المقالات

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر.. أبو عمامة ..دون طاقية وأشياء أخرى

..
.. دبلوماسى رفيع وصديق فى سفارة إحدى الدول الشقيقة أبدى أندهاشاً من كلمة قاطعة قلتها له فى معرض التعليق على موقف لبلاده حيال أمر ما فى الشأن السودانى فقلت له ( *ملاطفاً* ) أن عليه ألا يندهش من قطعيات السودانيين هذه الأيام فبلادنا تشهد حالة من الإنفجار فى كل شيئ ..فى الألفاظ والمواقف والعبارات والتعبير بشكل متطور عن حالة سودانية خالصة من عدم التقيد بالبرتكول أو قواعد الحوار والنقاش ولا يمكن أبداً التنبؤ بالعبارة الخاتمة لحوار الأفراد أو الجماعات فى أى شأن من شئون المشهد السوداني العام ..حيث ينتقد كل أحد كل شئي بداية برأس الدولة والوزراء والولاة والقادة ورؤساء الأحزاب والنقابات والتجار والسفراء فى مواقفهم وأقوالهم بسبب أحياناً وبغير سبب غالباً..
ولذلك لا تنفك الساحة تمور بالصراع غير المؤطر بنهايات منطقية بين الجميع فما أسهل مسوقات نشوب المعارك فى بلادنا هذه الأيام وما أصعب نهاياتها ..إذ الجميع فى مرمى النيران لا يعصمهم عن ذلك عاصم ما يستحيل معه السماح لمشروع أو فكرة بالإكتمال والوصول لغاياتها ،ولابد لذلك من التوافق على تأجيل كل القضايا والمشاريع الكبيرة لحين الفراغ من مرحلة الإنتقال هذه وريثما يتم إنتخاب حكومة قادرة بالتفويض الشعبى على فرض إرادتها والتفرغ لإنهاء حالة التخوين ومنح صكوك الوطنية هذه ، *وأجدنى* فى هذا الإطار مضطراً للتعليق على قضية سفر بعض الزملاء والأساتذة من الصحفيين لدولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من إحدى الشركات التى وقعت عقداً قبل فترة للعمل فى واحد من أعقد الملفات السودانية وأكثرها حساسية وهو ملف الموانئ البحرية على شاطئ البحر الأحمر الذى جعل من السودان خلال الفترة الماضية ساحة لصراع خفى .. صحيح ومتوهم كذلك بين عدد من الدول والمحاور الدولية والإقليمية أنتبهت لتوها لخطورة وأهمية هذا المسطح المائي البكر ، حيث أننى مبدأ لا أجرم أبداً سفر الصحفيين لأى مكان فى العالم للبحث عن الحقائق فى مظانها فهذا حق مشروع لا يستطيع أحد أو جهة المزايدة عليهم به .. *وكذلك* حق أى جهة فى دعوتهم للوقوف على ما تعتقد أنه يخدم قضيتها دون تجريم أو تخوين كما أن الرأى العام أيضاً من حقه علينا جميعاً أن نتدافع فى هذا الشأن لصالح بلادنا وشعبنا فقد رشح فى الأنباء أن هناك وفد صحفى ربما غادر إلى هناك مرة أخرى وربما توسعت الزيارة هذه المرة بحسبما راج لتشمل أحد مشاريع الشركة فى دولة أخرى كنموذج لما تزمع القيام به فى السودان وهو أمر طيب أعتقد أنه فى التوقيت الخاطئ .. *فالسودان* دولة مترنحة تبحث الآن عن الإستقرار السياسى والمجتمعى ويحاول شعبها كل جهده العبور من فترة الإنتقال المتعثرة ولا يمكن فى مثل هذه الظروف أن تتورط أى جهة خارجية فى توقيع العقود للمشاريع الإستراتيجية والكبيرة مع الحكام المؤقتين الحاليين ..والذين بكل تأكيد لا يملكون تفويضاً ولا صلاحية لذلك ..وإن حسنت النوايا .. *فلا* أحد يمكنه تقديم ضمانات حقيقية بإستمرار هذه العقود وعدم نقضها وإلغائها بالكلية من قبل الحكومة أو المجتمعات المحلية فى ظل عدم وجود دستور ولا قانون ولا سند واضح ومفوض يمكنه فرضها عليه فى ظل وضع سياسي قادم أو حتى فى ظل الظروف الحالية ، عليه لابد للجهة التى تريد الإستثمار فى هذه المقامات الوطنية العالية أن تسعى لمد يد العون والمساعدة للشعب السودانى للخروج أولاً من أزمته الحالية .. *وبإرادة* وطنية خالصة ومن ثم إعادة تقديم عرضها بشفافية ووضوح بالتنافس مع جهات أخرى داخلية وخارجية ترغب فى الإستثمار فهذه مشاريع حسب علمى لا يمكن تعميدها لجهة واحدة بهذه السهولة .. *كما* أننى أستغرب جداً صدور قرار السيد رئيس مجلس السيادة بهذا الخصوص بعضوية ممثل عن الشركة ورجل أعمال سودانى أظنه ممثل لها أو لشركة متعاملة معها فى هذا المشروع برئاسة عضو مجلس سيادة وعضوية وزيرى المالية والنقل فيما يبدو لتسهيل إجراءات التعامل مع المشروع ..ما *يدعونا* للمطالبة بضرورة نشر الإتفاق كاملاً والإجراءات التى أستبقت توقيعه ..والتكييف القانونى والإدارى الذى بموجبه وصل لمرحلة التعاقد.. *وهل* يجوز للحكومة الإنتقالية وفى ظل عدم وجود رئيس وزراء ومجلس تشريعى ..ووزراء قطاع إقتصادى وسيادى مكلفين توقيع هذا العقد وإمضاء ترتيباته الفنية والإدارية؟
*هل* يجوز فى العرف السودانى إرتداء العمامة دون طاقية ( *دستورية* ) ناهيك عن كون الجلابية نفسها غير موجودة.
أبو عمامة وتأهيل ميناء بورتسودان مشاريع لا يمكن التعامل معها بهذا الإستسهال المخل فى ظل التنافس الكبير والمحموم الذى تشهده المنطقة فهما إضافة لشاطئ يمتد بمساحة سبعمائة كيلومتر يشكلان ميزة تفضيلية للسودان ومع كامل ترحيبنا بالشركة الإماراتية وبالإمارات كدولة شقيقة مقتدرة ولديها تجارب ممتازة فى تأهيل وتشغيل الموانئ إلا أننا نحتاج لشفافية ومنافسة وإقناع وحكومة منتخبة وتبشير للمجتمعات المحلية..
نعود غداً إن شاء الله لتفصيل أكثر.

مواضيع ذات صلة

شيء للوطن.. م. صلاح غريبة – مصر السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟

عزة برس

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

اترك تعليق