المقالات

الصندوق الأبيض ..ما زالت بعض سفاراتنا بخير.. نادية عثمان

كنت دائما اتحسر عندما أسمع حديث الناس وانطباعاتهم وآرائهم وحالات عدم الرضا الذي يعتري الكثير من المواطنين حول الأداء والتعامل السيئ فيما يتعلق بخدمة ورعاية مصالحهم من سفارات وقنصليات السودان بالخارج، التي تمثل رعاياها المقيمين ودورها في خدمتهم ودفاعها عن مصالحهم وتسهيل أعمالهم وشؤونهم، كما كنت أيضًا أفكر حتى في معاناة وشكاوى الدبلوماسيين أنفسهم وأسرهم من تعامل الدولة بتأخير مرتباتهم ومستحقاتهم وكل ما يلزمهم من الضرورات، ولماذا لا نكون مثل الآخرين تنعم كل جالياتنا بالخارج بكل الخدمات الضرورية التي من الواجب أن تقدمها كل السفارات والقنصليات كالعادة والتي تقع على عاتقها ومن الواجبات المنوطة بها. وهذا الأمر من الأهمية بما كان الحديث عنه سلبًا أو إيجابًا.
الموضوع الذي أريد الحديث عنه الآن، هو دور سفاراتنا في الخارج، في تعميق وتوطيد العلاقات بين المواطنين وجعل كل مواطن سوداني يغير فكرته السالبة وعكس الوضع والصورة الجميلة لبعض سفاراتنا بالخارج وما تقدمه من خدمات تجاههم ما يجعلهم يفتخرون بانتمائهم لهذا البلد، ويحسون أن وطنهم معهم في الحل والترحال وفي الغربة يدافع عنهم ويقف معهم، وهذا الدور الأساسي والمهم.
بعض سفاراتنا بالخارج لها دور مشرِّف جداً في هذا المجال، يعمل على تعميق وتوطيد العلاقات لدى السودانيين الموجودين في بلدان عدة ويحتاجون لسفارة بلدهم لسبب أو آخر.
خلال هذه الأيام قادتني الظروف لطلب المساعدة وتقديم خدمة من إحدى سفارات بلادي بالخارج لإجراء بعض المعاملات الرسمية وكانت جهتي سفارة السودان بالعاصمة الهندية نيودلهي، حقيقة كنت أحمل في ذهني نفس الفكرة مع استرجاع بعض الأحاديث والآراء التي ذكرت وما سمعت سابقًا، لكن قطعت حبل أفكاري السلبية وأدهشتني طريقة الاستقبال والترحاب الحار التي حظينا بها لحظة دخولنا لمبنى السفارة السودانية بمدينة نيودلهي من الشاب الهندي الذي كان يجلس على استقبال سفارتنا مع همته في سرعة إجراءات الدخول إليها.
عند الدخول يأتيك إحساس بان هذا المبنى لا يوجد بداخله أحد من شدة الهدوء الطاغي على أجوائه. أيضًا وجدنا استقبالاً بشوشاً طيباً من طاقم السفارة على راسهم نائب السفير مصعب إسماعيل محمود والأستاذ محمد الفاتح، أشعرنا هذا الاستقبال بدفء الوطن وطيبة وكرم أهلنا السودانيين.
أخبرنا طاقم السفارة بالأمر الذي أتينا من أجله وطلب الخدمة التي كانت أكثر تعقيدًا، مع شرح وتفصيل للخطوات التي يجب إتباعها أنجزوا ما طلبنا في تجانس وتناغم وحيوية بكل سهولة ويسر، بل وأعفونا من بعض رسوم المعاملات وأعطانا محمد الفاتح (كرته) وفيه كل أرقامه مرحباً بأي أمر أو خدمة نريدها منه ما زادنا حباً لوطننا وأهله فوق حبنا له.
وأكد لنا أحد الموظفين أن أبوابهم مفتوحة أمام المواطنين السودانيين في مكاتبهم ومنازلهم وهذا أمر معروف ومشهور لدينا ونادر الوجود في العالم اليوم، لتقديم أي خدمات أو منافع يريدها كل المواطنين المقيمين والزائرين.
نحن نفخر فعلاً وحقاً بأنه يوجد من يمثل وطننا في أي بقعة من بقاع العالم وهذا هو السوداني أين ما وجد ينهج سياسة الباب المفتوح التي سار عليها أباؤه، إن هذا بحد ذاته مفخرة حقيقية وسلوك راشد يعمِّق المحبة في قلوب الناس بشكل عملي ملموس.
وللحق فإنه لكي تقوم سفاراتنا بواجباتها نحو المواطنين، ينبغي دعمها بالمزيد من الموظفين الجيدين والمهرة، إن المهمة التي تلقي على عاتق سفاراتنا في الخارج المزيد من المسؤوليات الجسيمة، تجعلها تواجه – وسوف تواجه – المزيد من القضايا والاشكالات لمواطنيها في بلاد الغربة، فيحسن دعم سفاراتنا وخاصة في الدول التي يكثر بها أعداد المسافرين بالمزيد من الكفاءات المخلصة، فإن هذا من حقوق المواطن على بلاده، وأنه مما يعمق المواطنة لديه، ويشعره بالانتماء أكثر، ويُشْربه حب التفاني في خدمة وطنه والحرص على سمعته والاعتزاز به.
شكرا طاقم سفارتنا السودانية بمدينة نيودلهي الهندية الأساتذة مصعب، محمد الفاتح، عزة ومثنى ولبقية العقد الفريد، أخجلتمونا بتواضعكم وكرمكم الفياض، دمتم ذخرا للوطن والمواطن.

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق