المقالات

من دروس الزلزال.. عبدالدين سلامه

كيف كانت ستكون الصورة لو أن ماحدث بتركيا وسوريا ، كان في الخرطوم ؟؟!! كيف كانت ستتعامل معه الحكومات الكثيرة التي تحكم عاصمة واحدة اصابها الانفجار السكاني والتّضخم في كل شيء حتى انعدام الأمن ؟ وكيف سيتعامل العالم الخارجي معنا في فوضى تضرب بأطنابها في كل الجغرافيا ؟؟ وهل تعلّم ساستنا من هذا المصاب الجلل شيئا ؟ هل تأثّروا بالإستجابة السريعة للكارثة وطريقة التعامل معها من قبل المسؤولين ؟؟ هل استوعبوا معنى أن تملك دولة مستقرة رغم عظم المصاب لم يتحدث أحد فيها عن نقص في سيارات وآليات الإسعاف أو أزمة في استيعاب المستشفيات أو ندرة في الغذاء والدواء ؟؟ وهل استوعبوا معنى أن يكون المسؤول ميدانيا ومطمئنا ومخففا من المصاب في وقت حرج ؟؟ وهل فطنوا لضرورة أن يكون عندك شباب متدرب على الإسعافات الأولية والطواريء يتدفق من كل حدب وصوب بمجرد إطلاق النداء ويقوم بواجبه خير قيام ؟؟ وهل اتّعظوا من المشهد المصغر ليوم الحشر عند سقوط المباني كأعجاز نخل خاوية والقصص التي قصّها بعض الناجون للساعات الأولى من الزلزال التي يفرّ كل فرد فيها إلى الشارع لينجو بنفسه في موقف أشبه بيوم يفرّ المرء من أخيه ، وذاك الآخر الذي تذكر على الفور سورة الزلزلة فتذكر نفخ الصور وسجد ؟؟ دروس ودروس هي نتاج هذه الكارثة المدمرة ، فدولتنا تحتاج الإستعداد الجيّد لأية كارثة محتملة وسط التّغّير المناخي العام الذي ينتاب الكرة الأرضية في هذه الفترة ، ولا أتمنى لقوات شعبنا المسلحة أن تنجرف لفتنة الكونغرس الأمريكي التي تشجعها وتدفعها بطريقة غير مباشرة للصدام مع قوات الدعم السريع فيضعف الطرفان ويضيع الوطن ، فالمخطط التدخلي يحتاج لأرض بلا بشرأو أرض ببشر يحملون مواصفات معينة تسهم في تنفيذه ، والأطماع في بلادنا هي أطماع إقتصادية بحتة بفضل مانملكه من مميزات وموارد شغلنا صراع التّعطش للسلطة عن الإلتفات إليها ، وفي وسط هذا الصراع الأهوج المرير ضاعت قيم الثورة ونداءتها الثلاث ( حرية – سلام – عدالة ) ولابد من إعادة البوصلة لاتجاهها الصحيح ، فالوطن ماعاد يحتمل المزيد من الصراع ولابد من الإتفاق رغم المطبات والأشواك ومختلف المعوقات التي تتناثر على طريق الإتفاق والتوافق ، وعملاء الخارج لابد لهم من إعادة تقييم الأوضاع ، فوفقا للموقع الجغرافي والخيرات الموجودة في الوطن، فإن قاادته يجب أن يتم الإنقياد لهم لا أن ينقادوا ، والداخل السوداني يحتاج الشفافية والصدق ليؤيّد ، وهذه المعادلة السياسية السهلة لم يتمكن أغلب ساستنا من استيعاب معانيها ، والفتنة التي عمد إليها الكونغرس الأمريكي في جلسته المسرّبة على الأنترنت حول السودان بأنه سيتدخل إلى جانب الجيش لو اندلعت حرب بينه وبين الدعم السريع ، أشبه بتلك التي أوحت بها السفيرة الأمريكية في بغداد للرئيس الراحل صدّام حسين بدخول الكويت ووعدته بغض الطرف ، ولكنها بدلا من ذلك اصطفت مع الكويت والدول العربية في عاصفة الصحراء التي ذهبت بحكم صدام