.
لا ادرى هل كانت صدفة ان يتم افتتاح مركز ايقاد الاقليمي المختص بالثروة الحيوانية فى (شارع الجزار) الكائن بضاحية الرياص فى الخرطوم ام انها الصدفة ، على كل ينبغي ان تكون هذه الاستصافة محل احتفاء وطني خاصة وان الامد قدطال ببلادنا وهي بعيدة عن احتضان الاجسام الاقليمية والدولية ذات الثقل السياسي والاقتصادي والتنموي..
وجود هذا المركز في الخرطوم ياتي بمثابة اقرار جهير بان السودان هو ارض الفرص والثروة الحيوانية وان مقدراته في هذا المجال تؤهله لريادة العالم وليس القارة الافريقية او اقليم ايقاد فحسب.
وجود المركز الاقليمي لايقاد في الخرطوم يمثل حدثا كبيرا اجتهد في انجازه وزير الثروة الحيوانية الهمام حافظ ابراهيم عبدالنبي ، الخطوة ظلت محاطة بتعقيدات استطاع الرجل تذليلها حتى ظفر السودان بوجود هذا المركز المهم جدا لتنمية الثروة الحيوانية وتعزيز قدرات السودان في هذا المجال.
حزنت جدا حينما علمت في وقت سابق ان السودان اعتذر عن استضافة المركز لعدم وجود مقر وان كينيا حظيت بهذا الشرف ريثما ترتب بلادنا اوضاعها في مرحلة تشهد سيولة سياسية كبيرة اثرت على استعداد الخرطوم لتكون مقرا للمركز الاقليمي ل( ايقاد ) المتخصص في مجال الثروة الحيوانية..
وجود المركز في الخرطوم نصر مهم ضاع بين زحام الاحداث والفوضي السياسية والامنية التى تلاحقت على البلاد، ولكن همة وزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم واصراره على ان يكون المركز تحت ضيافة السودان مكنتنا من الاحتفاء بهذا الانتصار الكبير.
لا ادري كيف عبر هذا الحدث من بين اقلام وفلاشات الاعلام في بلادي، انه تطور يعيد للسودان دوره الرائد ضمن منظومته الافريقية ومن شانه ان يدعم جهود تنمية الثروة الحيوانية بدول الإيقاد.
سيستفيد السودان بالطبع من البرامج التنموية ذات الصلة بصحة الحيون وسيسهم بفاعلية في تطوير هذا القطاع والقضاء على امراض الحيوان العابرة للحدود، ونتطلع كذلك الي دعم المركز القوى للبرامج ذات الصلة بتعزيز الانتاج الحيواني وتطوير اللقحات والامصال ، بما يفضي الى تنمية الثروة الحيوانية وزيادة اسهامها على نحو لافت فى تحقيق الامن الغذاىي بين دول الاقليم.
المركز الإقليمي للايقاد يعتبر الأول لايقاد بأفريقيا وسيشرف على عدد من المشاريع الحيوية بالمنطقة انطلاقاً من موقعه الجغرافي المميز المطل علي البحر الأحمر وسيجتهد في توظيف علاقات السودان الخارجية مع المحيط العربي ومنطقة الشرق الأوسط..
الاحد الماضي حللت ضيفا على هذا المركز المهم لحضور اجتماع وزير الثروة الحيوانية بمدراء الادارات بالوزارة في لقاء جمع كوادر وطنية اسهمت بافكار غاية في الدقة والتصويب والفاعلية، كان لقاء وظف المكان تماما لمصلحة الفكرة العامة المرتبطة بتطوير الثروة وتنمية الثروة الحيوانية…
فى تقديري ان السودان يمضي حثيثا فى اتخاذ موقعه على منصة الانطلاق في مجال الثروة الحيوانية، وقد لاحت فرصة كبيرة بوجود هذا المركز المتخصص الذى اثق انه سيضيف خبرة ودربة تطويرا يعالج مشكلات كبيرة في هذا القطاع المهم والاستراتيجي ..