المقالات

جمال زمقان..سنارُ موعدُنا ياباغَونا ؟؟ بقلم: محمد عكاشة

اعتمدتِ الحَركةُ الإسلامية في تأسيسِ جهاز الأمن والمُخابرات علي كادرِ” المعلومات” في التنظيم من عُضوية الاتجاه الإسلامي في الجامعات وعُضويتها في الأحياءِ الشعبية والمُنظمات الإسلامية مثل الدعوة الإسلامية والوكالة الإسلامية للاغاثة وغيرها من المُنظمات الطوعية المُصدقِ لها قبل انقلابها علي السُلطة فحين حَبسَ الدكتور حَسنَ التُرابي نفسهُ ” تُقية” أولَ العهد تفرغ نائبه علي عثمان طه تحت الظلِ لإدارة الدولة وهو رجلٌ امتاز بقُدراته الفذّة في التخطيط والتنظيم فعمدَ خُصوصاً بعد حركة ضباط رمضان إلي التأسيسِ للحُكمِ القابضِ فإلي جانبِ تفرُغ الرائد إبراهيم شمس الدين لاختيارِ الطلبةِ الحربيين للكُلية الحربية وفقَ الانتماءِ الإسلامي ووفقَ عهدٍ وميثاقٍ غليظ ووقتذاك توجهَ المُحامي الشاطر علي عثمان طه لتحويلِ النظام الجديد إلي دولةٍ بوليسية في المقامِ الأول فجهازُ أمن الدولة تم استبداله بكوادر ” المعلومات” في الحركة الإسلامية مع الابقاءِ علي بعض الكوادر الفنية في الجهاز مثل المُقدم عاصم كباشي.
خريجو الثمانينيّات من كُلية الهندسة جامعة الخرطوم من الاسلاميين قامت علي اكتافهم نواة جهاز المخابرات فكان صلاح عبدالله في العمليات الخاصة وعماد حسين وجمال زمقان وآخرين من غيرِ المُهندسين مثلَ مُطرف صديق ودنقل وتبيدي ولقد كان مُعظمُ هؤلاء مميزون في تخصصُاتهم ومُميزون في التنظيم ليرأسَ جهاز الأمن حينها د. نافع علي نافع.
جَمال زمقان لا يقلُ كفاءةً عن قوش بل هو أكثرُ التزاماً وعقيدةً في التنظيم الإسلامويّ ومشروعهِ السُلطوي.
مُنذُ نشوبُ الحرب في الخامس عشر من أبريل توجهَ قائدُ الدعم السريع إلي إعلانهِ بأنها حربٌ في مواجهة ” الفلول” الاسلاميين وحربٌ لاستعادةِ الديمقراطية وهي كلمةُ حقٍ أريدَ بها باطل.. فمُنذُ اندلاعِ الحرب فهي تقضي علي الخُرطوم والمواطنين وحياة المدنيين تنتهبُ بيوتهم وتنتهكُ أعراضهم وحينها تقافزَ من سفينةِ ” الإنقاذ” عددٌ من القيادات الإسلامية الي العواصمِ المختلفةِ خُصوصاً القاهرة التي ضمت الي جانبِ هؤلاء آلاف الضُباط في الجيش والشرطة وهذه ليست ضمنَ عمليةِ ” إدخار القوة” حسبما أذيعَ بآخره منسوباً إلي علي عثمان أو علي كرتي وإنما خُروجٌ زيادةٌ في العُمر وهؤلاءغافلينَ بأن ماينسأُ في العُمر الصدقةُ والموتُ في سبيلِ الله والوطن فأينما تكونوا يدركُكمُ الموتُ وهؤلاء حينَ غادروا فهم الآن خارجَ الخدمةِ وخارجَ التغطية إلا أن جمال زمقان وصحبهِ ممن تحصنَ بالوطن يختلفُ الناس مع الإسلاميين إلا انهم يتفقونَ علي عِظمِ موقفهم في مُواجهةُ الموت.
الحربُ في شهرها الرابعُ تكشفُ ” ثغرات ” الجيش و”عوار” الدعم السريع يخسرُ قضيُتهُ غيرَ أن الاسلامييّن من بقي منهم علي العهد يترنمون ” سنارُ موعدُنا يا باغونا ” يؤكده مقتلُ جمال زمقان في عُقر بيتهِ وهو لم يتكففَ الحدود مثلَ الرفاق ممن ذاقَ عُسَيّلةَ ” الثروة والسُلطة” علي الرغم من أن زمقان ينأي بجانبهَ عن عمل الأجهزة الأمنية منذُ سنوات.
الشاهدُ في مقتل جمال زمقان رغمَ المُلابسات التي أحاطت به فهو يقودُ إلي نهايةٍ حتمية مع استمرار الحرب وهي أن المواجهةُ مع مليشيا الدعم السريع سوفَ تزدادُ ضرواةً تستدعي حالةُ ” الجهاد” إبانَ حقبةَ التسعينيّات وهو بابٌ تخشي بوائقهُ الأممُ والمجتمعُ الدولي أن يلجَ ساحاتُ السودانُ كتائبُ المجاهدين العربُ وغيرهم ونفوذُ حزبِ الله بعد استعادةِ دولةإيران علاقتها مع السودان قبل أيام وذا سوفَ يلقي مندوحةً في تلويحِ بعض الاسلاميين في تغريداتٍ منتشرةٍ علي “تويتر” وهو تلويحٌ يعقُبهُ تصريحٌ مُباشر فهو لم يصدرُ من فراغ ومولانا أحمد محمد هارون طليقٌ لا تُقيدهُ القُيودُ يعلنُ من الولايات نداءً في هذا الاتجاه ثم وبعضُ القادة الامنيين في الولايات يَهيبونَ بكادرهم حملةً لاجتثاث ” التمرد” ولقطعِ دابرَ الأحزاب حيث ستقضي الحرب علي العاصمةِ الخرطوم لتغدو أثراً بعدَ عين لنعودَ القهقري بِضعٌ وثلاثونَ سنةً كبيسة ساعةَ بيانِ العميد عُمر حَسن أحمد..أقولُ ما تقرأونُ والله المُستعانُ علي ما تصفون.

مواضيع ذات صلة

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر يكتب: ورشة الإعلام…الأمير في ملعبه

عزة برس

صحفي سوداني يروي تفاصيل فيلم رعب اثناء فراره إلى مصر ويتحدث عن اوضاع المعيشة في القاهرة

عزة برس

رنده المعتصم أوشي تكتب : عن ذكرى الوالي الغالي.. عقدان من عمر الزمان وثمانية… تاجاً يزين هامة الإشراق

عزة برس

وجه الحقيقية.. لن ننساها لمصر . – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إخوان زايد بكوريا يا فرحة ما تمت ومحنة سودانية نازحة بين القاهرة والإسكندرية 2×١

عزة برس

على كل.. محمد عبد القادر يكتب: دموع يوسف عبد المنان..!!

عزة برس

اترك تعليق