الأخبار

التقابة.. عوض أحمدان يكتب: “عبود” يرحمك صاحب الكرم والجود

.

ما كان لي أن اتأخر، ولو لهنيهة واحده، ناهيك عن يوم كامل، عن الكتابه بحروف يعتصرها الألم، عقب رحيل الأخ والصديق، عبود سيف الدين، لولا ظروفي الصحية التي اعيشها، من قبل أسبوع، التي جعلتني ولا أزال، رفيقاً لرحلة العلاج، املأ في شفاء الله، من (ثلاثية الأمراض)، انخفاض الضغط، وجرثومة المعده، وحالة الالتهاب الحاد، نسأل الله لنا ولكم عاجل الشفاء…
عندما علمت بمرض الأخ عبود، ومتابعة حالته، من داخل المشفي ببورتسودان، انتابتني حالة من التوجس و الخوف عليه، احساساً للبُعد النفسي الذي كان يعيشه، جراء الحرب، التي اورثت قلبه، حزناً علي ما انطوي عليه حال البلاد والعباد،من شتي ألوان الخراب وأنواع الدمار، التي ارتكبتها قوات الشتات، حيث عاست في الأرض فساداً، لم يستثني شيئاً، حتي دواخل الإنسان..
رحل عبود، ليترك في القلوب، حزناً سيبقي طويلاً،استوفي رزقه من الدنيا، وعبر علي هودج الأحزان، إلي حياته الأخري، حيث النعيم والخير العميم ، الذي أعده الله إلي أمثاله من جملة الصادقين….
حديثي عن عبود، لا أدري من أين تكون بدايته، ومن بين اي المواقف أشير إليه، علاقة حميمه، قوامها أكثر من أربعين عاماً، في الثوره الحارة الرابعه، التقينا، قبل ان تجمعنا لا حقاً فصول المهنة الواحدة، داخل الاذاعه، بيننا كثير من القواسم والمشتركات، التي عجمت عوده، وزادت معارفه، فاضحي حجةً، وصار مرجعاً، في كثير من الأمور، ذات الطابع الثقافي والفني، زيادة علي براعته،في مهامه الاذاعيه، كمقدم، ومتحدث ومعد، ومخرج معروف، مع زميله الراحل، عماد الدين ابراهيم، تعهدهما البروفيسور،صلاح الدين الفاضل، بالعناية والإهتمام، بعد ان أدرك بخبرته،تفوقهما في مجالات الإخراج الاذاعي..تقلب عبود، في مهام إبداعية وادارية كثيره، أثبت خلالها الجدارة والاقتدار،كان آخرها، إذاعة بلادي، التي شمخت بعطائها بين الاخريات، اقترن اسمه بالنجاح، في البرامج وفنون الإدارة، اذكر جيداً، عند وجوده علي سدة الرئاسه باذاعة(هوي السودان)، كنا وقتها نشارك في منتديً ثقافياً،أراد له مُؤسسه الأستاذ، ابوعبيدة البقاري، ان يكون منبراً مفتوحاً، صباح كل سبت، بسوق نمر ٢، يؤمه عدد من أهل الثقافه والرياضة والفن، منهم، عوض الكريم عبد الله،سيف الجامعه، هاشم كابلي، عبد العزيز بقاله، مبارك أمان، الفاتح جبرا، عبد الحكيم الطاهر، مجذوب اونسه، ابوشوره،بخاري بشير، مزمل عابدين، الحاج ابوورقه، امين زكي، عباس ركس، عمر عشي، الطاهر هواري، عبد الصادق البقاري، الجميعابي، مامون وغيرهم من الرموز والأعلام، كانت هوي السودان، تقوم بنقل نبضه حياً للمستمعين، عبر مذيعها النابه، عماد عبد المطلب،، كان عبود، من رواد المنتديات الثقافيه، يتابع اخبارها، ويلاحق فعالياتها ، أينما تكون، وكأني اذكر مقعده الدائم، مساء كل إثنين، في صالة النادي العائلي بالخرطوم…لما دعوته في نوفمبر ٢٠٢٢، لحضور ليلة الكاشف،بالمسرح القومي، التي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، قَبِل الدعوه، واتبعها بقوله(قبل ما أجي انا، حا تجيكم اذاعة بلادي لنقل الحفل علي الهواء)،وقد فعل،،،
