المقالات

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

!
….
“مجدي مكي” الكاتب الصحفي الرياضي صاحب الزاوية الصحفية الشهيرة
(رنين وأنين) التي تنقلت بين العديد من الصحف الرياضية وصفحات وملفات الرياضة بالصحف السياسية حيث كان اسلوبه في طرح وتناول القضايا يعتمد على إبراز الإيجابيات (الرنين) ودعمها بالاشادة ومن ثم كشف السلبيات ( الأنين) ونقضها مع تقديم مقترحات لكيفية معالجتها.
وفي الجانب الآخر يعتبر (مجدي مكي) قطب هلالي غيور عاشق للأزرق كما تقلد منصب مستشار  بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم في عهده الذهبي عندما كان يقوده بهمة عالية ونجاحات متوالية الوزير “هاشم هارون”
وقبل هذا وذاك “مجدي مكي” هو الضابط العظيم بقوات الشعب المسلحة خريج
(عرين الأبطال ومصنع الرجال) الدفعة الرابعة والعشرون (٢٤) التي تضم أميز وأعظم الجنرالات ورجال وقادة الدولة  
كما كان رجل (أمن و مخابرات) من الطراز الأول عندما كان جهاز الأمن يهز ويرز وكان أفراده يحصلون على المعلومة وهي طائرة وفي كثير من الأحيان قبل أن تطير
وفي زمانهم  كان حسهم الأمني عالي الحساسية ( عيون تخترق و آذان تسترق) بمعنى أدق المخبر منهم فرداً كان أم ضابط كانت عيونه فاحصة تخترق بنظرها إلى ما خلف ستار الأسوار  تشق غطاء ظلمة اليل وأما آذانهم كانت تسترق السمع وتنتبه لغفلة النهار  ترصد الواردة وتضبط الشاردة و كانوا على الدوام في حالة يقظة وحيطة وحزر  حماية للوطن، وما يؤكد ذلك  في أيام ( أمنهم الشامل) لم يعطوا فرصة أو يتركوا ثغرة للمتربصين والطابور الخامس ليوجدوا في الأصل ناهيك لأن يصلوا إلى  مرحلة التكوين و النموا ثم يصبحو (خلايا نايمة) تمكر بالخطر وتنتظر  صافرة ساعة الصفر لتصحوا من نومها لتقلق منام المواطنيين الآمنين بعد أن يجهروا بالسوء ويظهروا بالجرم ضد البلاد والعباد  ويحدثوا الفساد في الأرض ويشيعوا الفاحشة بين الناس كما يحدث  الآن  في زمن الغفلة والإستغفال ؟!!
و “مجدي مكي” أول ما التقيت به في محيط الأسرة حيث عرفته كصهر ونسيب من الدرجة الأولى  ويا سبحان الله لفترة طويلة كنت لا أطيق هذا الشخص، ثم بعد ذلك وبتقدير الله الرحيم الودود مغير الأحوال من حال لحال أحببت مجدي مكي الزميل الكاتب الصحفي ثم الأخ و الصديق 
اي والله عندما عرفته في محيط الأسرة ومنذ الوهلة الأولى لم أرتاح له حيث كانت تقاسيم وجه الصارمة عسكريا توحي بأنه رجل قاسي القلب (ثقيل الدم) متبرد الإحساس متجمد المشاعر ولكن مع مرور الأيام وتعاقبها وبعد أن جمعتني به طرقات وازقة صاحبة الجلالة (الصحافة الورقية) ثم جمعتنا ملتقيات أروقة الثقافة والفنون فعرفته عن قرب فوجدته إنسان بسيط يحمل قلب أبيض صافي ذي قلب الرضيع كما يتمتع بكل الظرف واللطف و الطرف، أيضا عرفته أكثر عندما التقينا في حب فنان أفريقيا الأول والأخير الإمبراطور “محمد وردي”  إكتشفت أنه رجل ذواق محب للفن الأصيل يتذوق المفردة المعجونة بأنامل مبدعة والمعطونة في عسل موسيقي الألحان الدافئة والدافقة
