المقالات

استراتيجيات.. د. عصام بطران: وفي الجزائر أسرار أخرى ..!!

– لم تكن زيارة رئيس مجلس السيادة القائد للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى الجزائر محض صدفة أو لمجرد تلبية دعوة من نظيره الرئيس الجزائري، ولكن لأن الجزائر تمثل في الوقت الراهن محور ارتكاز المؤسسات الدولية في العلاقات الأفروعربية ولأنها تلامس الواقع السياسي السوداني في كثير من التفاصيل والحراك الرسمي والشعبي وعلى مستوى القوات المسلحة ..
– تعد تجربة قيادة الجيش الجزائري في أخذ البلاد إلى بر الأمان عقب الهبة الشعبية التي أجبرت الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بذات النموذج والتزامن مع التظاهرات والاعتصامات السودانية التي أجبرت قيادة الجيش بإعلان عزل الرئيس السابق عمر البشير، ففي يوم الثلاثاء 2 أبريل 2019م قبل أسابيع قليلة من انتهاء ولايته في 28 أبريل استقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعد مظاهرات شعبية عرفت بالحراك خرجت خلال ستة أسابيع في كل جمعة رافضة لسلطته ومناهضة لمقترح التمديد أو التأجيل، وأعقبه عزل الجيش السوداني للرئيس عمر البشير في 11 أبريل أي بعد تسعة أيام، ولكن الفارق ما بين الواقع السياسي السوداني والجزائري هو تسلم قيادة الجيش الجزائري للسلطة إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد وقد لعب قائد الجيش الراحل أحمد قايد صالح دور كبير في تحييد القوى السياسية الجزائرية من تولي أي فترة انتقالية كما حدث في السودان وكان ذلك بمثابة الطامة الكبرى وسبب مالات الراهن المأزوم ..
– الرئيس الحالي للجزائر عبد المجيد تبون سياسي  جزائري مخضرم كان يشغل منصب رئيس الوزراء في حكومة بوتفليقة منخرطا في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، لكنه رشح نفسه كمستقل في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها بنسبة زادت على 58 % من الأصوات وتولى المنصب في 19 ديسمبر  2019م وقضى حتى الآن 4 سنوات ونيف بعد أن تقدم للترشح لمنصب الرئيس أكثر من مئة جزائري ولكن قوة القانون الانتخابي اختارت فقط خمس مرشحين للتنافس ويعد الرئيس تبون من اكثر الرؤساء اعتدالا وانفتاحا في السياسة الخارجية خاصة تجاه السودان ..
– الجزائر الآن تقف على أعتاب الجلوس على الكرسي غير الدائم لمجلس الأمن الدولي الذي يتألف من خمس دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض، وهي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والمملكة المتحدة، وستشغل الجزائر أحد المقاعد الأفريقية الثلاثة وستكون الدولة الوحيدة التي تمثل العالم العربي ويتيح ذلك للجزائر إمكانية فرض نفسها كجهة فاعلة أكثر أهمية على الصعيدين العالمي والإقليمي من ناحية، ومن خلال آلية اتخاذ القرار بمجلس الأمن الدولي، فلا بد أن يكون للسودان علاقات استراتيجية محورية مع الأعضاء العشرة غير دائمي العضوية المنتخبون لهذه الدورة  (الجزائر، والإكوادور، وغيانا، واليابان، ومالطا، وموزمبيق، وجمهورية كوريا، وسيراليون، وسلوفينيا، وسويسرا)  التي تمتد ولايتهم بالمجلس إلى نهاية العام 2025م ..
– أهمية أخرى وراء اهمية العلاقة مع الجزائر هي أن الجزائري رمضان العمامرة هو المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان و (رمطان لعمامرة) سياسي جزائري، شغل سابقا منصب منصب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية ثم وزيرا للخارجية بالجزائر، ومبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا وسفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة في الفترة، وانخرط في العديد من الوساطات لحل عدد من النزاعات في القارة الأفريقية وأعيد تكليفه من قبل الرئيس الحالي عبد المجيد تبون في يوليو 2021م وزيرا للخارجية وخلال فترة ولايته من الممكن ان تستقر حالة السودان بعد انهاء بعثة اليونيتامس ولايتها الدولية على السودان التي تعد من اسوأ الفترات في طبخ التقارير وفرض الحلول بحياكة الالماني فولكر بيرتس وتواطؤه مع فصائل سياسية بعينها ..
– وفي الجزائر خلافة الطريقة التيجانية التي ينتشر مريدوها في شمال وغرب أفريقيا خاص في تشاد والنيجر ونيجيريا وبشكل أقل في السنغال ومالي وأقلية في السودان وهي تحظى بدعم المسؤولين الرسميين في تشاد وبقية بلدان الساحل الأفريقي، وسبق أن أعلن قائد المليشيا المتمردة محمد حمدان دقلو انتمائه للطريقة التيجانية ، ويتمتع الخليفة العام للطريقة الشيخ بلعرابي بنفوذ روحي عند بعض قادة بعض الدول التي تتقاطع مع السودان في دعمها للتمرد ..
– تعتبر العلاقات الجزائرية الإماراتية علاقات مضطربة وهي في أدنى درجاتها وتقف على حافة القطيعة والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين تغلي تحت السطح وتشير إلى تصاعد حدة التوتر رغم أن الحكومتين لم تعترفا بذلك علنا، وهناك وجهات نظر متعارضة بشأن الوضع في ليبيا والتطبيع مع إسرائيل كما أن أبوظبي قريبة بشكل ملحوظ من الرباط، المنافس الرئيسي والجار للجزائر العاصمة، وقد أكد غياب محمد بن زايد آل نهيان عن حضور قمة الجامعة العربية التي استضافتها الجزائر في نوفمبر الماضي… وقد زاد من توتر العلاقات بينهما هو عدم تصويت الإمارات لصالح الجزائر لنيل مقعد غير دائم بمجلس الامن الدولي خلفا لها ..
– لما ورد تعد الجزائر محطة رئيسية مهمة لتحليق طائرة البرهان في اجواء البحث عن علاقات سياسية استراتيجية مع دول محورية تناصر السودان في حربه ضد التمرد وخطل استراتيجية بعض القوى السياسية الداخلية ودول المحيط الاقليمي الافريقي والعربي ..

مواضيع ذات صلة

السيسي ..طبيب العيون الذي لا يرتدي نضارة بقلم: علم الدين عمر

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد احمد يكتب: إشاعة إقالة المحافظ والبلاء الاخر؟!

عزة برس

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر يكتب: ورشة الإعلام…الأمير في ملعبه

عزة برس

صحفي سوداني يروي تفاصيل فيلم رعب اثناء فراره إلى مصر ويتحدث عن اوضاع المعيشة في القاهرة

عزة برس

رنده المعتصم أوشي تكتب : عن ذكرى الوالي الغالي.. عقدان من عمر الزمان وثمانية… تاجاً يزين هامة الإشراق

عزة برس

وجه الحقيقية.. لن ننساها لمصر . – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

اترك تعليق