تقرير ـــ عزة برس
تبذل حكومة الفترة الإنتقالية بكل مكوناتها مجلس السيادة والوزراء والشركاء جهوداً كبيرة لتذويب الخلافات بين أبناء الوطن الواحد بعد سنوات من الحروب والإقتتال. وانتظمت زيارات في الآونة الأخيرة لقيادات الحركات الموقعة على اتفاق السلام في جوبا إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل وعدد من الولايات للتبشير بالسلام وإنهاء حقبة سوداء تفشى فيها خطاب الكراهية والعنصرية حتى بات مهدداً للنسيج الإجتماعي للوطن.
حميدتي في طيبة الخواض
وخلال زيارته إلى منطقة طيبة الخواض بولاية نهر النيل قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو إن إتفاقية جوبا لسلام السودان ليست تكتل جهوي أو قبلي إنما هي بداية لتصحيح أخطاء الماضي التي إرتكبتها النخب السياسية منذ الإستقلال، وأضاف قائلاَ: (نجحنا في تحقيق السلام وسنعمل على إستكماله). مبيناَ أن إتفاق جوبا مفتوح لكل من له مظلمة، أو أجحفت في حقه الإتفاقية. ودعا حميدتي لدي مخاطبته، اللقاء الجماهيري الحاشد الذي نظمته قبائل نهر النيل إحتفالاَ بقادة السلام، دعا لنبذ الجهوية والقبلية، والإنتماء للوطن الكبير الذي يسع الجميع ، وقال: (إذا أردنا بناء البلد علينا الإبتعاد عن العنصرية وإثارة خطاب الكراهية، وسنقف سداَ منيعاَ لمنع تفشي العنصرية والجهوية في البلاد). مبيناَ أن هناك بعض السياسيين يستغلون القبيلة لتنفيذ أجندة حزبية َومصالح شخصية.
خطاب متوازن لجبريل إبراهيم
وفي ذات اللقاء بطيبة الخواض تحدث د. جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي نيابة عن قادة أطراف العملية السلمية الموقعين على إتفاق جوبا، مؤكداَ ضرورة تجاوز المرارات والضغائن من أجل بناء السودان. وأضاف: (بسواعد أبناء السودان يمكن أن نبني الوطن). داعياَ إلى ضرورة نبذ خطاب الكراهية. مؤكداً أن السودان يسع الجميع بخيراته وموارده. وقال د. جبريل إبراهيم: (جئنا لبداية صفحة جديدة وليس لدينا أحقاد ضد أحد. وإتفاق جوبا لسلام السودان لم يظلم أحد بل إستطاع إيجاد صيغة عادلة لأهل السودان في تقاسم السلطة والثروة).
حميدتي في (أم تكال) وسنار
وخلال مخاطبته تأبين العمدة الهادي عبد الرحمن مزمل بمنطقة أم تكال بولاية النيل الأبيض اليوم، قال دقلو إن بعض السياسيين وأصحاب الأجندة الخاصة سعوا إلى بث النعرات القبلية والعنصرية بين الناس، عبر الترويج لخطاب الكراهية وعدم قبول الآخر، وشدد على ضرورة التماسك الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي بين مجتمعات الولاية فيما بينهم ومع دول الجوار، وأشار إلى أهمية العمل المشترك لتنفيذ اتفاق السلام وتحقيق مطلوباته .
وخلال مخاطبته مراسم تنصيب الشيخ هجو تاج الدين، خلفاً للشيخ هجو موسى، بعمارة الشيخ هجو بولاية سنار، جدد النائب الأول دعوته لنبذ الفرقة والشتات ومحاربة الجهوية والعنصرية والاتجاه للانتاج. كما امتدح جهود مشائخ الطرق الصوفية ورجالات الإدارة الأهلية في نشر الدعوة والتسامح والوسطية والاعتدال بين الناس وسط المجتمع.
الهادي إدريس في الشمالية ونهر النيل
عضو السيادي د. الهادي إدريس ركز في خطاباته الجماهيرية خلال زياراته لولايتي الشمالية ونهر النيل على ضرورة نبذ الجهوية والقبلية والعنصرية. ودعا الشعب السوداني لنبذ ومحاربة خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية لبناء دولة سودانية تسع الجميع على اساس المساواة في الحقوق والواجبات.
حجر والإدارات الأهلية ومشائخ الطرق الصوفية
عضو السيادي الطاهر حجر لفت إلى الدور الكبير الذي يضطلع به رجال الدين وشيوخ الطرق الصوفية والخلاوى وقيادات الادارة الأهلية، في نشر قيم السلام الاجتماعي الذي نادت به اتفاقية جوبا لسلام السودان. وقال خلال زيارته لشيوخ ومريدي خلاوى الشيخ أحمد محمد البحر بالمناقل والشيخ الطاهر اليعقوباب بقرية نوارة إن اتفاق جوبا للسلام، أكد بأن السودان يتمتع بحرية التعايش الديني ولا يعاني اي تعقيد في مجال الاعتقادات، مشيراً إلى تأمين الإتفاق على قيام مفوضية للأديان، ومعالجة وحسم قضية الدين والتشريع عبر المؤتمر الدستوري الذي سيعقد خلال المرحلة المقبلة.
السودان يتعافى
يقول خبراء ومحللون سياسيون أنه بعد توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان وانخراط الحركات في (حكومة السلام) بدأت بالفعل حقبة جديدة خالية من إثارة النعرات والتوترات القبلية. ولعب الخطاب المتوازن لخطاب قادة الحركات في إزالة الكثير من العقبات. وأضاف الخبراء أن رجالات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية سيكون لهم دور بارز في رتق النسيج الإجتماعي وترميم المجتمعات التي عانت من ويلات الحرب في الفترة الماضية. وأشار الخبراء إلى النظرة البعيدة للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي أولى اهتماماً خاصاً برجالات الإدارة الأهلية ومشائخ الطرق الصوفية لعلمه بتأثيرهم البالغ على المواطنين وحكمتهم في إدارة الأمور وحلحلة النزاعات.