المقالات

ميثاق تأسيس سلطة الشعب.. رأيي وبكل وضوح!! خالد الاغيسر

بدءاً لجان المقاومة هي واحدة من الكروت المهمة والرابحة في مسيرة بناء الدولة المدنية الديمقراطية المستقبلية التي ينشدها الجميع “ولكن إذا أحسنت هذه اللجان التعامل في داخلها تنظيمياً وبمنهج متحرر من الظلال الموجهة حزبياً”.
أما ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي وقع أمس “لا يمكنني التعقيب عليه بتفصيل لأنني لم أطلع عليه حتى الآن”، لكن مبدئياً هذا الميثاق يجب أن يشمل معالجات واضحة وجذرية للقصور الذي صاحب تجربة ما بعد الوثيقة الدستورية الموقعة رسمياً في 17 أغسطس 2019 والإعلان السياسي الموقع في 21 نوفمبر 2021.. وكذلك يجب أن يضع في الاعتبار كل التفاهمات والخلافات، والإيجابيات والسلبيات التي أسهمت في إضعاف وحدة قوى الثورة، وتعثر الانتقال الديمقراطي، وعلى رأس ذلك قضايا مثل الفرز والعزل السياسي، والتخوين، وخطاب الكراهية، ونكران الحقوق، ومحاولات التشويه الممنهجة التي تمت في حق بعض قوى الثورة الحية التي شاركت بقوة وفاعلية في التغيير، وكذلك الحال مع الثوار الذين أسسوا للتغيير ثم ظُلموا بطريقة “إجرامية ومستفزة” وبعضهم تعرض للاعتداءات الجسدية -ضرباً- بينما هم بذلوا كل ما في وسعهم قبل أن تولد لجان المقاومة نفسها أو تجمع المهنيين السودانيين والتحالفات السياسية التي ولدت لاحقاً (وأضرت بالثورة بدلاً من أن تنفعها)، وعلى رأسها قوى إعلان الحرية والتغيير “قحت”.
ويجب كذلك على من وضعوا هذا الميثاق أيضاً تجاوز كل العثرات التي تراكمت وتفاعلت وتركت آثاراً كبيرة ومدمرة يصعب علاجها (ما لم يتم الاعتراف بالأخطاء والمؤامرات بشجاعة كاملة)، كما يجب على من وضعوا هذا الميثاق فهم التركيبة المجتمعية المعقدة والاستفادة من التنوع الاثني ليكون مصدراً للقوة وليس الضعف، وحتي يكون جزءاً من الطرح المثالي لتأسيس وطن جامع تتساوى فيه الحقوق والواجبات، والهموم المركزية والولائية، وبهذا يمكن للميثاق أن يكون فاعلاً ضمن معادلة “كلية وواسعة وشاملة” لا إقصاء فيها وتتسق مع كل المقترحات التي تقدمت بها القوى الوطنية المختلفة.
وأهم دور يمكن أن يلعبه هذا الميثاق هو شحذ همم الشباب وتحويل طاقاتهم الهائلة لتصبح أحد أهم أدوات ومعاول البناء، وإبعادهم -خلال الفترة الانتقالية- من التخندق في محطة خدمة المشاريع الحزبية والأيديولوجيات والأطروحات الفكرية الدخيلة التي تسببت في تدمير السودان وإضعاف مكاسب الثورة التغيير.
ومن ضمن ما يمكن أن يسهم فيه هذا الميثاق أيضاً قضية الانتقال بعقول وممارسة الشباب من مربع التتريس والتكسير وحرق الاطارات إلى مربع التعمير وبناء الدولة وفقه الإنجازات.
وهذه النقاط -المذكورة أعلاه- هي مجرد عناوين يمكن أن تكتب “في سطر أو سطرين” لكن تنزيلها على أرض الواقع يتطلب جهد مضنٍ يفوق كل ما بذل من تضحيات في مرحلة التحرير.. وهنا من المهم التذكير دائماً بأن السودان وطن للجميع وفيه من التعقيدات ما يحتاج للتعامل بواقعية ونظرة شاملة “وموضوعية”.
لذا فمن واجب هذه اللجان أن تفرز منهجها -بصورة كاملة- من التأثير والظلال الحزبية المغلفة لبعض الأفراد المؤدلجين وتتعامل معهم بحزم وجدية تنظيمياً.
ختاماً لا يسعني إلا أن أوجه تحية حارة لأعضاء لجان المقاومة “الحقيقيين”، أكرر “الحقيقيين” الذين جمعتني معها فترات عصيبة وأعمال صعبة قبل تاريخ سرقة الأحزاب للثورة السودانية في يوم ميلاد نجاحها/وتعثرها -في آن واحد- في 11 أبريل 2019.
هذا هو رأيي وبكل وضوح!!.
خالد الإعيسر
12 مايو 2022

مواضيع ذات صلة

شيء للوطن.. م. صلاح غريبة – مصر السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟

عزة برس

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

اترك تعليق