حسين ، وهي ذات القوى التي خدعت الرئيس الراحل معمّر القذافي بتسليم عدّته وعتاده ، وبعد تجريده من قوّته رمت به للمعارضة كما يرمى العظم للكلب ، والآن بعدما بات الصراع مكشوفا ، وكل من البرهان وحميدتي والكباشي ، يذهب لمناطق أهله ويرسل منها رسائل للآخر ، فإن الجيش أصبح بوضوح خارج الإتفاق الإطاري الذي تدعمه أمريكا ، والدعم السريع تورّط في الإتفاق الإطاري الذي خرج منه الجيش ، وبحسب خطاب حميدتي الأخير فإن الإتفاق الإطاري أصلا تم التوقيع عليه في السر وهو الآن حبيس الأدراج دون أن يوضح في درج من من اللاعبين يوجد الإتفاق ، وحتى رأيه في الجيش يجب النوقف عنده ، وأمريكا لو اندلعت حرب بين الدعم السريع والجيش لايمكن أن تقف ضد حميدتي الذي سيمثّل حينها حامي الإتفاق الإطاري ، وهي الخطوة الأولى لتدمير الجيش السوداني ، وبعيدا عن صراع المدنيين والعسكر أو مشاكسات قادة الجيش ، فإن القوات المسلحة ملك للشعب شأنها شأن نهر النيل ورمل كردفان وجبال التاكا وغيرها من المعالم القومية ، والقادة يتعاقبون عليها ، ولكن قوّتها هي قوة الشعب وضعفها ضعف للوطن ، ولازالت الشاشات تنقل لنا الدور المتعاظم الذي يقوم به الجيش وعموم الأجهزة العسكرية في نكبة تركيا وسوريا ، وبلادنا تحتاج عسكرا من هذا النوع ، تحتاج منا فقط أن نضع مصلحتها فوق كبريائنا وقضايانا الشخصية ونتحد لنمضي ، فاختلافاتنا الحادة تخفي وراءها اتفاقا حول معظم الجوانب الصالحة لبرنامج انطلاق موحّد يجنح نحو تسامح حقيقي وإرادة صلبة للمضي بالوطن قدما نحو الأمام ، وفي الإمارات أسوة ، فالشيخ زايد رجل واحد ، والأرض لم تكن مفروشة بالورود أمامه ، ولكنه بالعزيمة تحوّل لسبعة أشخاص ومضى بالدولة حتى وصلت بثبات إلى ماهي عليه الآن ، ونحن عندنا الكثير الذي يمكننا الإنطلاق منه .
كسرة :-
هاتفني وهو في صالة المغادرة متجها إلى الطائرة التي أقلته للسودان ، القنصل السابق والصديق العزيز أحمد عبدالرحمن ، عجبت لنقله المفاجيء إلى البلاد رغم عدم إكمال فترة ابتعاثه ، وعجبت أكثر من عدم قيام الجالية والقنصلية ومختلف فعاليات الجالية التي انصهر فيها إبان فترته ، بإقامة أي حفل وداع أو تكريم له كما حدث مع كل سابقيه ؟؟ مهما كانت المواقف فإن الكيل بمكيالين فيروس شديد الخطورة على مواثيق العمل العام .
وقد بلغت

مواضيع ذات صلة

بخصوص توقيع العبادلة بالأمس لإعلان نيروبي ( عبدالواحد -عبدالعزيز -عبدالله) مبارك اردول يكتب

عزة برس

كارثة كبرى.. تسمي الأدوية الفاسدة بقلم. عزيز الخير

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بنك السودان بين الخنق والإنفتاح

عزة برس

مصر .. قبلة التعليم الأولى للسودانيين بقلم : علي يوسف تبيدي

عزة برس

الضوء الشارد.. عامر باشاب يكتب: أي مستقبل تلفذيوني هذا ومستقبل بلادنا في ( ظلمات ) ؟!

عزة برس

عبد الماجد عبد الحميد يعلق على مسيرات التي سقطت في الساعات الأولي من صباح اليوم في منطقة النقل النهري بمدينة كوستي

عزة برس

اترك تعليق