قبل الحرب باسابيع، وضمن زيارات المبدعين، التي يرعاها ويهتم بها والي الخرطوم، الأستاذ، احمد عثمان حمزه، رأت الوزاره، تكريم البروفيسور، صلاح الدين الفاضل في منزله بالمعموره، تركنا أمر الترتيب للأخ عبود، فكانت الزياره من أنجح زيارات الوالي، وما سبب نجاحها الأول، إلا همة وحرص عبود..
بعد الحرب، وعبث المرتزقه بكل شيء، هرول باذاعة بلادي ناحية ودمدني، حتي لا يسكت صوتها، ولما هاجمت المليشيا، مدينة الفنون، تحرك إلي بورتسودان، حيث انطلقت اذاعته، من هناك، كان دآيم التواصل معي، يدعوني للمشاركة في برامج الاذاعه، بالتداخل والحوار، افسح لنا مساحةً معلومةً، لعكس نشاطات لجنة الإعلام والبرامج، باللجنة العليا، للمقاومة الشعبية ، لاسناد القوات المسلحة، بمحلية مروي،والبلاد تخوض معارك التحرر، والانعتاق، كان آخر ما طلبه مني الراحل عبود سيف الدين، تسجيل رسالة صوتيه، عن الشاعر، اللواء عوض احمد خليفه، للمشاركة في إحدي سهراته عن الجنرال الراحل، أجريت التسجيل، وبعثته اليه، فكان رده برسالة مكتوبه، ما زلت أحتفظ بها(شكراً يا حبيب، ما قصرت، واحسنت القول كما عهدناك). .
اتفق الجميع علي تميز عبود، وتفوقه في كل عمل يتولي أمره ، لا غرابة في ذلك، فهو ابن(هنا امدرمان) العريقه،عاش، وزامل، جملةً من الاداريين، والمبدعين الافزاز، محمد طاهر، محمود يسن، احمد عاطف، صلاح الدين الفاضل، معتصم فضل، شاذلي عبد القادر، محمود أبو العزائم، صالح محمد صالح، الخاتم عبدالله، حديد السراج، محمد عبد الله عجيمي، احمد العوض الحسن، عبد العظيم عوض، عمر الجزلي، محمد سليمان،عطية الفكي،صلاح طه وغيرهم من الاذاعيين، الذين، تركوا الأثر والبصمة الواضحة للعيان.
أول مارس الماضي، كنا في بورتسودان،مع وفد شعبي، اتفقت علي زيارته بمقر الإذاعة، مع الأخ اللواء ابراهيم كهرباء، سعد بذلك وكان في انتظارنا، لظروف ، طرأت لم نتمكن من لقائه ، غادرنا المدينه دون ان نلتقي، ،ليغادر عبود الدنيا بما فيها، قبل أن يقول حتي كلمة وداع..
اللهم يا قابض الأرواح، وباعثها من جديد، توله بالرحمة، وابعثه علي أفضل حال،كل العزاء للزملاء في اي مكان، والمواساة لمعارفه وأهله، خاصة ، ال ارصد، وال ابونايب، وال الهِدي، في اوسلي الولوفه.
وسلام عليك يا صديق العمر بين الخالدين…

مواضيع ذات صلة

ختام مؤتمر تنمية وتطوير الصناعة

عزة برس

وجه الحقيقية.. تحوطات السودان في حال انهيار سد النهضة. إبراهيم شقلاوي

عزة برس

تدمير واستلام عدد من العربات القتالية ومطاردة فلول المليشيا بالفاشر

عزة برس

المصلون بالفاشر يتعرضون إلى قصف مدفعي من قبل المليشيا

عزة برس

المبعوث الأميركي:وجود الاسلاميين في المشهد يمثل مشكلة لواشنطن

عزة برس

الفرقة الثانية مشاة وقوات العمل الخاص تنفذ حملات واسعة بالقضارف وتنجح في ضبط مشتبهين

عزة برس

اترك تعليق