تقرير

أطفال السودان يواجهون خطر تسلل مفردات الحرب إلى ألعابهم !

الخرطوم: حاتم الأمين داموس

لعل من الخطورة بمكان ما يواجهه اطفالنا من تأثيرات الحرب في الوقت الحاضر وما يتهدد مستقبلهم، واكبر الأثر هو ما يواجهه معظم الأطفال من أخطار تهدد حياتهم وصحتهم النفسية.. غير ان هناك ايضا ما يهدد حياتهم الخاصة و ألعابهم..

يقول ابني الامين، 5 سنوات، بعد فترة من خروجنا إلى حيث الأمان، محذرا ” بابا اذا مشينا المنطقة الفلانية الدعامة ما بخلونا” هكذا يطلقها ابني بعفوية تامة دون اكتراث، والكثير من اقرانه اسمع منهم مثل هذا، وهم يوصفون في كلامهم، التمرد، با ابشع الالفاظ والمفردات يصطادونها من الاشخاص الكبار.. جاعلين التمرد على شاكلة البعبع او (البعشوم) او (ود ام بعلو)..

وان ألقت الحرب بظلالها على المجتمعات السودانية قاطبة واشعرتهم بالصدمة ، إلا ان الأطفال يظلون يبحثون عن حياتهم الخاصة البريئة بعيدا عن الكبار او حتى السياسة رغم دخول مفردات الحرب الاشد قسوة عليهم، وتعابير العنف، التى تظهر جليا في العابهم، ومعايشة الحياة الصعبة للحرب وإفرازاتها الاجتماعية والثقافية والمعيشية التي يمرون بها مع ذويهم؛ بالرغم من ذلك، إلا ان للأطفال عالمهم الخاص الذي يبحثون فيه عن انفسهم وتلبية احتياجاتهم، وخاصة عند ملاقاة اقرانهم القادمين من اتون الحرب من العديد من الجهات..

ومع توقف الدراسة في العديد من المناطق خاصة التي يسيطر عليها المتمردين، وندرة او عدم وجود كتاب ومجلة لطفل وخاصة في هذا الوقت ، مما جعلت الاطفال يبحثون عن حياة بديلة يتكيفون معها ، والعاب يصنعونها ، غير عابئين بما يحدث حولهم، ولكن نجد ان البنات هم أكثر رقة، وهم يمضون يومهم في ألعابهم..

تحكي الطفلة رونق ، 9 سنوات، بالصف الثالث، وهي واحدة من اولئك الاطفال، الذين يسكنون مع ذويهم في ولاية الجزيرة، ويحاصرهم المتمردون ويتمركزون في الشارع الرئيسي على بعد عدة كيلو مترات عن قريتهم، وقفنا معها وسألناها عن ألعابها المفضلة، فقالت:
اولون تانيون وهي تشبه لعبة ام القلوب، عمة عمة، وهي لعبة طبخ ونظافة بيت، بالأواني من باربي الكبيرة، ولعبة او اكس التى يلعبها الاولاد والبنات، وذكرت انهم يلعبون الالعاب الالكترونية على الهاتف حوالي نصف ساعةفي اليوم، وتقول ان مشاهدتها للتلفزيون قليلة، كما يلعبون لعبة المرجيحة، وارنب نط، و قالت انها تلعب مع صديقاتها من اقربائها.. سوسو، وبيان وسماهر واولاد خالاته.. والزيارات في الجمع والمناسبات ، و من هواياتها ايضا الرسم، ولا وجود للكتب والمجلات..

وبالمقابل، فإن الاولاد، يحبون لعب كرة القدم، ولعبة الطائرة الورقية (جو جو) التي يصنعونها بأنفسهم من عيدان الخوص واكياس النايلون، وقد سببت هذه اللعبة العديد من المشاكل وقطعت اسلاك الكهرباء بالقرية، وهناك لعبة البلي ولعبة لستك لستك ويستخدمون فيها اللستك الذى يستعمل للنقود، ولكن نلاحظ ان معظم هذه الالعاب التى يخترعونها تفتقد للنواحي الشرعية حيث تشبه القمار في احتفاظ كل طفل بما كسبه .. هذا غير الألعاب التى يتشاركون فيها مع البنات وهى العاب الموبايل والاستماع للمقاطع والأغاني القصيرة.. والكثير منهم يمضى يومه في مساعدة اهله في الكسب اليومي..

وعلى الرغم من ذلك، نجد ان السكان يجتهدون في اقامة المناشط التربوية للصغار من خلال برامج الخلاوى وتحفيظ القرآن لكلا الجنسين ويتعداه للشباب، وكذلك توجد الكورسات للمنظمات الاهلية والمجموعات..
وبمقارنة هذا الوضع مع اطفال احدى القرى الآمنة بالولاية الشمالية، نجد العناية المسبقة من قبل الاهالي في اقامة برامج الخلوة لتحفيظ القرآن الكريم وبعض دروس اللغة العربية ثم تلى ذلك تعاون المسئولين مع منظمة اليونسيف في فتح فصول الدراسة المؤقتة حتى فتح المدارس مع توفير مستلزمات الاطفال ومعينات الدراسة لمرحلة رياض الاطفال والاساس.

واليوم، يقضى الطفل الامين ساعتان على مدى خمسة ايام يلعب بين اقرانه في روضة الاطفال بالكرات واحيانا يرسم ويكتب ويتلقى الدروس المختلفة من الاستاذة نفيسة

مواضيع ذات صلة

(عزة برس) تكشف تفاصيل طرد مليشيات “الدعم السريع” من منطقة بغرب كردفان

عزة برس

كيف قرأ الفريق كباشي المستقبل وتعامل مع الماضي؟

عزة برس

رجال حول البرهان فى المرحلة القادمة..!! الحكومة الجديدة.. مشهد جديد يتشكل فى بورتسودان. هل يتقدم الجنرال ميرغني ادريس لموقع جديد؟!!. تفاصيل توصيات لجنة عقار لتقليص ودمج الوزارات.. خطة محكمة لإنقاذ الاقتصاد ومجابهة متطلبات فترة ما بعد الحرب

عزة برس

دعوات لاستعجال تشكيلها بمهام محددة وعاجلة حكومة حرب…هل يستجيب البرهان؟!

عزة برس

الطيران الحربي الجديد .. قطع “شرائين” مليشيا آل (دقلو)

عزة برس

البرهان يتفقد اللواء ٤٣ أروما، ولقاء خاص مع ترك في معقل النظارة وزيارة خاطفة لأرض القرآن

عزة برس

اترك تعليق