الأخبار

جنوب كردفان.. محركات الصراع .. يقلم مليح يعقوب

*جنوب كردفان
محركات الصراع
مليح يعقو

لم يعد خافيا علي احد وجود ايادي خفية تعمل ومنذ امد بعيد علي تحريك الصراع الداخلي و لأشياء في نفسها وقد اشارت اليها الاطراف المتنازعة من خلال بياناتها المتبادلة وهي نزاعات معلوم جوهرها الأرض والحواكير والمراعي والمراحيل مع انتشار التفلت و الجهل والفقر والمرض إضافه الي مشاكل التوسع السكاني التي خلقت تنافسا قويا حول الموارد خاصة بعد ظهور المعادن وكلك التمدد الزراعي علي مساحات الرعي المشاعة وقد كانت تلك النزاعات تعالج بالاعتراف المحلية والجوديات والصلح دون الحوجة لتدخل الدولة لتماسك المجتمع حينها وقد عجزت الحكومة الانتقالية عن ايجاد الحلول الناجحة نسبه للتراخي الأمني والتوهان الاداري الذي قد ضرب مفاصلها وقد ارتفعت نتيجة لذلك وتيرة التفلت و انحسرت الثقة بين بعض القبائل.
ويري الكثير من المواطنين ان تمدد الحركة الشعبية مجانيا ودون معارك داخل مناطق الحكومة ضييق الخناق علي القبائل الرعوية التي لا تثق في نزاهة الحركة من قدرتها علي تسريب السلاح الذي قد يستخدم في قتل الرعاة ونهب ثرواتهم وقد احجم بعضها عن الرعي في تلك المناطق مما شكل ضغطا علي مناطق الحكومة وقد استنكرت بعض القبائل وجود الحركة في تلك المناطق لانها لم تكن خاضعه لسيطرتها عند اعلان وقف العدائيات بينها والحكومة، وقد ذكر ناشطين ان الأراضي المحررة قد اصبحت وعلي حسب وصفهم وكرا تجر اليه ثروات المواطنين من ابقار وابل واغنام ناهيك عن تعرض الاسر المكلومة للنزوح نتيجه فقدها لموردها الاساسي وهو الثروة الحيوانيه وبما ان الحركه تنفي ضلوعها في تلك الممارسات نجد ان الفزع يتعرض احيانا لنصب الكمائن وللاسر او السجن من قبل قواتها ولا يطلق صراحه الا بعد مفاوضاث شاقة ومضنية ودون مواشيهم كانهم مواطنين اجانب وليسوا سودانيين.
وبناء علي ذلك اناشد حكومة الولاية بمراقبة الحدود (مناطق التماس)بنشر أكبر عدد من القوات مع دعوة الحركه بضروره ارجاع المواشي المنهوبة مع تسليم او محاكمة مرتكبيها ان كانت فعلا تسعي لعدم التمييز السلبي بين السكان نوبة وعرب وقد طالب ممثل الرعاه في مفاوضات جوبا العمده الصديق الحركة الشعبيه بضرورة السماح لهم بالرعي في مناطقها اسوة ببقيه القبائل حيث نلاحظ ان فترة وقف العدائيات كانت الاكثر تقييدا لحركه الرعاة حيث فقدو خلالها الكثير من النفس والمال وقد دعا العمدة الي تعزيز التعايش السلمي لانه فرصة لبناء الثقة وليس لتصفية الحسابات ويري الكثير من المحللين ان ثمه جهات داخلية مسنودة بأجهزة استخباراتية عالمية معروفة تلعب من خارج الصندوق لتقويض العملية السلمية بجرفها عن مسارها المنشود
وقد تعرض الوالي حامد البشير لضغوطات عنيفة عند بداية تعيينه بوصفه ممثل حزب الأمة ولكن نظرا لكونه خبيرا في شئون الاقليم ومستوعبا لطبيعة الصراع الداخلي استطاع ان يجنب الولايه خطر الانزلاق لحافة الهاوية وقد لجا معارضيه لابتكار اساليب جديدة لم تكن معروضة علي طاولاتهم التي تبين انها لا تمت له بصلة ولجأَوا الي تغيير اسلوبهم لوصفه بممثل قبائل الحوازمة والتي سارعت هي الاخري بالنفي باعتبارها قبائل رعوية زاهده عن السلطه وبعيدة عن اروقة المحليات ولا تربطها اي صلة بمراكز القرار او السلطه في الاقليم ولا ناقه
