رحمة عبدالمنعم يكتب :
“ضياء الدين سليمان.. السناري النبيل ”
كلما حاولت الكتابة عن صديقي الصدوق ضياءالدين سليمان ، تقاصرت الحروف عن الوصف، وكيف لي ان اكتب عن رجل متعدد الشمائل، فالضياء اسمه والجمال ديدنه فهو المحب المحبوب، صاحب الطلة الرائعة والحضور الراقي،الصوفي المتبتل في محراب الجمال،جميل المشاعر المترفة، ورقيق الأحاسيس المرهفة ،كريم الصّفات والشيّم والشمائل ،وحميد السّجايا والمزايا والفضائل .. المتجذرة والمنحدرة لا محالة من طيب اصله ، ونقاء قلبه
التقيتُ الحبيب ضياء الدين في دروب الصحافة منذ سنوات وترافقنا بعدها ، ومشينا وكان الخطو زاهياً، كنا نقيم في حي “الشجرة الخرطومي” ، نتبادل الحكايات الطاعمة، نتقاسم الجنيهات، نضحك حينا ونبكي احيان، نعلق احزاننا ونمضي في مشاويرنا ” استاد الهلال, مطعم العطبرواي، ايسكريم 41،فوال الشجرة،. الخ “، سقى الله ايام “حي الشجرة” رغم ماكان فيها من معاناة، فقد رفلت بالمحبة وتبخترت بالقناعة وتسربلت بالأخوة الصادقة والود الشاهق، وتلفعت بالمسامحة والتسامح،
صديقي الأبر ضياء سناري الهوى والهوية، دمث الاخلاق وحلو الكلام، حديثه يتقطر ابداعا، ،وكلماته مع خلانه، وأصدقائه ، وأحبائه، ومحبيه وما أكثرهم .. بلورية المنزع، نقية، صافية، موفية مختارة،مصطفاة، ومنتقاة ككلمات اهله ،وأبناء طينته وجلدته فى “سنار التاريخ والحضارة”،الذين كانوا مثل جدهم الأبعد فى فن الإبداع الخلاق الشاعر محمد “عبدالحي” …يختارون كلماتهم بالمجهر، و يثقبونها وينظمونها فى العِقد النظيم كاللؤلؤ المسنون،و يرصعونها فى الحجر الكريم كالزمرد الموضون
الحبيب ضياء الدين سليمان، صحفي جهبذ؛قلم جميل وحرف ممتع، من الشباب البارزين في دنيا الصحافة والإعلام، وله مقال مقروءة “بين قوسين.”، يتناول فيه الكثير من القضايا الشائكة والمواضيع الحساسة، مآسي السودان وعذاباته الدفينة ليست بعيده عن فكره الراقي وقلبه النابض فهي ساكنة بين حروف مقالاته
عوامل عدة وأسباب مختلفة ساهمت في صقل تجربته الإبداعية وتنمية وعيه الفكري والمعرفي، منها عمله في المركز القومي للانتاج الاعلامي واطلاعه على الأحداث الساخنة ومخالطته لأبرز الكتاب، كما إن تفوقه الصحفي جعل منه قلما ناجحا تسعى العديد من الصحف للفوز بإبداعاته، والظفر بإنفراداته،وقد اسند إليه منصب مدير تحرير صحيفة “مصادر” في نسختها الإلكترونية، والان يجلس علي دفة تحرير منصة “الساعة 24” المتفردة
ضياء الدين سليمان انسانا جميلاً ونبيلاًَ ، استاذا جامعياً ومثقفاً إسلامياً صاحب مواقف وطنية اصيلة وراسخة ، اخلص لرسالة العلم و الصحافة ، وشكل مع مجموعة من شباب الاسلامين تياراً قويا، لعب دوراً حقيقياً مهما في مواجهة ضلالات “القحاتة” ايام سلطتهم البائدة