المقالات

تحبير .. د. خالد أحمد الحاج يكتب : حج مبرور وسعي مشكورا

تسعى أمانة الحج والعمرة هذه الأيام لإحكام إجراءات حج هذا العام بما لها من تجارب وخبرات بهذا الخصوص، كل الذي نتمناه أن يتم تجاوز أخطاء الماضي، خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وسدا للثغرات.
يهمني أن أشير إلى مسألة مهمة تسبق عملية الإجراءات الروتينية، والتفويج ألا وهي حرص الجهات المختصة على إجراء القرعة في جو من الشفافية والعدالة.
وكان يوم الرابع من يونيو ٢٠٢٢م يوما تاريخيا لحجاج بيت الله الحرام، وما يحمد للقرعة كونها تجرى تحت سمع وبصر الجميع، وبحرص من أجهزة الإعلام على نقل هذه الفعالية بصورة مباشرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة تم تجريبها خلال عدة مواسم سابقة، وقوبلت النتائج التي خرجت بها القرعة بالرضاء التام من قبل من لم يحظوا بفرصة الحج من المتقدمين، وفقا للطريقة التي تجرى بها.
وإن كنت آمل أن يجد من لم يحظوا بالفرصة فيما مضى، أن تتاح لهم الفرصة هذا العام دون قرعة، فهم أولى بالفرصة من المتقدمين لأول مرة.
17.893 هم المتقدمون لحج 1443ه، يتوزعون ما بين العاصمة والولايات حسب توزيعات السكان، وسبق أن أعاقت جائحة كورونا كوفيد (١٩) تفويج
الحجاج إلى بيت الله الحرام منذ العام ٢٠٢٠م، وبحمد الله بعد تجاوز المرحلة الحرجة لهذا الفيروس، وبعد إمكانية التعايش معه عادت الأمور إلى طبيعتها، وها هي الظروف تبتسم من جديد للحجاج ليتوجهوا عبر البحر أو الجو إلى الأراضي المقدسة وألسنتهم تلهج بالتلبية، ولكن ما المبرر في ألا يحج من تجاوز ال(٦٥) عاما ؟
في عهده صلى الله عليه وسلم، وفي عهود الخلفاء الراشدين من بعده، وحتى في عهد الدولتين الأموية والعباسية، والفاطميين، والسلطنة العثمانية هناك من حج وهو فوق السبعين عاما، ما المبرر لتحديد السن هذه المرة؟ ربما تكون هذه المعلومة صحيحة، وقد لا تكون كذلك، بيد أن القدرة بحسب ما أعتقد في البنية الجسمانية للحاج هي الأساس، وفي خلو البدن من أي علة تحول دون إكمال الفريضة، أو تصعب على الحاج الحركة من مشعر لآخر، وحول القدرة المالية فإن رأي الدين في ذلك واضح.
مع الظروف الاقتصادية العسيرة التي تمر بها البلاد كان متوقعا وصول رسوم حج هذا العام لهذا الرقم الفلكي، أما كان بالإمكان خفض التكلفة لما هو أقل من ذلك تيسيرا على الحجاج.
العشم أن تكلل الجهود الخاصة بتعريف الحجاج بكافة تفاصيل الشعيرة بالنجاح، وأن يكون الإحكام جيدا بخصوص ترتيب إجراءات السفر والإقامة والمعيشة، مع ضرورة توفير العلاج لأصحاب الأمراض المزمنة، والاستعداد لعلاج أي حالة طارئة.
خبرة الأمراء والمفوجين هي التي تسهل كثيراً على بعثة الحج، وعلى سفارة السودان بالمملكة العربية السعودية.
نسأل الله تعالى لحجاج بيته الحرام حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.
وافر الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وللشعب السعودي المضياف، وهم يبذلون كل ما بوسعهم لراحة الحجيج، وتحقيق أعلى درجات الأمان لزوار بيت الله الحرام، وبتأكيد حكومة خادم الحرمين الشريفين على أن الدين الإسلامي دين محبة وسلام وهذه أهم الرسائل التي يمكن أن تبث.

مواضيع ذات صلة

شيء للوطن.. م. صلاح غريبة – مصر السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟

عزة برس

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

اترك تعليق