مقال

الأبناء أحمد و مؤمن و محمد (قرايتكم لم تكن خسارة) بقلم : هشام عباس زكريا

لم يكن يدور بخلدهم أن مشروعاً صغيراً في مدينة عطبرة يمكن أن يجد هذا التعاطف من المجتمع المحلي و الأقليمي ، فقد صار محل الكشك الصغير لبيع الزلابية والشاي والذي سوف يعمل عليه طلاب خريجون جامعيون في مختلف التخصصات قضية رأي عام ، والذي لفت الانتباه هو عنوان المحل “خسارة قرايتي”و الذي أختاروه رمزية لمعاناتهم وعدم توظيفهم في تخصصاتهم ، أحد هؤلاء الشباب هو ابن خالتي (أحمد محمد عباس حمزة) وقد عهدته منذ نيله شهادة في الهندسة في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا قبل سنوات باحثاً عن العمل، وفي ذلك طرق أبواباً فهو مرة مصور بكاميرات الفيديو، و مرة تاجراً في الملابس وأخيراً سائق (ركشة) ، أما صديقه المشارك الثاني له في العمل فهو الإبن مؤمن كمال الحاصل على شهادة الهندسة في جامعة وادي النيل والذي لم يجد إلا أن يعمل مرات عاملاً في كمائن الطوب ثم ذهب مرات إلى مناطق تعدين الذهب الأهلي وغير ذلك من المهن ،والشريك الثالث هو الإبن محمد جعفر الحاصل على شهادة المحاسبة و عمل بعد التخرج (طاولجي) في فرن و لم يستطيع أن يجد مهنة تناسب مؤهلاته .
إن هؤلاء الشباب استطاعوا أن يوصلوا قضيتهم و قضية معظم الشباب الخريجين في السودان بأدوات ذكية و عميقة و معبرة ، فقد تسابقت القنوات الفضائية في الحديث معهم ، و جاء إليهم معظم أهالي عطبرة مؤازرين و مباركين هذا العمل ، بل حتى المطافي تفضلت برش الساحة أمام الكشك .
هذا الاهتمام المحلي و الإقليمي بهذا الحدث يؤكد أن هنالك مشكلة حقيقية يجب التعامل معها بموضوعية سواء من قبل الحكومة أو المجتمع ، فالحكومة الواجب عليها المساهمة في فتح قنوات للمشاريع الصغيرة ولتشغيل الشباب،والمجتمع عليه أن ينخرط جميعاً في العمل حتى يتجاوز السودان الأزمة التي يعيشها.
لقد سرنا هذا التجاواب الكبير، وفعل هؤلاء الشباب يستحق الاهتمام ، فلم يركنوا للنوم و التقاعد وإنما بهمة الشباب يريدون أن يعملوا ويساعدوا أسرهم ، فهم نموذج طيب لكل شباب السودان .
المسألة المهمة في هذا الأمر هو قوة وسائل الإعلام الجديد في التأثير على الرأي العام،فقد أخبرني أحمد أنه قام من نومه أمس ووجد ما لم يكن يتوقعه بعد أن صور أحد المهتمين بصحافة المواطن لافته المحل ووزعها في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي ،وقد أثبت ذلك أن وسائل الإعلام باتت هي التي ترتب الأولويات بدرجة كبيرة،فمن المتوقع أن تزورهم قيادات مهمة في ولاية نهر النيل في محلهم الجديد ،أما مواطني عطبرة فهم يشاركونهم الأن في الافتتاح ويقول (أحمد) وزملاؤه إنهم في غاية الفرح لهذا الاهتمام.
نسأل الله لهم التوفيق ونقول لهم “قرايتكم ليست خسارة” لأنها مكنتكم من هذا التفكير الراقي و السلوك الذي قدره المجتمع .

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: غباء (قحت).. (الكيزان و فرز الكيمان)

عزة برس

وھج الكلم .. د حسن التجاني يكتب:( الحياة بقت مسيخة)….!!

عزة برس

رسالة من عبدالحميد كاشا في بريد هؤلاء

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بين جيشين فى كسلا وبورتسودان

عزة برس

عمار العركي يكتب: مقاومة والي القضارف لمقاومة ولايته الشعبية

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: المسكيت: أرى أشجارا تسير ..!!

عزة برس

اترك تعليق