المقالات

الصندوق الأبيض ما أجملك وأغلاك يا وطن..نادية عثمان

تعلمنا منذ الأزل كيف يكون حب الوطن من رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو الذي قال عن مكة المكرّمة: ( ما أطيبك من بلد وأحبك إليِّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك).
جبرتني ظروفي المرضية أن أكون خارج البلاد مدة تجاوزت العشرة أشهر وما أطولها، تعلمت فيها أن لا شيء يضاهي حب الوطن ودفء الأرض التي تربينا وترعرعنا ونشأنا فيها، حب وإحساس فطري بالانتماء، غرس ونما في دواخلنا من أجدادنا وآبائنا واستقر بين حنايانا ولا زال، حب عميق وحنين دائم لأرضه ومائه وهوائه وإنسانه الذي يحمل من الصفات لم ولن توجد في أي إنسان آخر يعيش في أي بقعة من بقاع الدنيا، صفات الكرم، المحنة، المحبة والتكافل بين شعبه، رغم الظروف العصيبة التي يمر بها ويدركها كل إنسان القاصي والداني، وما أظن يوما من الأيام يتخلى عنها حتى لو أصبح أرضًا جرداء.
الوطن الحاضن، الملجأ، الاستقرار، الأمان، الحاضر والماضي، متمكنًا في نفوسنا، عميقًا بين أضلعنا.
وطنا الذي احتضن ذكريات طفولتنا وأحلامنا وأمنياتنا منذ الصغر، يذكرنا دوما بما قام به أجدادنا وآباؤنا تجاهه من الأمن والأمان الذي أصبحنا نفتقده الآن ونبحث عنه، يذكرنا بحنان أمهاتنا اللائي وجدنا عندهن الأمان والطمأنينة، وتشربنا منهن عاداتنا وتقاليدنا السمحة التي نفتخر ونفاخر بها.
في تلك الفترة العصيبة تحملت مشقة البعد وتملكني الشوق للوطن وأهله وانا أبحث بين مستشفيات الغربة عن العلاج والذي تمنيت أن أجده ويجده غيري فيه وبين أهلي، محاطة بحبهم وحنانهم ورعايتهم وادعو الله سبحان وتعالى في كل يوم أن يردني إليه لأشرب من مياه نيله العذبة وأتنفس هواءه وأنعم بخيراته، كنت كلما أرى جميلا أتمنى أن ينعم به شعبي الذي صبر كل تلك العهود وهو يناضل ويكافح بمشقة لتوفير لقمة عيشه وستر حاله.
كثيرًا نقول ونؤمن بأن أوجب واجباتنا تجاه وطننا ان نعمل على بنائه والدفاع عنه ونمائه وتطوره والمحافظة على أرضه وممتلكاته العامة ومؤسساته وحمايتها من التخريب وخدمة مجتمعه والمشاركة في فعالياته الاجتماعية وحملات التوعية في الشوارع العامة. كما علينا تمثيله التمثيل المشرف والأفضل والأشمل بين الأمم في البلدان الاخرى.
مهما بعدت بنا المسافات وتغربنا ورأينا من المغريات يظل وطننا من أفضل وأجمل الأوطان وغالٍ ونفيس علينا، نبذل في سبيله أرواحنا، ونهدر لأجله دماءنا، نتمنى أن نراه في أعلى المراتب بسواعد أبنائه المخلصين. نسأل الله أن يديم علينا نعمة الوطن، وأن يحفظه لنا من كل شر وما أغلاك يا وطني في عيون أبنائك وما أحبّك إلى قلوبهم.
وآخر دعونا له دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام (رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن بالله وباليوم الآخر).

مواضيع ذات صلة

الهندى عز الدين على “إكس” يعلق على جلسة مجلس الأمن بشأن عدوان الإمارات على السودان

عزة برس

بُعْدٌ و مسَافَة .. مصطفى أبو العزائم يكتب: الروس قادمون

عزة برس

العطا لمن عصا بقلم: بدر الدين عوض الله المحامي

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بعد إنقلاب عربته بالأربعة من زادنا طه حسين للأسافير

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: كري المدني: (الشهادة السودانية والجنسية الخضراء ام خرتيت) ..!

عزة برس

شيء للوطن.. م. صلاح غريبة – مصر السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟

عزة برس

اترك تعليق