المقالات

علي كل.. محمد عبدالقادر يكتب : العسكريون والمدنيون..نهاية متوقعة!!

في فبراير من العام المنصرم اي قبل عام وثمانية اشهر ظهر الفريق أول محمد حمدان حميدتي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محبطا للغاية في حوار مع قناة سودنية (24)، فحص إفادات الرجل وضعت الجميع انذاك أمام حقيقة مؤلمة مفادها أن الشراكة بين المكونين المدني والعسكري تمر بأزمة كبيرة ومطبات تهدد الفترة الانتقالية.
قبل خمس اشهر كتبت ما يلي وبالنص في مقال بعنوان ( نواجذ البرهان) : (كنا ومازلنا حريصين على استقرار العلاقة بين العسكريين والمدنيين خلال الفترة الانتقالية، سبق وأن طالبنا بميثاق شرف لحماية هذه الشراكة أملاً في استقرار يدفع بالتفاهم المفضي إلى التعاون الكامل بين المكونين المُهمّين في العبور بالسودان لمرحلة الانتخابات، أيما انهيار لهذه العلاقة خلال هذه المرحلة يعني التشظي و الحرب الأهلية وانهيار منظومة الدولة وتسليم البلد للمجهول).
واليوم انزلقت بلادنا الي منعطف خطير بعد ان ساءت العلاقة بين المكونين العسكري و شق من منظومة المدنيين، حدث ما حذرنا منه كثيرا، باتت البلاد مهددة بمصائر مجهولة وسيناريوهات خطيرة تستدعي اعمال الحكمة والتوصل الي حلول تعيد ترتيب الاوضاع وتؤمن استقرارها حتي نصل بالبلاد مرحلة العبور والانتصار..
اهملنا الخلاف ومسبباته وحاولنا التستر خلف الابتسامات المصنوعة والتحالفات الهشة حتي ( حدث ماحدث)، البسناه ثياب الخلاف العسكري المدني في محاولة لستر عورة الحقائق البائنة وفي مقدمتها ان المدنيين الذين فجروا الثورة لم يعودوا علي قلب رجل واحد..
انشغل الحاكمون بالخلافات الصغيرة واهملول قضايا الشراكة وخلافاتها العميقة وباتوا يفقدون الثفة في ما بينهم يوما بعد يوم الي ان جاءت الطامةالكبري في مواجهة ( كسر العظم)..
حميدتي لم ينعي الشراكة بين العسكريين والمدنيين في خطابه بشرق النيل امس الاول قالها الرجل قبل عام وثمانية اشهر لراشد نبا في الحوار الذي اشرت اليه في مقدمة المقال (نحن شركاء في التغيير، لكن الآن ليس هناك (شراكة حقيقية).
إفادات حميدتي حينها عبرت عن (مأزق الشراكة؟ فقد بدا واضحاً أنه يتمسك بالأمل في أن ينصلح الحال، وأن ينتبه المكونان إلى ما فيه مصلحة البلد والتغيير، يتجلى ذلك في قوله: (أدعو لميثاق شرف نتفق فيه جميعاً، عسكريين ومدنيين لجعل مصلحة البلد مقدمة علي كل شيء).
دقلو كان واضحاً في تحميل قوى الحرية والتغيير مسؤولية ما تعايشه الشراكة من انتكاسات وما تواجهه الدولة من أزمات، الرجل أعلنها بملء فيه أن (هنالك أصوات داخل الحرية والتغيير أوصلتنا للحالة التي تشهدها البلاد)، قال قبل ان يتحسر على ممارسات (تبويظ متعمد) لشركاء المكون المدني أنتجت ما تعايشه بلادنا من أزمات، إفادة حميدتي المهمة في هذا الصدد تقول: (بعض الأشخاص حاربوا كل الدول التي ساعدتنا وظلوا يشتمون فيها ليل نهار).
وما اشبه اليلة ب ( السنة الفائتة) فقد تحسر حميدتي علي الاتهامات التي ترشّح العسكر للانقلاب على المدنيين أو الاستمرار بعد الفترة الانتقالية:
الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي تحدث قبل خمسة اشهر كذلك حول مستقبل الشراكة مع قوى الحرية والتغيير أثناء مخاطبته إفطاراً لتجمع الاتحاديين حيث قال : (باقين عشرة على الشراكة مع قوى الحرية والتغيير)، وأضاف إنهم في مجلس السيادة والجانب العسكري “يعضون بالنواجذ على الشراكة مع قوى الحرية والتغيير”. وقال : (نحن باقون على الشراكة ، في سبيل التغيير الذي خرج من أجله الشعب السوداني).
قال ذلك الحديث والي جانبه محمد الفكي القيادي الذي يمثل تجمع الاتحاديين وقوي الحرية والتغيير في مجلس السيادة وصاحب التصريحات التي اثارت حفيظة العسكريين وتنذر الان بانهيار الشراكة.
الواقع ان كل الأطراف في الملعب السياسي كانت تتجمل فقط ازاء طوفان خلافات لم يكن خافيا علي احد .. والمطلوب اليوم الحكمة وليس سواها وفتح الملفات كلها لحوار عميق وقبل هذا وذاك احترام وتقدير كل طرف لدور الاخر في تامين واستقرار الفترة الانتقالية وفق ميثاق مكتوب .. والا فان البلاد موعودة بمزيد من الضياع والفوضي الي ان يفتح الله عليه بتغيير جديد.

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق