الدبة: محمد يوسف (ميدي)
اشقاء وأرض وعطاء شكلت ” ثلاثية خير” ، والاشقاء هم عثمان محمد وبكري زمري، والارض هي منطقة “العفاض الام الرؤوم ، والعطاء هو فعل الخير للناس.
“وشائج قربى لا تموت”
الاخوة” اولاد حسن عثمان زمراوي ” اشقاء جمع بينهم رباط الدم و فعل الخير ، رباط وثيق بين “الارادة الخيرة ” وروح منطقة ” العفاض” بالولاية الشمالية التي كانت اول مستوطنة في تاريخ افريقيا.
الاخوة “زمري” كانوا فعلا ” زمرة ” خير واخاء وكرم وبسطت ايديهم الخير والكرم في سلسلة طويلة من اعمال الخير بدءا من العفاض الى اجزءا كثيرة من الولاية الشمالية ومنها الى ولاية الخرطوم.
العطاء: روح العفاض الابدية
واذا كانت العفاض اول مستوطنة عاش فيها البشر في افريقيا وحققوا وفرة في الانتاج الزراعي منحت الامن الغذائي لاوائل المستوطنات في القارة فان العفاض ذات نفسها انجبت ” اسرة زمري” والتي فاض خيرها في الانحاء.
وبصمة “اولاد زمري” الواضحة في العفاض ما كان لها ان تتوقف عند المنطقة وانما تنطلق في الارجاء تشمل ” القريب ” و “البعيد” ، تلك البصمة شكلت ممر عون انساني وخيري ممتد على طول عدة ولايات.
خير “يحوي ويشفي”
ظل الاخوة زمري في حالة دائمة ومستديمة من العطاء الذي ” يحوي ويشفي” وظلوا يقدمون لاهلهم سرا ما يعلمه البعض ولا يعلمه اخرون.
كانت نظرة الاخوة زمري دوما ترى إن فعل الخير هو أفضل عبادة يمكن أن تقرب الانسان الى الله ، كما أنهم مستمرون في فعل الخيرات صباحا ومساءا دون انتظار شكر او عرفان
“كسب القلوب والعقول”
امتلك اولاد زمري قلوب وعقول الناس ، لانهم مشوا بين الناس وقدموا للناس لاجل الناس.
آمن الاخوة ان اي عطاء هو بمثابة بذور للحياة ، ومهما بدأ للناس ان تلك البذور تلاشت الا ان المطر سيظهرها نباتا وخضرة وحصادا. لكن حصاد اولاد زمري كان نموا مضاعفا في الخيرات مثل حبة القمح التي تنبت سنابل وفي كل سنبلة عشرات الحبوب.
“زرع المحبة بين الناس”
على ان افضل بذور زرعها الاخوان زمري كانت “المحبة بين الناس “، وما محبة الناس الا قبول من الله وفتح رباني اختصاه الله للبعض دون الكل.
لكن عظمة محمد وبكري كانت دوما تتجسد في : جميل ان تعطي من يسالك ما هو في حاجة اليه لكن الاجمل ان تعطي من لا يسالك شيئا وانت تعرف حاجته.