
مثل محمد طاهر أيلا أيقونة لتجليات الحكم الراشد في أبهى صورها، وظل قيمة مفقودة يهرع إليها الناس كلما استبد بهم وجع البحث عن قائد نظيف ومسؤول خلاق وملهم.
سر القبول الكبير الذى يجده ايلا يستدعي ما فعله الرجل لحظة ان كان حاكما علي ولايتي البحر الاحمر والجزيرة ورئيسا لوزراء السودان ووزيرا في حكومة الانقاذ..
مازلت اذكر يوم ان اعاد ايلاحينما كان واليا للجزيرة (سيارة برادو موديل العام ) اهديت اليه وتبرع بقطعة أرض درجة أولى خُصصت له في حي (الزمالك الراقي) بود مدني لتكون مشفى لمرضى السرطان.
لم يكتفِ أيلا بهذا الأمر فحسب، وإنما زاد من سماحته وزهده واستقامته كيل بعير وهو يتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه من جيبه الخاص لبناء المستشفى.
تذكرون كيف كانت ميزانية ولاية الجزيرة تتجاوز بنود الموازنة للحد الذي أزعج مجلسها التشريعي فاستدعى الوالي أيلا الذي أفاض على الولاية من مشاريع التنمية يسأله من أين لك هذا؟، وأنت تزيد المدارس والمستشفيات وتضاعف الطرق ومساحات الإنترلوك، فيجيبهم أنه لم يفعل شيئاً سوى إغلاق مواسير كانت تستحل المال العام وتسربه لجيوب المنتفعين من عطالة السياسة وأصحاب الأجندة والمصالح الخاصة.
لم يكن مستغربا ان يتم كل هذا الاستقبال الحاشد لايلا ، فالرهان على نزاهة ألرجل لم يكن مبنياً على مجهول في شخصيته .. القدوة الحسنة وطهارة الكف واللسان صفات معلومة في تاريخ أيلا، شاد منها سيرة تمشي بين الناس بالعدل وتنطق بالإنجازات المشهودة في كافة المواقع التي عمل بها مديرا ووزيرا وواليا.
ايلا من سياسيين قلائل يملكون القدرة علي احداث الفرق، وتحويل الهزائم الي انتصارات، ولا يراهنون على مجرد (طق الحنك) في كسب ود ومحبة الناس، الكفرة التنموية الهائلة التى احدثها في البحر الاحمر تقف شاهدة علي عبقرية احالت الولاية الى وجهة سياحية ياتيها الناس من داخل وخارج السودان..
ايلا ابتدر مشروع التغيير في الانقاذ حينما كان واليا يلغي تفريغ قيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية ويمتنع عن تمويل انشطتها من المال العام ويجرد حملة لمكافحة الفساد ضد بعض رموز الحزب الحاكم حينما تبوا مقعد رئاسة الوزراء..
للدكتور محمد طاهر ايلا سبق في صناعة النجاح هو من قيادات ملهمة ، مثل ايقونة رامزة للجماهيرية والانتصار حينما كان واليا للبحر الاحمر وفي مهمته الاخيرة بود مدني ، راهن كثيرون علي فشله حينما جاء الي الجزيرة واليا لكنه ظل يقدم كل يوم انجاز يؤكد انه (ماهر ) في تجاوز الاحباط و(بارع) في تقديم المبادرات و(ناجح) في صناعة الفرق لمصلحة الوطن والجماهير.
الاستقبال الذى حدث لايلا في بورتسودان تتاج لما كسبت سيرته من انجازات في اوقات تحمله مسؤولية الناس هناك، لم يكن الحشد قبليا محضا كانت القبيلة موجودة ولكن الوفود جاءت مثلما تابعنا من نهر النيل والجزيرة و النيل الابيض ومناطق اخرى كن السودان لتؤكد ان للرجل يد سلفت في مضمار العمل العام ودين مستحق على جماهير واعية مازالت تحن الى قيادات سياسية من طراز ايلا وسط زحمة ( المواسير) التى اوردت البلاد الهلاك..
من الاوفق التعامل مع ايلا بعد اليوم ك(شخصية قومية) يتفق السودانيون علي كسبها وان اختلفوا مع انتمائها ، ولا بد من اهتبال سانحة التنوع الذي لازم الاستقبال واخراج الحدث من محاولات حشره في مفهوم القبيلة الضيق وتسويقه ببعده القومي..
مرحبا بايلا ولتكن عودته بداية لاستقرار ونماء في بلادنا والشرق الذي يحتاج الي دربته وحكمته ودابه على التفكير خارج الصندوق في ظل واقع مازوم واوضاع تتعقد كل يوم.

مواضيع ذات صلة

منى أبوزيد تكتب في هناك فرق – مُفارقة وطَنية..!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: الكباشى والعطا .. ورهان القحاتة !!

عزة برس

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: رسالة في بريد البرهان

عزة برس

بينما يمضى الوقت .. الحرب.. وحرب الاقتصاد و(الاصطناعى) القذرة.. بنك السودان نموذجا.. أمل ابوالقاسم

عزة برس

الامارات و (التنقلات) !! بقلم: أسامه عبد الماجد

عزة برس

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

عزة برس

اترك تعليق