المقالات

بشرف .. سنضع هذه الخزنة في متحف خزف.. محمد الأمين فضول

( و إن كسر الرصاص خزنة جوانا أمل فهو لن يكسر ابدا نزاهتها وشفافيتها ولا عقيدة عملها ، فقط انتم كسرتم طبلة و قفل ) .

نعم كان المشهد صادما ونحن نشاهد خزنتين في جوانا امل وقعتا صريعتبن وابوابهما مخلوعة جوارهما
الابواب التي لم تغتح الا لاسعاف طفل مريض سرطان او لعلاجه او لغذائه
فهل تعلم ملبشيا التتار هذي ماذا فعلت
وهل سيفهمون حديثنا هذا ؟ حين نحكي ان هذه الخزنة الصغيرة في اقصر وقت تمددت نزاهة وشفافة فصارت جوانا امل 1 و2 و 3 و4 لتكون استراحات اخري وجسور وصول يصل كل انحاء السودان و يمنحهم الامل .

هل سيفهمون ان الجنيهات التي كانت داخل هذه الخزنة الصغيرة كانت تصل بعيدا حتى هناك تشاد وافريقيا الوسطى ومدنهم ابشي وانجمينا وبانغي وبيضا و ادري ؟
هل سيفهمون ان هذه الخزنة التي سرقت كانت تعالج حتي اطفال المعسكرات في فريشنا وبريجن وكارياري
هل هم يعرفون معسكرات كرندنق و اردمتا وصليعة وبندسي ونيرتتي و رونقتاس ؟

وان حطمت مليشيا التتار قفل الخزنة فلن تستطيع ان تحطم نزاهتها وهي تقاتل هناك مع الطفل احمد كبرو حتي تسلمه احضان أمه في ادر او الطفلة ايشتا الجميلة وكل غناوينا لها لما تحزن وتكتئب والطفل محمد والطفلة بانة وهؤلاء جميعا من اطفالكم من ذات سحنتكم يوم لم نفرز بين هذا او ذاك لكنكم كنتم غدارون .
نعنم انت حطمت قفل خزنة لكنك وكل راجماتك وقرنوفاتك لن تكسر معني الخزنة ولن تكسر آمال اطفالنا الفيها ولن احدثك عن ياسر ومهند وبسبوسة والدومة وفاطناتنا السمحات
حتما لن تفهمون قداسة الاكفان التي كانت داخل الخزنة وشيعنا بها اتيان وخالدة ومقبولة وافراح ومعراج ولن تعرف قيمة روح الطفل عاطف التي كانت تفيض وهو بين ايدي متطوع في مدني ، تماما لحظة كنت تكسر الخزنة بالرصاص، فاضت روحه الطاهرة هناك وسقط باب الخزنة صريعا هنا
ولن احدثك عن عرقنا الذي سال حينما كنا نحمل عقيدة هذه الخزنة ونحن تائهون ونصارع الرمال في قلب دارفور في طريقنا الي مليط
ولن احدثك ابدا عن الاشواك والثعابين والادغال في طريقنا الي بوط ولا عن رعب الموت الذي واجهنا في طريقنا الي باندغيو ولن احكي لك عن سر العرضة حينما عبرنا تلال البحر الاحمر الي بورسودان
لن تفهم عقيدة هذه الخزنة حينما نحملها الي سنجة والي كسلا ونصلي بها في ضريح الحسن ركعتين ونشرب بها القاش وتوتيل جرعتين .

لن تفهم .. ب أن هذه الخزنة لن تُهزم ولن تكسر وجواها امل ابدا لا يموت

فقط إفهم ..
ب ان الله لن يغفر
وان دموع المتطوعين التي سالت ابدا لا تسامح
وابدا لا تغفر
ولن نغفر

وبشرف سنضع هذه الخزنة في متحف خزف

#كلنا_قيم
#جوانا_أمل

مواضيع ذات صلة

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

عزة برس

هناك فرق.. منى أبوزيد تكتب: ليست من فراغ..!

عزة برس

يتأثر بنتائجها السودان ولها ما بعدها :. بداية الإقتراع للإنتخابات الرئاسية في تشاد

عزة برس

على شاشة الحدث …تصريح لا يخلو من خُبث بقلم: عمر عصام

عزة برس

هناك فرق.. منى أبوزيد تكتب: ليست من فراغ..! “حين يتكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي تكلم”.. إميل دوركايم..!

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: نهر النيل زمن الحرب مسيرات المع والضد

عزة برس

اترك تعليق