أحبتي : مستصحباً معي اليوم عبق التاريخ الإسلامي في صدره الأول ، بعد هجرته عليه الصلاة والسلام الذي جاء منوناً بالحب والجمال وطهارة القلب ، فرسم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مجد أمتنا الإسلامية على أسس عقائدية صحيحة وركائز أخلاقية ثابتة ومناهج علمية وفكرية راسخة .
أمن فيه نبي الرحمة أسس السلام والتعايش بمآخاته للمهاجرين والأنصار ، وإصلاح ما كان بين الأوس والخزرج من حروب دامت لعشرات السنين ، ووضع فيه سيدنا عليه الصلاة والسلام أساس السياسة الشرعية بوضع وثيقة دستورية كانت هي أول وثيقة مدنية متكاملة في التاريخ أرسى فيها رسولنا الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم قواعد عقد المواطنة وثبت فيها مبادئ العدل والمساواة بين مكونات المجتمع المدني ، ونظمت الوثيقة العلاقات الإجتماعية ليسود التسامح والمحبة ويدخل الناس في السلم كافة ، وأقامت قواعد المجتمع الإسلامي الجديد على قواعد التعايش السلمي ، وإدارة التنوع وآداب الإختلاف وبناء المجتمع على أساس المواطنة وهي أساس الحقوق والواجبات .
ان ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون ملهماً لأمتنا الإسلامية وللعالم اليوم الذي ينادي بالسلم والأمن العالميين ، وبالتعايش السلمي ، والتكافل الإجتماعي وحرية المعتقد والفكر .
تهاني لكم بذكرى الهجرة الشريفة آملاً وداعياً الله تعالى أن يحل السلام والأمن في ربوع بلادي .
نصرالدين_مفرح_أحمد
وزير_الشؤون_الدينية_والأوقاف .