المقالات

همس الحروف.. هموم تؤرق مهنة الصحافة.. بقلم : الباقر عبد القيوم على

أوسع طموح الصحافة السودانية حينما بدأت مسيرتها من أجل توصيل رسالتها التوعوية للمجتمع ، و ما أبسط طموحي الذي أسعى به لإشباع شغف قرائي للمفردة ، فدائماً أسعى هنا و هنالك لأضع متابعي عمودي (همس الحروف) في وسط الحدث بما أحمله لهم من مواضيع شيقة تواكب سخونة الراهن المأزوم ، و أسعى به كذلك في رأب المصدوع الذي غفلت او تغافلت عنه بقصد أو بدون بعض الأجهزة الرسمية ، فأضمد به جراحات عميقة في ملف العلاقات الخارجية الشائك ، وغيرها من الملفات الساخنة التي تهم الساحة ، و كما أحاول عبره ترميم بعض الإنحرافات عن الجادة في العمل العام بلفت نظر أولي الأمر لذلك بإسداء النصح العام ما أمكن بما ينفع الناس بشرط أن يكون الطرح بأدب الخلاف و خلاف الأدب إذا كان هنالك خلاف في الأصل ، و يجب أن يكون ذلك بإسلوب راقي و بذوق رفيع لا يجرح مشاعر الفرد المنصوح ، و كما لا أتبنى فيه رأياً معارضاً من أجل المعارضة فقط فكل قضية أطرحها إستصحب معها حلولاً تفيد حلحلة الأمور دون تعقيدها ، و كذلك أحاول من خلاله تعزية بعضنا في جلل مصابهم إذا أصابتهم مصيبة ، و كما أيضاً أحفظ فيه حقوق الوطنيين من قامات بلادي الذين يشكلون أرقاماً وطنية مميزة عرفناهم من خلال إنجازاتهم التي تحدثت عنهم ، و كثير من المواضيع التي تفيد الناس ، و لكن من إسقاطات هذا الواقع السياسي الراهن منذ حقبة الإنقاذ و حتى الآن لم يتغير الأمر كثيرا ،ً فأفرز ذلك نخبة إعلامية متناحرة بدون هدف و ليس لها سبباً وجيهاً لذلك إذا كان الهدف المنشود هو الوطن ، و هذا هو الشيئ الذي جلب الإختلافات بين أصحاب هذه المهنة التي تعرف بأنها جالبة المتاعب ، فنجد العداء يدب بين بعضهم حتى تضل بهم الحكمة عن الجادة مما يؤدي ذلك لتصفية الحسابات بين زملاء هذه المهنة العظيمة بصورة لا تليق بهم ، و هذا ما يؤرقنا ، حيث يتم ذلك بتبني الرأي الآخر المخالف بالرغم من علم الشخص المخالف بجودة الرأي الأول ، حيث أسهمت هذه الأفعال في تأزيم ذات الواقع الذي لن يتحمل تلك القشة التي سينقصم بوزنها ظهر البعير قريباّ إذا لم تعالج مسببات هذه الأمور ، و كما أن الدولة أسهمت في ذلك بحبس المعلومات المهمة التي تفيد التوجيه مما أضعف ذلك الوسائل التي تفيد النصح العام ، فنجد بعض الزملاء يقومون بتغير معاني المفردات التي يتم بها تزين القبيح و تقبيح الجميل في كثير من الأحيان حسب إختلاف الواجهات التي ينطلق منها الفرد حتى صارت الصحافة كمنظومة إفتراضية ليس لها علاقة بالواقع ، و كما تم الحكم على كل من ولج ببابها الرسمي بالإرتزاق إذا كان رأيه مخالفاً لرأي البعض القليل من الذين يسبطون و بدون وعي منهم همم الكثيرين من أصحاب العزيمة بإلصاق بعض التهم التي لاتليق بهم أبداً ، فجعلوا لكل رأي يكتب مقابل نقدي لا يتجاوز حدود قيمتة المادية التي لا تساوي شيئاً في سوق صحافة النخاسة الذي يباع فيه الدسم برخص المال ، مسترخصين فيه قيمة البضاعة المعروضة و صاحبها الذي يسوم المعروض للناس ، حتى صار الكثير مما يكتبه البعض لا يثير فضول القراء و كما لا يطلع عليه إلا كاتب الموضوع نفسه و الشخص المكتوب عنه ، و هذه تعد من أكبر مآسي الصحافة في السودان .

في هذه اللحظات العصيبة من عمر هذا الوطن العظيم يحدونا الأمل في أن تكون السلطة الرابعة شريكاً أساسياً و عاملاً إستراتيجياً في البناء والتعمير ، و ذلك لن يتم إلا بإعادة ثقة الشعب الى صدق المنقول عبر صفحاتها الذي يعالج الواقع ، وحتى لا يقال عن ما تنقله (كلام جرائد) و يتم ذلك بتفعيل دورها الرقابي على جميع أجهزة الدولة بحيادية و شفافية ، و بدون تعصب ، و لهذا يجب ان تكون جميع الأقلام نزيهة و أمينة و صادقة من أجل إعادة بناء صحافة حرة و حيوية وذلك من خلال تبنيها للرؤى الجديدة مع إستصحاب أهمية دور ذلك في الإصلاح ، لأن القيمة التي تحملها الأفلام هي التي تساعد في توجيه أصحاب القرار و القراء معاً الى آفاق أرحب وفق ما يرد إليهم من أراء مستنيرة تفيد مسيرة التقدم .

في هذا المقام انا لست ناصحاً لأحد من أصحاب هذه النخبة ، و أنما أجد نفسي جالساً في مقام التذكير محاولاً أن أذكر نفسي أولاً ثم غيري من الزملاء في بلاط صاحبة الجلالة بشقيها الورقي و الإلكتروني بأهمية دورهم الفعال في البناء إن إستطعنا التحرر من القيود الأيدلوجية و الجهوية التي تحمل الغرض و تصيب الدولة بالمرض ، و لهذا يجب على الجميع السعي للإرتقاء بقالب هذه المهنة فوق كل هذه القيود والمزاج و بعيداً من الشبهات إلى باحات السمو العالية حتى تلامس هامات الجبال ، و ألا نتعقب بعضنا البعض في صغائر الأمور إذا كان الهدف هو البناء و النهوض بأخلاقيات هذه المهنة الرفيعة بالترفع عن الدونيات ، فجميعنا أصحاب هم واحد ، فلماذا الإختلاف يا إخوتي ؟ .

مواضيع ذات صلة

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: رسالة في بريد البرهان

عزة برس

بينما يمضى الوقت .. الحرب.. وحرب الاقتصاد و(الاصطناعى) القذرة.. بنك السودان نموذجا.. أمل ابوالقاسم

عزة برس

الامارات و (التنقلات) !! بقلم: أسامه عبد الماجد

عزة برس

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: حكاية صديق كنت أبغضه “مجدي مكي”  ( رنين وأنين) ) الزمن الجميل.!

عزة برس

هناك فرق.. منى أبوزيد تكتب: ليست من فراغ..!

عزة برس

يتأثر بنتائجها السودان ولها ما بعدها :. بداية الإقتراع للإنتخابات الرئاسية في تشاد

عزة برس

اترك تعليق