المقالات

كتب نصر الدين مفرح: متي تضع الحرب أوزارها

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي :

الانسان مخلوق مكرم ، جمله الله واحسن خلقه ، وركبه في ابهي صورة ، وجعله خليفة له في الأرض ليعمرها بالعبادة ، ولم يطلب منه العبادة الا بعد أن استوفي شرطيها من الله :
الإطعام من الجوع ، والأمن من الخوف [[ فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ * ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ]] سورة قريش(٣-٤)
فالأمن من الخوف والسلامة في النفس والأهل والمال والولد تكفل الله بها ،فإذا عرضا في الحياة إنما هو ابتلاء وامتحان من الله ، [[ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ]] البقرة ١٥٥ )
لكن ما بين الأمن من الخوف والابتلاء بالخوف هنالك ممحصات ربما اثقلت علي كاهلنا لكنها مطاقة ، فالأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والروحية والسياسية ، هي أكبر من إلقاء المحاربين اسلحتهم إيذاناً بنهاية القتال ، وإلا فكيف يطيق اللاجئين والنازحين الرحيل عن الوطن الكبير والصغير ، وكيف هو وضع وزر فقدان الأحبة ، وكيف هو وزر آلام التجربة .
فقد تستمر لسنوات ، ولا يهم تشييد منازلنا من جديد أو تحسين وضعنا الاقتصادي إن لم نحصل على الدعم النفسي والاجتماعي لنتجاوز به مرارات الحرب .
فأوزار الحرب علي الحياة الاجتماعية قد تتفاقم بالإقتتال مرة اخري بسبب خطاب الكراهية والعنصرية القبلية ، وقد تتفاقم بسبب عدم ادارة التنوع المفضي للتنازع والتفكك .
كما أن اوزار الحرب علي الشباب والمراهقين قد تفقرهم وتدفعهم للهجرة غير القانونية والتي قد تنتهي بهم الي وحوش البحار الغائرة أو الارتماء في أحضان المتطرفين والارهابيين .
وأوزار الحرب قد لا تقف عند الأطفال بعودتهم الي منازلهم ومدارسهم بل الأثر النفسي
الذي قد يخلّف جراحاً خفية في قلوب الأطفال ، كولادتهم في رحم المعاناة وربما تلقوا أشكالاً من القهر والرعب ، بل قد يفقدون آبائهم وأمهاتهم ، أو يتعرّضون للعنف اللفظي والجسدي ، فيصابون بشعور الخوف والقلق والاِكتئاب ، بل قد يصعب عليهم بناء علاقات وصداقات تمكنهم من العودة الي الاندماج .
فسنحتاج الي وقت ليس بالقصير في معالجة اوزار الحرب بعد إلقاء الجنود اسلحتهم .
*أحبتي :*
أعتقد يقيناً أنه قرب سماع نداء تعليمات القادة للجنود [ أرضاً سلاح ] فالله أرحم بعباده من أن يمدهم في برك الموت والدماء والخوف والتشرد اكثر من ذلك ، فهو الرحمن الرحيم ، اللطيف بعباده .

# لا للحرب نعم للسلام.
# لا لخطاب الكراهية نعم للتسامح.
# لا للعنصرية القبلية نعم للتعايش.

دينيون من أجل السلام والتماسك الاجتماعي

# نصر الدين- مفرح – احمد

مواضيع ذات صلة

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بنك السودان بين الخنق والإنفتاح

عزة برس

مصر .. قبلة التعليم الأولى للسودانيين بقلم : علي يوسف تبيدي

عزة برس

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: أي مستقبل تلفذيوني هذا ومستقبل بلادنا في ( ظلمات ) ؟!

عزة برس

عبد الماجد عبد الحميد يعلق على مسيرات التي سقطت في الساعات الأولي من صباح اليوم في منطقة النقل النهري بمدينة كوستي

عزة برس

هل نحن بخير بقلم: د. صديق مساعد

عزة برس

قلم ورصاصة. ملازم أول صهيب عزالدين يكتب: نفوق قادة المليشيا يظهر هشاشتها ومعايبها (شيريا نموذجاً)

عزة برس

اترك تعليق