المقالات

قراءة تحليلية في خطاب الفريق اول البرهان بقلم عشان كرار

..

لم يتوقع أشد المتابعبن والمراقبين التصاقا بالواقع السياسي السودانى المأزوم ان يتفاعل المكون العسكرى بهذه السرعة الفائقة والرشاقة الذهنية المهولة مع الأحداث التى جرت منذ يوم 29 يونيو حتى اليوم.
بعدما طفقت قوى سياسية تتحدث عن نقلة نوعية عقب مظاهرات الثلاثين من يونيو وهى تريح نفسها من عناء الحلول والتفكير في طرح جاد وتسعى الى تجيير حراك الشارع لصالحها، وتوجيه اصابع اللوم للمكون العسكرى بحجة ان المدنية خيار الشعب بدون برنامج أو تصور نظرى حتى من جانب القوى السياسية والمدنية، وهو اتباع لصيغة تسقظ بس في قالب جديد، وتقتات هذه القوى على مكتسبات شارع، تتم مداعبة مخيلته الطرية الغضة بالاهازيج والاناشيد والامانى العذبة المخملية.
انتهز الجيش لحظة تاريخية فارقة لاعادة الامور لنصابها بعد حمى البدايات قبل ثلاثة اعوام والتى جعلت من الجيش طرف يتحمل وزر واعباء المرحلة الحرجة فى شراكة مختلة مع اطراف مشحونة بكم هائل من التناقضات وتتلقى الخطط والتكتيكات والتوجيهات من اطراف خارجية، وهى تحمل تصور لسودان لا علاقة له بشعارات الثورة وترى ان الفرصة سانحة لاعادة تركيب الدولة والمجتمع بعد تفكيكه طوبة طوبة.
بخطاب البرهان اليوم تعود الامور الى نصابها ليقف الجيش على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والمدنية دون ان يكون مطالب بتقديم اطروحات للشراكة مع اطراف لاتجيد سوى رفع العقيرة بمطلب واحد هو مدنية الدولة وقد شحنت ذهن الشباب المتظاهر بان العقبة الكؤود في سبيل تلك الغاية الاسمى هو تمسك الجيش بالسلطة..
يترتب على خطاب اليوم خروج الجيش من مربع الفعل و رد الفعل الى موقع المراقب الحصيف الذي ينتظر من اصحاب المصلحة في قيام حكومة انتقالية كاملة الدسم، ان يتحملوا فيها كقوى سياسية كامل المسؤولية بايجاد شكل من أشكال التوافق للعبور بالفترة الانتقالية الى ضفاف انتخابات حرة نزيهة بمساعدة الآلية الثلاثية..
وعليه يكون الجيش قد حول ضغط الشارع والضغوط الخارجية على اكتاف الساسة وتجعل الجيش بعيد عن سهام التناوش وهو يواجه تحديات جدية في الشرق ليقدم الجيش نفسه في وضعه الصحيح كحامى للسيادة وللشرعية انتقالية كانت او انتخابية ويستعيد دوره التاريخي كقوات الشعب المسلحة التى تلبى النداء بالانحياز للشعب متى ما تتطلب الأمر..
اخيرا سيكون من السفاهة ان ظنت بعض القوى السياسية بقدرتها على الفهلوة السياسية ان تدخل في نزاع مع الجيش طمعا في وضعه موضع المتفرج حتى تتفسح في مسرح العبث بقدرات العباد والبلاد وتترك واجبها العاجل والأهم وهو أظهار القدرة على تحمل المسؤولية من خلال توافق سياسي، يصب في حكومة انتقالية من كفاءات وطنية..

هشام كرار.. برلين

مواضيع ذات صلة

شيء للوطن.. م. صلاح غريبة – مصر السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟

عزة برس

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

اترك تعليق