و إحترمته أكثر عندما وجدت والدتي العزيزة الغالية عليها الرحمة والمغفرة تحترمه وتقدره وتصفه بالرجل الطيب
ومجدي كان متصالح مع نفسه وعلى الرغم من أنه إنتقل فجاة من حياة الترف والعزوة بأرقى مساكن كبار رجال الدولة ونجوم المجتمع ( حي المطار) إلى عيشة البساطة مابين (ديوم  الخرطوم) و (حلة حمد)َ (فريق الشلالية) بالخرطوم بحري وذلك الإنتقال من القمة إلى القاعدة لم يهز ثبات عزة نفسه الراضية بالمقسوم ولم يغير من طبعه فقد عاش الحالتين بذات الروح المقبلة على الحياة بالتوكل على الله،  عاش محباً التواصل الإجتماعي تجده في كل ملمات الفرح والحزن في وفد المقدمة يحرص على زرع الأشياء الجميلة في نفوس الآخرين و ظل أبو “ماسي” 
في المره يواسي وفي الحلوة  يماسي .
هكذا عاش الجنرال الكاتب الصحفي نبيل حتى الرحيل من بيت الحكومة إلى بيت الإيجار وانتهى به المقام في بيت ورثة   متواضع يتنقل بعربة متهالكة ظل يتعالج بمشفي أكثر من عادي عرف بالأمل حيث
لا أمل  في المأمول في حين أن ناس ( زعيط ومعيط) الذين لم تلمع بالحق ولا نصف نجمة على كتوفهم كانوا يتلقون العلاج في مشافي ( سبعة نجوم) داخل وخارج الخرطوم، علماً بأنهم  لم يخدموا البلاد ولم يقدموا اي تضحيات في حفظ أمن العباد  وهذا وكثير غيره يؤكد بأن أيادي الجنرال والكاتب الصحفي المستشار “مجدي مكي” البيضاء لم تتلوث بسواد بالمال العام.
شرود ضوئى أخير :
حقاً أمثال الجنرال “مجدي مكي” نحمد الله أنه إختارهم إلى جواره قبل الحرب للعينة التي دارت في زمن سادت فيه الفوضي والتفريط والتهاون والهوان والتردد  والتراخي والخزي والخذلان.!!
وإنكشفت فيه عورة الكم الهائل من العملاء المندسين إخوان الشاطين وسماسرة شراء الذمم و بيع الأوطان وغيرهم من الخائنين الذين أشعلوا الحريق و مهدوا الطريق لتكالاب الأعداء من كل مكان
على وطنا السودان.
آخر الضوء :
في الختام إليك أخى وصديقي
“مجدي مكي” تعظيم سلام
وأنت تنام بسلام
في الجنة دار السلام
بعد أن أديت واجب الأوطان
على وجه التمام.
سلام، سلام ، سلام
….
شارد الضوء
عامر باشاب

مواضيع ذات صلة

هل نحن بخير بقلم: د. صديق مساعد

عزة برس

قلم ورصاصة. ملازم أول صهيب عزالدين يكتب: نفوق قادة المليشيا يظهر هشاشتها ومعايبها (شيريا نموذجاً)

عزة برس

وھج الكلم.. د. حسن التجاني يكتب: (محافظ بنك السودان قااااعد… اوريكم ليھ..!!)

عزة برس

بينما يمضى الوقت .. ليس بالأمن وحده يتعافى الاقتصاد.. أمل أبو القاسم

عزة برس

(العلينا. عملناهو) الباقي علي الجيش بقلم: بدر الدين عوض الله المحامى

عزة برس

السيسي ..طبيب العيون الذي لا يرتدي نضارة بقلم: علم الدين عمر

عزة برس

اترك تعليق