المقالات

حروف عابرة.. محمد آدم عربي يكتب: أفغانستان الدروس الخصوصية..إنتصرت طالبان

 

طالبان الأفغانية حركة قومية ، إسلامية شبه سياسية مسلحة ، بدأت بباكستان بيشاور في ثمانيات القرن الماضي كطلاب مهاجرين جراء إحتلال الروس لبلادهم حيث كانت أكبر هجرة شهدها التاريخ الحديث ملايين نساء ورجال وأطفال ، ولحسن الحظ كانت الهجرة لباكستان حيث الأواصر والوشائج بل قومية (البشنون ) كقبيلة كبيرة يتحدثون بها لغة قوية في مخارجها ، قوم شرسون لايخافون الموت يقاتلون دون تردد لايعرفون الهروب أو الأنسحاب (كتكتيك)عسكري معمول به حتى في الشرع (ومن يولهم يومئذ دبره إلأ متحرفاً لقتال أو متحيزاً الى فئة) الانفال (16) يشبهون الأنصار والأخوان في مواقفهم . يروى إنه بعد إنقضاء التدريب في صحراء ليبيا التي كانت تضم الأنصار والأخوان قال لهم أحد المدربين (يا جماعة نحن اليوم ندربكم على فن الإنسحاب من العدو وذكر الآيات إنبرى له أحد شيوخ الأنصار قائلاً (يا ولدي القرآن ده كله مالقيت فيه إلأ آيه اللبيت نحن والله دبر وأحد ما ندي للعدو)
حركة طالبان حركة صفوية تلقت العلوم الشرعية ببيشاور الأقليم الشمالي المتاخم لباكستان وبعض المدن الباكستانية جلًهم تدرب على السلاح ولحسن الحظ غالبية قادة حركات الجهاد الأفغاني هم حركة إسلامية سياف ،رباني، حكمتيار ، جلال الدين حقاني، فيهم صوفية مجدوي،ومولوي محمد يونس خالص وجدوا دعم بلا حدود من الدول العربية الأمارات ،السعودية كما وجدت دعوة الشيخ د. عبدالله عزام التي أطلقها في كتابه آيات الرحمن في جهاد الأفغان كانت بها فتوى يؤكد فيها إن الجهاد في أفغانستان فرض عين ، فجاء الشباب من كل حدب ،وصوب، والكل يريد أن يذهب الى الجهاد ويستشهد حتى إن الشيخ عبدالله صوبهم قال نحن صحيح نريد أحدى الحسنيين النصر أو الشهادة لو كلنا إستشهدنا فإن العدو سيظل جاسم على صدر الأمه .
إستطاعت مجموعة المجاهدين هزيمة الروس وخرجوا صاغرين يجرجرون أزيال الهزيمة النكراء ودخل قادة المجاهدين كابول وكأني بهم كما قال الشاعر : جيناك يا كابول يا سيفنا المسلول في باطن العجم وفي غضون فترة زمنية بسيطة إختلف قادة الجهاد في كيفية الحكم وبدأ القتال بين الأخوان حتى صارت كابول مدينة أشباح دخل الأجاويد أخيراً تجاوزت طالبان الجميع واستولت على الحكم وهنا ظهرت القاعدة أسامة بن لادن وايمن الظواهري فكانت 11 سبتمبر واعلان بوش الأبن الحرب الصليبية وتم تدمير أفغانستان بطائرات B52 التى تسمى الرعب ودمرت حتى الجبال ومعارك توربوره ليست ببعيدة ، خرجت طالبان وقادتها الى الجبال وبدأت مرة أخرى حرب العصابات وهي أرث ودراية بحرب الجبال التي هزمت الروس سابقاً الملا محمد عمر قائد طالبان وإخوانه ظلوا يحاربون العملاء كرازي العميل التي جاءت به أمريكا قالوا كان يعمل مع بوش الأب .
عشرون عاماً لن تلين عزيمة طالبان قدموا أرتال من الشهداء والجرحى والمعاقين عشرون عاماً الخروج الأول من كابول إن قوة الإرادة والقيادة والإيمان بالمبادئ مع الاصرار والعزيمة رغم إختلال ميزان القوة .
قوات مدعومة مصروف عليها أمريكا وأوربا مجتمعين ضد طالبان ، إن الإصرار والإلتزام والإيمان بالقضية والصمود والمبادئ كانت وراء دخول طالبان كابول اليوم بعد عشرين عاماً فاتحين كفتح مكة هرب الرئيس وولى الدبر ، أمريكا تطلب ألا تتعرض قواتها لهجوم ، روسيا في ذهول ، فرنسا وبريطانيا يطلبون عدم الإعتراف بطالبان العالم الحر يسخر من أمريكا هاهي أفغانستان العصية تهزم أكبر أمبراطورية أمريكا وروسيا الله أكبر .
طالبان الأولى كانت لها بعض الأخطاء في تطبيق الحكم التشدد الذي إستنكره أقرب الناس إليهم ،إتلاف مواد إعلامية حرق معابد وتماثيل تحجيم دور المجتمع كلها أخطاء لابد ان يتداركها قادتهم .
إن الأمن هو المطلب المرحلي الأن والإستفادة من الشرطة والأمن وكذا القوات المسلحة بعد التصنيف ، الحرية لنا ولسوانا مشاركة الجميع في الحكم وعدم الإنفراد ،الاهتمام بمعاش الناس والاقتصاد ، عدم معاداة الطوائف الإنفتاح نحو العالم الذي صار قرية صغيرة لاسيما الذين قالوا ننتظر سلوك طالبان لابد ان يكون السلوك حضاري وواقعي ، لابد من فك الارتباط بين القاعدة وطالبان مع التأكيد بأنهما ليسوا توأمان ، إن سياسة العفو العام (إذهبوا فأنتم الطلقاء) تمليها عليهم العقيدة التي يدينون بها ومصدرها الرسول صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة .
الأن الحوجة عاجلة للإعلام الإيجابي الذي يعكس الوجه المشرق الجديد لطالبان أما دور النصرة الأن يقع على عاتق الحركات الاسلامية وفود علماء في مختلف التخصصات الأن وعاجلاً مع الدعم والدعاء لتقديم تجربة يحتذى بها .

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق