تقرير

تقديرات أممية : الاستجابة لنداء الاحتياجات الإنسانية في السودان أقل من 4 ٪

وكالات / عزة برس

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عدد النازحين في السودان ارتفع إلى 10.7 مليون شخص، منهم 9 ملايين داخل البلاد، ما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم.
ونزح نحو 3.5 مليون شخص من العاصمة الخرطوم منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي سرعان ما تمددت إلى مناطق أخرى في البلاد.
ويعاني أكثر من 17 مليون شخص في السودان من عدم كفاية الاستهلاك الغذائي، وتشهد دارفور أعلى المعدلات، حسب خريطة الجوع لبرنامج الأغذية العالمي.
وتستمر حالات الكوليرا المشتبه فيها في الارتفاع، حيث رصدت الأمم المتحدة في تقرير أمس الأحد ما لا يقل عن 10,500 حالة تم الإبلاغ عنها، بما في ذلك 292 حالة وفاة مرتبطة بها، في 60 منطقة محلية في 11 ولاية.
وفي ظل التداعيات الإنسانية المتفاقمة، لم يتجاوز تمويل نداء خطة الاستجابة والاحتياجات الإنسانية للسودان لعام 2024، نسبة 3.3٪ حتى الآن.
وبينما يسجل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، فر نحو 1.7 مليون إلى البلدان المجاورة، حيث تستضيف تشاد غالبية اللاجئين بنسبة 37 % وجنوب السودان بنسبة 30 % ومصر 24 %. وتستضيف إثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى البقية. ولفتت الأمم المتحدة إلى أن تدفق اللاجئين إلى دول الجوار يخلق احتياجات إنسانية إضافية في منطقة تعاني بالفعل من أزمة عميقة.
وأشارت إلى احتياجات اللاجئين والنازحين السودانيين الهائلة، لافتة إلى أن عوامل نقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي مجتمعة تضعهم في خطر متزايد للإصابة بالأمراض وسوء التغذية والعنف.
وفي وقت يعاني حوالي 17 مليون شخص في السودان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يوجد في دارفور أعلى نسبة من الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء، في أربع من أصل خمس ولايات، بنسبة تتجاوز 40 % من سكان الإقليم الواقع غرب السودان.
وفي ولاية غرب دارفور، يعاني نصف السكان من نقص الغذاء، أما في وسط دارفور فيقدر عدد الذين يواجهون عدم كفاية الاستهلاك الغذائي 46 % وفي شمال دارفور 42 %، بالإضافة إلى 41% في جنوب دارفور و33% في شرق دارفور.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في السودان من أن 4.9 مليون شخص في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
في ظل تفاقم الأزمة الصحية في السودان، تم الإبلاغ عن أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بمرض الكوليرا. إذ تم رصد 292 حالة وفاة مرتبطة بها، في 60 محلية في 11 ولاية حتى 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بزيادة تقدر بنحو 17.3% مقارنة بعدد الحالات المبلغ عنها في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأدى الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عدة مدن سودانية والاشتباكات القبلية في منطقتي دارفور وكردفان، إلى مقتل أكثر من 10 آلاف سوداني، حسب التقديرات الأولية للأمم المتحدة. بينما يتوقع أن يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك الكثير. وتحول العمليات العسكرية دون الحصول على أرقام دقيقة لعدد القتلى والمصابين في مناطق النزاع.
وفي ولاية شمال دارفور، تجددت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مطلع فبراير/ شباط الحالي. وأشارت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة إلى أن المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح واسع النطاق.
ولجأ السكان المتضررون إلى المواقع الجنوبية لمدينة الفاشر. جاء ذلك في أعقاب اشتباكات سابقة في البلدة في 24 يناير/ كانون الثاني عندما قُتل شخصان وأصيب 10 آخرون. وأفادت الفرق الميدانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن ما يقدر بنحو 1000 شخص (200 عائلة) فروا من مخيم أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر إلى الأحياء الواقعة شرق المخيم.
وفي ولاية شرق دارفور، نفذت القوات المسلحة السودانية غارات جوية استهدفت مواقع قوات الدعم السريع في أحياء القبة والمطار وخور عمر في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، في 26 يناير/ كانون الثاني. وأفادت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن هذا أدى إلى نزوح واسع النطاق نحو مواقع شمال بلدة الضعين. ولم يتم بعد تأكيد التقديرات بشأن عدد النازحين.
ولفتت إلى التحديات الإنسانية المتعددة التي يواجهها السودانيون بسبب انعدام الأمن، والنهب، والعوائق البيروقراطية، وضعف شبكات الاتصال، ونقص الأموال النقدية، ومحدودية عدد الموظفين الفنيين والإنسانيين على الأرض. كما يؤثر نقص الوقود أيضًا على حركة موظفي الإغاثة الإنسانية والإمدادات وتوليد الطاقة اللازمة لإيصال المساعدات.
وحذرت من ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء السودان إلى مستويات قياسية حيث يحتاج 24.8 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في عام 2024. بما يزيد بمقدار 9 ملايين عن عام 2023. ويفتقر الملايين إلى السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والكهرباء، فضلاً عن النقص الحاد في التعليم والرعاية الصحية والتغذية.
وتتطلب خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 توفير 2.7 مليار دولار أمريكي لتوفير المساعدة المنقذة للحياة ومساعدات الحماية لـ 14.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان في عام 2024. في حين لم يتعد تمويل النداء نسبة 3.3٪، بما يعادل 88.7 مليون دولار، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابع للأمم المتحدة.

القدس العربي: ميعاد مبارك

مواضيع ذات صلة

رجال حول البرهان فى المرحلة القادمة..!! الحكومة الجديدة.. مشهد جديد يتشكل فى بورتسودان. هل يتقدم الجنرال ميرغني ادريس لموقع جديد؟!!. تفاصيل توصيات لجنة عقار لتقليص ودمج الوزارات.. خطة محكمة لإنقاذ الاقتصاد ومجابهة متطلبات فترة ما بعد الحرب

عزة برس

دعوات لاستعجال تشكيلها بمهام محددة وعاجلة حكومة حرب…هل يستجيب البرهان؟!

عزة برس

الطيران الحربي الجديد .. قطع “شرائين” مليشيا آل (دقلو)

عزة برس

البرهان يتفقد اللواء ٤٣ أروما، ولقاء خاص مع ترك في معقل النظارة وزيارة خاطفة لأرض القرآن

عزة برس

تقرير خطير.. مليشيا الدعم السريع المتمردة تطلق سراح أخطر قيادات التنظيمات الإرهابية في الإقليم

عزة برس

جهاز المخابرات.. السيف الحاسم في معركة الكرامة

عزة برس

اترك تعليق