المقالات

همس الحروف.. شركة بدر للطيران تنتزع كأس برآءتها من تهمة التهريب بقلم : الباقر عبد القيوم علي

 

 

نحن شعب دائماً تحملنا العاطفة المشبوبة التي تحرك فينا الإنفعالات حسب المواضيع التي تستدعي فينا حالة هذه العاطفة الجارفة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في حالتنا النفسية فتظهر في سلوكنا كردود أفعال بما يتناسب و حجم هذه الأحداث و المواقف التي تشكلت بها هذه الأحاسيس المتداخلة ، فيظهر علينا الرضى أو السخط لحظياً كرد فعل طبيعي ينتج من هذه المؤثرات ، و لهذا نجد أنفسنا تجرها دائماً البدايات عشقاً في الإثارة والتشويق الذي يصاحب زخم احداثها و لكننا لا نتابع النتائج حتى بلوغ النهايات ، وذلك لاننا نحن من نصنع تلك البدايات بأنفسنا و لكن أحياناً يخرج الأمر من تحت أيدينا فيصعب علينا التحكم في إخراج النهايات كما ينبغي ، و بهذه المقدمة أردت أن أرجع معكم الي تاريخ 31 ديسمبر 2020 م الذي قامت فيه الدنيا و لم تقعد حينما تم إكتشاف 15 كيلو ذهب على متن إحدى طائرات شركة بدر للطيران المتجهة إلى دولة الإمارات عن طريق أحد أفراد التأمين الذين يتبع لهذه الشركة ، و من هنا بدأت حملة الشيطنة الشعواء التي ضجت بها الأسافير و الصحف و أصبحت حديث المجالس مما أثر ذلك في العقل الجمعي للعوام من الشعب الذين بدأوا يربطون ربطاً مباشراً بين أي عملية تهريب ذهب تحدث و بين شركة بدر للطيران و إن حدث ذلك في الهند ، و هذه الحملة الإعلامية التي مولها أحد أصحاب الغرض من أجل الإيقاع بهذه الشركة المفترى عليها و على رئيسها التنفيذي السيد أحمد أبو شعيرة ، فنجد أن المشيطنين هم من إختاروا هذه البداية حينما أتاحت لهم الظروف الفرصة الذهبية و لكنهم عجزوا أن يرسموا لها النهاية على حسب هواهم .

هل تذكرون تلك المواجهة التي تشكلت منها حرباً كلامية كانت علنية و على الهواء الطلق بحضور السيد وزير الداخلية في مطار الخرطوم و تبادل فيها الإتهامات كل من السيد مدير عام هيئة الجمارك و السيد أحمد أبو شعيرة الرئيس التنفيذي لشركة بدر للطيران ، حيث ألصق الأخير ضلوع أفراد من شرطة الجمارك في عمليات تهريب الذهب ، مما إستدعى مدير عام الجمارك لفتح بلاغ في مواجهة مدير شركة بدر ، و هذا الأمر هو الذي فتح شهية أصحاب الغرض من الذين تحمل قلوبهم الحسد بدافع المرض ليلصقوا تهمة لا تليق وحجم هذه الشركة ، و لقد تم ذلك وفق حملات كانت منظمة ، الغرض منها النيل المعنوي من المدير التنفيذي و إلحاق الضرر بهذه الشركة التي إستطاعت أن تشق طريقها بنجاح منقطع النظير .

فكل حسابات المنطق و العقل و الضرورة لا تسمح بأن تقوم إدارة هذه الشركة بأي عمليات تهريب للذهب في هذه الظروف الإستثنائية التي ينتظر فيها الجميع وقوع ثور شركة بدر للتتناوله سكاكين الحاسدين ، و ان إفترصنا جدلاً أن شركة بدر هي (عرابة التهريب) ، و علماً أن الفروق في أسعار الذهب الخام لا يوجد فيها فرق شاسع بين أسعاره في دبي و الخرطوم ، حيث تسجل أسعاره في الخرطوم أحياناً إرتفاعاً نسبياً ملحوظاً أكثر من أسعاره في الخليج ، فإذن لماذا المخاطرة بهذا الإسم العملاق الذي رسم التحدي في سماء السودان و المنطقة .

فلقد كانت بداية حملة الشيطنة من صنع الذين لا يحبون الخير للآخرين و لكن النهاية لم تأتي وفق ما خططوا له لانها اتت من صنع الله الذي كان يسمع و يرى ، حيث قضت محكمة جنايات القسم الأوسط بالخرطوم بإدانة منتسب قوات شرطة الجمارك و آخر و حكمت عليهما المحكمة بالسجن خمس سنوات و الغرامة ومصادرة الذهب لصالح حكومة السودان في ذات البلاغ الذي تمت فيه شيطنة بدر حينما تم ضبط الذهب على متن إحدى طائراتها بواسطة طاقمها ، و كان من الواجب على الدولة أن تكرمهم ، و الا تدع فرصة لصناع الشر من شيطنة شركتهم و مديرها و الزج بهما في تهمة لا تليق بحجمهم .

المحير في الأمر أن هذا الخبر الذي حمل إلينا نبأ هذه المحاكمة ورد كخبر صغير في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية ، و لم يجد تلك المساحة التي فرح بها من أراد أن يفرح في البداية و لكن كانت النهاية سعيدة لمن وقع عليه الظلم ، لانها حملت إليهم بشريات الخير الذي أدان كل من ولج في موضوع هذا البلاغ ، حيث أكد لنا نزاهة المؤسسات العدلية التي لم تتأثر بذلك الزخم الإعلامي و الحملة الشعواء ضد بدر التي أثارها أعداء النجاح في فضاءات الإعلام ، فشكراً جزيلاً للمؤسسات العدلية السودانية التي تعمل بمهنية تامة من أجل إظهار الحق ، و كذلك الشكر للشعب السوداني الحصيف الذي كان لابد من أن يقف على الحقائق بصورة مجردة حتى لا تنطلي عليه في المستقبل مثل هذه الدعاوي الباطلة و الفاسدة و أخيراً الشكر لله من قبل و من بعد الذي أظهر الحق و أظهر براءة بدر وعرابها السيد أحمد أبو شعيرة من فوق سبع سموات .. فهنيئاً لكم بدر .

مواضيع ذات صلة

منى أبوزيد تكتب في هناك فرق – مُفارقة وطَنية..!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: الكباشى والعطا .. ورهان القحاتة !!

عزة برس

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: رسالة في بريد البرهان

عزة برس

بينما يمضى الوقت .. الحرب.. وحرب الاقتصاد و(الاصطناعى) القذرة.. بنك السودان نموذجا.. أمل ابوالقاسم

عزة برس

الامارات و (التنقلات) !! بقلم: أسامه عبد الماجد

عزة برس

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

عزة برس

اترك تعليق