الأخبار

نصر الدين مفرح يكتب : الهم قضية والحصة وطن والهدف بناء دولة ولا زلنا في خندق الاصرار تضامناً وتكاملاً

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ (٥)
،،، سورة القصص ،،،

بين ذكري الاستقلال وثورة ديسمبر أجيال رسمت معاني التضحية والإستبسال والإرادة والأمل ولا تزال في خندق الإصرار لاجل بناء وطن الديمقراطية والتنوع …

احي مجد الآباء الأوائل الذين صنعوا الاستقلال فاهدوا عبره للأجيال مجداً مؤثلاً نفتخر به ونجتر ذكراه ونصون حماه ونصنع به الحاضر والمستقبل ..
ان والوحدة والتلاحم التي شهدتها قاعة برلمان أول حكومة وطنية وفي تلك الجلسة التاريخية لإعلان الاستقلال كانت ولا زالت وستظل أعظم جلسة جسدت تطلعات الشعب السوداني في التحرر والانعتاق، كما جسدت معاني الوحدة والانتصار للوطن دون الالتفات إلى تراهات الحزبية الضيقة، فوالدي العزيز الناظر عبد الرحمن دبكة عن حزب الأمة حينما قدم اقتراح إعلان السودان حرا مستقلا فان التثنية تأتي من والدي البشاور جمعة سهل عن حزب الأشقاء ( الاتحادي الديمقراطي)،
وانحازت له عضوية المعارضة بقيادة أستاذنا القدير محمد أحمد المحجوب، وتكاملت لوحة الوحدة الوطنية، حينما انحاز اخواننا من جنوب السودان الي خيار الوحدة السودانية، اختاروه علي تقرير المصير الانفصالي رغم سياسة المناطق المقفولة التي مورست عليهم ، فتم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في يوم الاثنين ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م وقدم خطابا رسمياً لدولتي الحكم الثنائي بذلك .
انها الملاحم التاريخية التي نجتر ذكراها اليوم ونحن نستلهم عبرها في ثورة ديسمبر المجيدة والتي تكاملت فيها وحدة الشعب السوداني باطفاله ونسائه ورجاله ونقاباته وأحزابه، ومثقفين وختمها الجيش بانحيازهم لخيارات شعبهم إذ هم حماته وحراسه من اعداء الخارج والداخل.
فتكاملت اللوحة بانجاز المهم وهو ذهاب أكبر حكم ديكتاتوري في افريقيا والوطن العربي علي امتداد التاريخ الحديث، ذهب حكم الاسلاميين وبقيت آثاره المدمرة والتي لا زالت بقاياه تنخر في البلاد حرباً ودماراً …
هذا المهم قد انجز وبقي الاهم وهو كيف نستطيع ان ندير بلادنا في فترتها الانتقالية لنضع فيها اسس ومرتكزات الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية الحديثة التي تدير التنوع وترعي مصالح مواطنيها وتضع حداً لاسوأ مأساة عاشها ابناء شعبي الطيبين من حروب خلفت مئات الالاف من الشهداء وفساد دمر الاقتصاد والاخلاق ..
ان ازمات وعثرات الانتقال كانت وستظل تحدياً أمام كل الشعب سيما الحرية والتغيير والأحزاب السياسية والجيش ولجان المقاومة، ولقد تكاملت الأزمات في بيان الجيش يوم ٢٥ اكتوبر الماضي بإستلام السلطة في البلاد ، وقد مثل هذا النقطة القمة في الأزمة السياسية التي تحدث بها القاصي والداني مرارا سيما رئيس الوزراء د حمدوك والجيش .
وحيال هذا الواقع السياسي الذي فيه انسداد في الافق اقول :
اولاً :
نحن الآن في قمة هرم الازمة السياسية ولابد من تقليب المصلحة الوطنية العليا علي المصالح الأخرى ولا يتم ذلك الا بالالتقاء في نقطة وسط لتلافي القصور ومداواة الجراح ومحاسبة من افسد واخطأ في حق الوطن والمواطن وتسديد من اصاب وافلح .
ثانياً :
ليست هنالك بلاداً بلا احزاب أو سياسيين أو تكنقراط أو مؤسسات عسكرية، الدولة في الوضع الطبيعي في بنائها التنظيمي والشكل الهرمي الاداري والتنفيذي، واضح لا لبس فيه مؤسسات مدنية تنفيذية تؤم المجتمع وتسعي لاسعاده ومؤسسات عسكرية أمنية حارسة ومراقبة للحكم ومؤسسات تشريعية رقابية هذا من المسلمات بداهةً ولابد من الاعتراف به …
ثالثاً:
ان وضع الانتقال في السودان في غاية التعقيد شراكة حكم مدني عسكري وفق الوثيقة الدستورية وحروب قبلية طاحنة ومفتعلة وسلاح منتشر في أيدي المواطنين نظام بائد مسلح وله اجهزته الأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والسياسية تعمل لأجل إجهاض مشروع التغيير وعدوها الشعب وحكومته وهم أعداء الثورة فالواجب هو وحدة قوي الثورة للحفاظ علي المكتسب والبحث بجدية عن القادم .
رابعاً:
لا تقوم لنا دولة دون احقاق العدل والمساواة، وبسط الحريات المنضبطة ، والعدالة الانتقالية ، واعلاء مبدأ السلام والعفو والتسامح
ومن ثم بناء الوطن الغالي .
خامساً:
رفقاء النضال من جيش وحرية وتغيير المجلس المركزي، وقوي الكفاح المسلح  ولجان المقاومة هذه الفترة الانتقالية من اعقد الفترات التي تمر بها البلاد حاليا فتحتاج الي حكمة وبناء ثقة واخلاص نوايا وتضحية متواصلة لاجل الخروج بالبلاد الي بر الأمان .
حفظ الله بلادنا وسلمها من كل شر .

التحية لنضالات شعبنا عبر التاريخ ولشهدائنا الأبرار ،وشفا الله مرضانا واعاد مفقودينا الي حضن الوطن واسرهم.

،،،،، نصر الدين مفرح ،،،،،

مواضيع ذات صلة

مجلس السيادة يوضح بشأن ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية لعدد من القبائل في غرب السودان

عزة برس

إنتشار مكثف لشرطة المناقل ومساعي لفتح السجل المدني

عزة برس

تشكيل وزاري جديد ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني توكل له مسؤولية اختيار الوزراء

عزة برس

وزير الخارجية يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان

عزة برس

حصر شامل لمعلمي الثانوي بولاية الخرطوم

عزة برس

الخارجية الامريكية تحذر المليشيا من الهجوم على الفاشر

عزة برس

اترك تعليق