المقالات

بُعْدٌ .. و ..مسَافَة.. مصطفى أبوالعزائم يكتب : ” بدر ” في سماء صافية …

*بُعْدٌ .. و ..مسَافَة.. مصطفى أبوالعزائم يكتب : ” بدر ” في سماء صافية ..

 

 

ليس أجمل من صورة القمر في السماء الصافية ، إلّا صورته وهو بدر يشعّ نوراً وبهاءً وسحراً .
هكذا كانت عندما أطلت شركة بدر للطيران ، وسوف تكون رغم محاولات تعكير الأجواء بغبار الحسد والغبن والغيظ من النجاح المضّطرد ، والتطوّر الملموس في الأداء ، وهو ما جعل البعض يجعلها هدفاً في حربه على النجاح ، وليس حادثة الذهب وإحباط تهريب 18 كيلوجرام إلى خارج السُّودان عبر هذه الخطوط الفتية القوية ببعيد ، فأبطال بدر هم الذين دحروا الشيطان في ميدانه داخل مرحاض الطائرة ، وكانت المضيفة اليقظة ” هديل ” قوية الملاحظة ، تعي ما يجري حولها ، ومثلها كان المضيف الشاب ” هاني ” ، فقد إنتبهت المضيفة الشجاعة لإرتباك أحد المسافرين ، وتردده بكثرة على مرحاض الطائرة قبل أن يدعو كابتن الطائرة بدعاء السفر ، إيذاناً بإنطلاق الرحلة ، ثم انتبهت بالملاحظة الدقيقة إلى أن شيئاً ما سقط من تحت مقعد المسافر المرتبك ، رأت ما لا تخطئه أعين النساء أبداً ، سبيكة من الذهب تلمع ، فتحركت لتخطر كابتن الطائرة ، الذي سارع بإيقاف الطائرة ، ثم إستدعى مسؤولي أمن شركة بدر للطيران ، الذين قاموا بواجبهم خير قيام ، وتم ضبط المتورّطين في هذه الجريمة الإقتصادية البشعة ، وقد تم تنسيق تام مع الأجهزة الأمنية المختصة داخل المطار .
ما حدث في تلك الرحلة التي سقط فيها الشيطان ومعاونوه ، كان يستوجب أن يتم تكريم هذه الشركة ومنسوبيها الذين أثبتوا أن قلوبهم على الوطن ، وأنهم على قلب جسم واحد هو بدر للطيران ، وهو الوطن أيضاً ، وهذه الحادثة لم تكن الأولى ، فقد سبقتها حادثة أولى ، لكننا نتمنى أن تكون الأخيرة ، وقد عرف من يسعى إلى تخريب إقتصادنا الوطني، إن بدر للطيران لن تكون بوابةً له أبداً ، وعرف الساعون إلى تبخيس قدر بدر للطيران أن هذا لن يكون في ظل إدارة حازمة ، وقوىً بشرية منتبهة ويقظة ، وقد عرفنا نحن وكل أبناء السُّودان من هو ( الخائن ) ، ومن هو ( البطل ) في فيلم ( الخداع ) الذي هو أقرب لأفلام الخيال والأساطير .
العمل الذي قامت به شركة بدر للطيران من خلال منسوبيها الأبطال ، عمل كبير ما في ذلك شك ، لكن المدهش والمحزن حقاً أن يحاول البعض حصاد ما زرعته بدر وأبناؤها ، حصاد تحت جنح ظلام التعتيم والكذب والإدعاء الباطل ، رغم إن ما قام به منسوبو بدر للطيران ليس من مسؤوليتهم ، لكنهم طبقوا شعار الأمن مسؤولية الجميع ، رغم أن هناك من كان يغض الطرف عن تسرّب الكثير مما خفّ وزنه وغلا ثمنه عبر بوابات كان من المفترض أن تكون مصفاة للذهب ولكل ما يمكن أن يتم تهريبه حتى نُوقف هذه الجرائم ، ونطالب بأن تقوم كل الأجهزة بواجباتها كاملة مكتملة ، وأن يتم البحث عمن يسهّل أمر هذه الثغرات قبل أن يتسع الفتق ويصعب الرتق ، ولابد من تحقيق شفاف تشارك فيه كل الجهات القانونية والعدلية لنوقف هذه الجريمة القديمة والمستمرة لولا يقظة أبناء بدر وبناتها .
نختم بالشكر والتقدير وعظيم الإمتنان لشركة بدر للطيران وللعاملين بها ، وقد أثبتوا لنا بالقول والفعل إن صورة البدر هي الأكثر بهاء وضياء وجمالاً للقمر . وصدق عنترة بن شداد عندما قال :
وبدت فقلت البدر ليلة تمّه
قد قلدته نجومها الجوزاء

وصدق أبوفراس الذي كأنما كان يتحدث بإسم بدر للطيران والعاملين فيها ، عندما قال :

سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .

مواضيع ذات صلة

هل نحن بخير بقلم: د. صديق مساعد

عزة برس

قلم ورصاصة. ملازم أول صهيب عزالدين يكتب: نفوق قادة المليشيا يظهر هشاشتها ومعايبها (شيريا نموذجاً)

عزة برس

وھج الكلم.. د. حسن التجاني يكتب: (محافظ بنك السودان قااااعد… اوريكم ليھ..!!)

عزة برس

بينما يمضى الوقت .. ليس بالأمن وحده يتعافى الاقتصاد.. أمل أبو القاسم

عزة برس

(العلينا. عملناهو) الباقي علي الجيش بقلم: بدر الدين عوض الله المحامى

عزة برس

السيسي ..طبيب العيون الذي لا يرتدي نضارة بقلم: علم الدين عمر

عزة برس