الخرطوم: محمد آدم بركة
استمرارًا للشراكة مع الإذاعة السودانية وانفتاحًا على جماهير الشعر في بقاع السودان المختلفة يواصل بيت الشعر الخرطوم برنامجه (ملتقى الشعراء بالإذاعة القومية.. هنا القصيدة هنا أم درمان)، حيث قدم البيت الشعراء: حسن عثمان الحسن، عاطف حسن الشريف، محمد آدم الريح، وسجل البرنامج بأستوديو الأزهري، سهرةً إذاعية، وجاءت السهرة المسجلة تزامنًا مع الاحتفاء باليوم العالمي للراديو. ابتدر السهرة الشاعر حسن عثمان الحسن الذي يقول في قصيدته (خريطة النهر)..
“أوَلُ النَّهْرِ
امرأةٌ
في بهَاءِ البُكاءِ
تُسَاوِمُ في غفْلَةِ الطِّينِ
حُرَّاسَ آلامِها
تلْعَقُ الدّمْعَ
مِنْ عينِ أيامِها العاكِرةْ
في احْتِفالِ الوَداعِ
تُوَقّعُ في حائطِ الوَقْتِ تَذْكارَها
فلا يخْدِشُ الحُزْنُ هِندَامَها
ولا تخْسَرُ النّرْدَ
في لُعْبَةِ الكائناتْ”
سيرة ذاخرة للشاعر والباحث في الأدب والتراث الثقافي السوداني حسن عثمان الحسن، فهو من مواليد جزيرة (أرتولي) واحدة من قرى مدينة بربر بشمال السودان عام 1973م، لأسرة أنجبت عدداً من شعراء السودان البارزين مثل د. تاج السر الحسن، والشاعر الحسين الحسن، والشاعر عوض أحمد الحسين، تخرج حسن عثمان في قسم إدارة الأعمال بمدرسة العلوم الإدارية جامعة الخرطوم 1996م، ونال منها درجة الماجستير في إدارة الأعمال، بينما نال درجة الزمالة في إعداد السياسات العامة من المعهد الدولي للسياسات والإدارة العامة بجامعة الملايا في ماليزيا، أصدر ديوان شعر بعنوان (كتاب المواويل) في العام 2009م، كما صدرت نسخة رقمية للمجموعة من دار قرطبة للنشر الرقمي والإلكتروني 2013م، له عدد من الدراسات النقدية والمقاربات الجمالية في التراث الشعري السوداني، شغل منصب نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين لدورتين متتاليتين، في الفترة من 2009/2013م، ومثل الاتحاد في مؤتمر اتحاد الكتاب الأفارقة بأديس أبابا في العام 2011م.
(دعني على شطِ الحروفِ وموجها
وحدي أسطر فيكَ لحنَ عتابي
كالغيمِ تمشي في سمائكَ كلما
أمطرتَ حبًّا كان ملءَ عذابي
أمضي إليكَ وبعضَ أجزائي هنا
تشكو الضياعَ على مدى الأحقابِ
غابتْ شموسُ المعجزاتِ فقُل لنا
أنَّى ستمسحُ عنك دمع غيابي؟
صليتُ حتى ذبتُ من فرطِ الهوى
وعرفتُ فيكَ مآثرَ “السيابِ”)
يعد المقطع الشعري ملمحاً من قصيدة (إلى المجهول) ضمن النصوص المقدمة في السهرة للشاعر محمد آدم الريح محمد، وهو من مواليد مدينة الأبيِّض في يونيو 1997م، يدرس بكالوريوس المختبرات الطبية بكلية دار العلوم، وهو عضو منتدى مسارات الحروف بمدينة الأبيض، وبدأ محمد كتابة الشعر العربي عام 2019م.
(الآنَ
أخْرُجُ من مَحَاقي
مرَّةً أُخرى..
تجلَّيْ غابةً مغسولةً بندايَ
مُدِّي من جُذُورِكِ،
من فُرُوعِكِ،
واضْحَكِي..
لا أشْتَهي صِفةَ (الحَرَازَ) بِبَلْدَتي
زمَنَ الخَرِيفْ)
تلك من قصيدة (الترانيم القديمة) للشاعر عاطف حسن الشريف البشير، الذي تخرج في جامعة أم درمان الإسلامية كلية الدعوة والإعلام، عمل معلمًا بالمرحلة المتوسطة سابقًا، ثم معدًّا بالإذاعة السودانية، وإذاعة البيت السوداني، والاقتصادية، ثم محررًا ومعدًّا بالأخبار والشؤون السياسية بالإدارة السياسية بالتلفزيون، كتب في عدد من المجلات والصحف السودانية في فترات زمنية مختلفة، كما عمل منتجًا للبرامج الحوارية بالإدارة السياسية بتلفزيون السودان، يعمل الآن بالأخبار قسم التوقعات، ويعمل باحثاً بمركز الرضا للتطوير المعرفي، صحفي بمركز الحدث السوداني للخدمات الصحفية والإعلامية.
قدمت السهرة المذيعة سوسن تاور، من أستوديو الأزهري، وأعدت فقراتها الشاعرة والإذاعية إيمان محمد الحسن، بحضور مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق، ونائبته ابتهال تريتر، وجمع من المهتمين والشعراء وأهل الإعلام بينهم قناة الشارقة، والصحفية ساجدة دفع الله من صحيفة الحراك السياسي.