المقالات

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

التصريحات التي يطلقها قادة المؤسسة العسكرية هذه الأيام حول إدارة الحكم في البلاد بعد انتهاء الحرب .. هي تصريحات قديمة متجددة وان كان البعض يري ان التوقيت غير مناسب في ظل المعاناة التي يعيشها المواطنين جراء الحرب والتي مازالت تمضي دون أفق للحل .. لكن دعونا نمضي نحو الفكرة.. للأسف كثير من الناس لايكلفون أنفسهم عناء البحث والتدقيق.. ماقاله نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر العطا الاسبوع الماضي بعدم تسليم السلطة للمدنيين ألا بشرط الانتخابات وان قائد الجيش البرهان سوف يكون قائدا للمرحلة القادمة من واقع مسؤلية الجيش تجاه البلاد وفقا لقانون القوات المسلحة السودانية.. هو كلام قديم متجدد.. تم إطلاقه في اول مؤتمر صحفي عقدته اللجنة السياسية والاعلامية بالمجلس العسكري الانتقالي قال به الفريق عمر زين العابدين بعد اعلان الجيش ازاحته للمشير عمر البشير في ديسمبر 2019 م … كان ذالك قبل أن يغادر مع عدد من قيادات اللجنة الأمنية.. كذلك ذات الحديث قال به الفريق شمس الدين كباشي في عدد من المنابر ..

بالامس تجدد الحديث عبر الفريق إبراهيم جابر بولاية القضارف.. حيث أكد أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في إي إتفاق مع السياسيين وأن القوات المسلحة  هي الجيش الوطني الوحيد ولن تقبل بإي رديف.. وان فترة إنتقالية  تقودها حكومة تكنوقراط تضطلع بترتيب شؤون الشعب السوداني وتهيئته لانتخابات حرة ونزيهه يحدد فيها الشعب السوداني من يحكمه.. كذلك من الإشارات المهمة في حديث جابر.. أن  الحرب مخطط أكبر من الذين خططوا له مشيرا إلى وجود تدخلات خارجية وأحزاب تسببت في الحرب.

في تقديري كل هذا الحديث وهذه التصريحات بجانب أهمية الإشارة الي تجربة تولي قوي سياسية غير مفوضة للحكم خلال الأربعة أعوام الماضية تحت عنوان الشراكة مع الجيش والتي اعترتها كثير من التقلبات.. كانت تمثل تجربة غير رشيدة اضاعت وقتا ثمينا للبلاد كما انتقصت كثيرا من سيادها و جلبت للسودان الدمار والخراب و الحرب التي تدور رحاها الان بسبب محاولة فرض نظام حكم يعتمد دكتاتورية المدنيين عرف بالاتفاق الاطارئ من قبل أحزاب (الحرية والتغيير) مدعوما بغطاء البعثة الاممية التي تم فرضها علي البلاد دون اجماع من مكونات الحكم.. الي جانب الرباعية الدولية التي لم يتم اجازتها او التوصية بها او تفويضها من اي من مؤسسات المجتمع الدولي المعتمدة .. حيث برزت بعد ذلك اجندات كثر تحدث عنها الإعلام المحلي.. منها تفكيك القوات المسلحة السودانية واستبدالها بقوات الدعم السريع التي كانت تتبع للجيش قبل أن تتمرد عليه .. والسيطرة علي ومؤسساتها الإقتصادية.. واقصاء عدد من الأحزاب السياسية بمبررات لاتشبه عملية التحول الديمقراطي السلس التي يتطلع لها الشعب السوداني..والتي يتم بموجبها تداول سلمي للسلطة.

لذلك من المهم حتي تكون البلاد وقياداتها قد استفادوا من درس الحرب القاسي.. ان تحمل هذه التصريحات محمل الجد وان تعبر فعلا عن ارادة وطنية غير خاضعة للابتزاز او المناورات التكتيكة..

وهنا يجب الإشارة الي التحولات الإيجابية التي يبديها اشقاء السودان وألاصدقاء من خلال حديثهم عن أهمية وقف هذه الحرب باعتماد( منبر جدة) ومانتج عنه من اتفاق في مايو الماضي والذي كانت تصر الحكومة السودانية ان يكون بداية لاي حل.. كذلك يجب الإشارة الي تصريح المبعوث الامريكي الجديد للسودان (توم بيرييلو) لقناتي العربية و الحدث والذي تناقلته عدد من الصحف والمواقع الإخبارية : (ان القوات المسلحة السودانية عمرها أكبر من عمر الدولة ولابد من احترامها.. وان الكفاءات السودانية قادرة على إدارة البلاد دون أطماع سياسية) .

عليه يجب أن يبدأ الجيش اجرءاته فور دحر التمرد و استدباب الأمن .. باعتماد رأس للدولة من العسكريين عبر دستور 2005م الذي يعتبر من أكثر الدساتير السودانية التي وجدت اجماع وتوافق وطني كبير .. ومن ثم تكوين حكومة كفاءات وطنية غير حزبية.. وان تبدأ احزابنا الوطنية بلا استثناء في تقبل هذا الفكرة والتعامل معها بواقعية دون اطماع وتحويلها الي فعل إيجابي يتمثل في ترتيب اوضاعها الداخلية واعادة النظر في برامجها الوطنية لوحدة البلاد لتناسب المرحلة القادمة و ان تنهض جميع مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسات الإعلامية بدعم هذا التوجه الذي يمثل المخرج الوحيد لأزمة الحكم في البلاد.. فليس من المقبول ان يعود الناس الي مربع ماقبل 15 أبريل من خلال تسوية او شراكة جديدة تعيد الأحزاب الي الحكم دون تفويض حقيقي يحترم ارادة الشعب ويداوي جراح الامة.. التي ان الأوان ان تنعم بديمقراطية يسودها حكم القانون.. تنهض بها البلاد وتصان كرامتها و تلحقها بركب الشعوب التي تنعم بالأمن والسلام والاستقرار .. لذلك علينا بالقبول بديمقراطية العسكر المشروطة بأجل .. بدلا من دكتاتورية المدنيين الطامعة في الحكم دون تفويض.
دمتم بخير ،،،، Shglawi55@gmail.com

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق