المقالات

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عرفت المجتمعاتُ عقوبةَ السجن منذ قديم الزمان، كاحد انظمة الردع والإصلاح في ذات الوقت. ومن جهة أخرى، السجن-كعقوبة – فيه شئٌ من العدالة وحفظ الامن والنظام العام. ومازالت عقوبة السجن من العقوبات التي تعتمد عليها كل التشريعات والقوانين، رغم مايُثار حولها من قبل بعض فقهاء القانون في مجال حقوق الانسان، باعتبار انها عقوبة متعدية، فهي تتعدى الفرد لاسرتة ومن هم في كفالتة بحرمانهم من رعايتة لهم، إضافةً للحرمان المعنوي. فقد كانت (عقوبة السجن بين الالغاء والابقاء) عنوانًا حاضرً لعددٍ من ورش العمل وبحوث عديدة ونقاش مستفيض وحوار بناء حول هذه العقوبة. الا انه- رغم ذلك- ظلت هذه العقوبة اهم العقوبات التي تحقق الردع وتساهم في انخفاض مستوي الجريمة.
ظلت السجون احد اهم اضلع العدالة بعد صدور الأحكام من المحاكم، وفي ذات الوقت، تحقق الإصلاح والتهذيت وتخرج عتاة المجرمين، بعد إعادة تأهيلهم وإصلاحهم، اصحابَ مهنٍ وحرفٍ جديدة وتعيد ادماجهم في المجمتع. بل إن نظام السجون في السودان يسمح للنزلاء بالتعليم النظامي، فكم من مرةٍ دخل السجن فيها مجرمون لا يعرفون ما الكتاب ولا الإيمان، وخرجوا حملةَ شهادات، بل ودعاة..

قوات السجون قامت بصمت بادوار عظيمة خلال معركة الكرامة، فقد قدمت نموذجًا ومثالًا للادارة الحكيمة. وذلك بالسيطرة علي السجون لفترة طويلة رغم انعدام وسائل وطرق الحياة من انقطاع للكهرباء والمياة وصعوبة توفير غذاءات النزلاء وعلاجهم في ظروف تساقط المقذوفات العشوائية داخل السجون وقع ضحيةً لها عددٌ من النزلاء. أضف إلى ذلك وثورة النزلاء بالداخل. رغم هذه التحديات ظل العاملون بالسجون يعملون ليلَ نهار من اجل المحافظة علي امن وسلامة النزلاء. وحينما استحال دوام ذلك الحال سمحت لهم ادارةُ السجون بمغادرتها، وذلك بولاية الخرطوم. الا انها احتفظت بكافة السجلات الخاصة بهم والتي تحوي احكامهم وكافة البيانات المتعلقة بهم من أماكن سكن وغيرها، وذلك ليسهل اعادتهم للسجن متي استقر الحال. كما انها استكتبت السياسيين منهم تعهدًا بالعودة للسجن متي توقفت الحرب وعاودت الأجهزة التي أوقفتهم أعمالَها. كما انها نسقت مع الجهاز القضائي في كافة الخطوات التي قامت بها.

عمل ضخم وجبار تقوده قوات السجون في انفاذ العدالة وتحقيق الإصلاح. كما ان لادارة قوات السجون خطةً واضحةً وجاهزة بكافة تفاصيلها لاعادة النزلاء متي كانت السجونُ مهياةِ وجاهزةً لاستيعابهم.
في ظل هذه الظروف البالغة التعقيد اعدت ادارة قوات السجون برنامج لحوسبة كافة اعمال السجون الادارية وتلك التي تختص بشؤون النزلاء والإشراف عليهم وتامين السجون وفق احدث الانظمة. يجري تنفيذ النظام الان ويرتبط النظام مع انظمة مهمة اخري للتحقق من شخصية النزيل ومتابعة العقوبة الموقعة عليه ومحاكاة كاملة لنظام سجلات النزلاء. يجري تنفيذه بواسطة شركة (سي .دي. اس) الشركة المسؤلة عن انظمة وزارة الداخلية

هذه الأدوار التي تقوم بها إدارة السجون، ظلت بعيدة عن الأضواء لذلك، كثيرًا ما يظلم الاعلام العاملين بقوت السجون. ويجهل كثيرا من المواطنين اهمية هذا الدور ولاتوجد جهة تسلط الضوء علي هذه الجهود الجبارة.

حقيقة ياما في السجن مظاليم نزلاءَ كانوا، أو سواءً نزلاء عاملين.
نسال الله ان يوفق العاملين بقوات السجون من ضباط وضباط صف وجنود واختصاصيين اجتماعيين. وما التوفيق الا من عند الله

مواضيع ذات صلة

من بعد نفحات الشيخ الزين أديس أبابا تستقبل السفير الزين بقلم: حالي يحيي – أديس أبابا

عزة برس

كل الحقيقة عابد سيد أحمد يكتب: افعلها يابرهان !

عزة برس

د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب: الإمارات و إستخدام الدوبلير

عزة برس

هناك فرق.. منى ابو زيد تكتب: “الخُلعة الصاح”..!

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران.. استعمار (الفيتو) و (حامل القلم) !!

عزة برس

شكرا” السفير ليندا توماس…ولكن بقلم: عمر عصام

عزة برس

اترك تعليق