ة لهم ولاجمل في عمل المنظمات او كيفية بناء الاجسام كما صرح معظم ابناء الحوازمة بان الوالي قد تحامل عليهم كثيرا من اجل ارضاء الآخرين ونلاحظ ان بعض القبائل قد تحولت لحواضن مطلبية افرغت في داخلها معظم نخبها السياسية التي اختارت القبيلة بديلا للحزب وبالنظر لطبيعة الصراع نجد ان الحركة. الشعبية قد نجحت لحد ما في عزل النوبة عن المكون العربي مع سعيها الدؤوب لشيطنة بعض القبائل علي حساب الاخري للاختلاف في الرؤي والمضمون واري ان علاقة الحركة بتلك القبائل اشبه بعلاقه الحراز بالمطر نظرا للجرائم الفظيعة التي ارتكبتها في حقهم ونلاحظ ان المسيرية قد اعلنوا موقفهم من مفاوضات جوبا وذلك برفض ضمهم لاقليم الفونج كما صرحت قبائل الحوازمه بان الحركة الشعبيه تسعي لعزلهم عن محيطهم العربي خاصه في الجبال الشرقية بتاثيرها المباشر علي بعض القبائل بتحويلها لجزر صغيره معزوله عن بعضها البعض يسهل السيطره عليها او التحكم فيها لاحقا وقد اصدر الرئيس البرهان مرسوما دستوريا مفاجئا افضي الي قيام الحكم الذاتي في المنطقتين حسب ماهو متفق عليه في مفاوضات جوبا وقد وصفته الحركة الشعبية بانه محاولة يائسه لفرض الامر الواقع ممايؤكد اصرارها علي مطالبها الجديده المثيرة للجدل كالغاء الزكاة وحذف البسملة والغاء القوانين الاسلامية وتبديل عطله الجمعة بالاربعاء والعلمانيه وتقرير المصير والإرادة الحرة ويبدو ان الحلو قد ادرك تماما بان جنوب كردفان لا تتوافر فيها مقومات الدولة لذا لجا لتغيير مسارها نحو جبال الانقسنا حيث الانهار والخزانات والسدود والحدود وتعتبر مواقف الحركه المتقلبه بمثابه قنابل موقوته قد تساعد علي تفجير الوضع الداخلي في كردفان ودارفور و النيل الازرق ناهيك عن ضياع وحده السودان وبالعودة لموضوع الحكم الذاتي اري ان البرهان قد وجد فرصته المناسبه لتمرير قراره لانشغال الناس بمطالب الحركه او كخطوه استباقية لقطع الطريق امام ذات المطالب مما يشير الي عدم ثقه المكون العسكري في المفاوض المدني خوفا عليه من وقوعه في انبراشه (انبطاحه) تمكن فريق الحلو من احراز اهداف جديده في مرمي الحكومه عموما فلنترقب الفتره القادمة لانها حبلي بالجديد والمثير.

مواضيع ذات صلة

من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين

عزة برس

ما حقيقة الخطاب المتداول حول قرار “سحب الجنسيات” في السودان؟

عزة برس

مصر : تخيلت حاجة بتقولي على مكانها.. والد الطفلة السودانية جانيت يكشف تفاصيل الواقعة

عزة برس

الحرب فاقمت الأمور.. أزمة جوع غير مسبوقة في السودان

عزة برس

العمل الخاص تلحق خسائر فادحة بالمليشيا في الكدرو

عزة برس

سلفاكير يقيل وزير الخارجية ويعينه مبعوثا لدول البحيرات العظمى

عزة برس

اترك تعليق