المقالات

الصندوق الأبيض.. صحافة خالية من الإساءات.نادية عثمان

الكتابة الصحفية لتقوم بواجبها في التأثير على الرأي العام وتكوينه، لها لغة خاصة يشترط فيها الوضوح والبساطة، لغة سهلة وموضوعية وبتعبيرات معينة يفهمها العامة، تسعى من خلال هذه اللغة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، والتي من أهمها وصول الأفكار الصحفية للجمهور وفهم محتواها لتفاوت مستوياتهم الثقافية، بالإضافة إلى ان هذه الكتابة لابد أن تكون خالية من الإساءات والتجريح أو التلميح بذلك والتزام الموضوعية والدقة في رصد المعلومات. والصحفي هو حلقة الوصل بين منابع الخبر والمتلقين له.
كلنا يعلم أن السودان هذه الأيام يمر بأصعب مراحله من النواحي السياسية والاجتماعية وغيرهما، ولا يحتمل استخدام الألفاظ والعبارات التي تحمل معانٍ فيها الإساءة والاهانة أو التي تنطوي وتدعو للتنافر بين مكونات المجتمع كافة.
الآن أسلوب الكتابة الصحفية عند بعض الصحفيين السودانيين مخجل جدا، تجاوز الحد وبالغ في الإساءة لبعض المكونات السياسية والاجتماعية على حد سواء، مع عدم وجود الرقيب والحسيب، ونرى في ذلك تجاوزا مرفوضا لقيمنا وأخلاقياتنا مهما كانت التبريرات والمبررات ولا يقبل به، نحن لا نحجر الحديث والرأي والكتابة على أحد ولكن هناك معايير للكتابة ينبغي أن يراعيها الكاتب عند كتابة مادته الصحفية، كما ينبغي مراعاة الدقة المطلوبة واحترام قدسية ما يكتب بألا يتجاوز حدود معينة احترامَا للقارئ والشارع وللموضوع الذي كتبت من أجله.
نؤكد احترامنا وتقديرنا التام لكل صحفيي بلادي ولمهنتهم ورسالتهم، كما نؤكد أن كرامة الناس ومخاطبة أي مكون سياسي أو اجتماعي لابد ان تكون بلغة راقية فيها شيء من الاحترام لتعكس الجوانب الايجابية في علاقاتنا الإنسانية والمهنية.
ولنساهم في تطوير لغة الصحافة عندنا، يحتاج الصحفيون إلى التركيز والعناية في استخدام وانتقاء الألفاظ التي تساعد على إنشاء لغة إعلامية خاصة في الكتابة المتنوعة والتي تمكنهم من مواكبة الأساليب الصحفية العالمية المحترمة والجاذبة، مع أهمية التركيز على استعمال اللغة اليومية في التعامل مع الجمهور البسيط والمستهدف. وكذلك مراعاة ضبط العلاقات والترابط بيننا بالابتعاد عن الإساءات الشخصية والتراشق بالكلمات التي لن تجلب لنا غير التناطح والتشاكس والذي نحن في غنى عنه في هذه الفترة العصيبة من عمر بلادنا.

مواضيع ذات صلة

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

عزة برس

هناك فرق.. منى أبوزيد تكتب: ليست من فراغ..!

عزة برس

يتأثر بنتائجها السودان ولها ما بعدها :. بداية الإقتراع للإنتخابات الرئاسية في تشاد

عزة برس

على شاشة الحدث …تصريح لا يخلو من خُبث بقلم: عمر عصام

عزة برس

هناك فرق.. منى أبوزيد تكتب: ليست من فراغ..! “حين يتكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي تكلم”.. إميل دوركايم..!

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: نهر النيل زمن الحرب مسيرات المع والضد

عزة برس

اترك تعليق