الأخبار

السُودان، وأوان إستعادة دوره الإقليمى بقلم : عمار العركي

 

• منذ إنطلاقة الخطوات العملية في إعادة ترتيب منطقة القرن الإفريقي ،والتى إنطلقت فى مطلع
العام 2018م، ظل صاحب هذا القلم يتمترس خلف قناعة راسخة ، بأن تعًمد تغيّيب السودان بكل مميزاته وثُقله الجيواسترتيجي والإقليمي وإزاحته عن مسرح الأحداث لإعتبارات تتعلق بعلاقات القوى الدولية والإقليمية المهيمنة ونظام الإنقاذ الحاكم فى السودان حينها، سيكون فى صالح السُودان مستقبلاً ،وذلك لأن قراءتنا وتوقعاتنا لخطوات إعادة الترتيب ورسم الخارطة الجديدة حينها، ذهبت في إتجاه الفشل وتوترالأوضاع وتهديد الإستقرار في المنطقة برُمتها ، الأمر الذى كان.
• فقد سعت الإمارات منذ سنوات على تاكيد حضورها السياسى والاقتصادي في القارة الأفريقية ،خاصة في منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر حيث عززت من علاقاتها بإريتريا ومع وصول رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” إلى السلطة، مدت أبو ظبي جسر تواصل مع إثيوبيا.
• جاء التحرك الإمارتى فى اطار المشروع الأمريكى لإعادة تريتب الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي بالتركيز على اثيوبيا واريتيريا لتحقيق مصالحهما وإحكام السيطرة علي المنطقة وقطع الطريق أمام المنافسيين الدوليين للولايات المتحدة (الصين ، روسيا) والمنافسيين الإقليميين بالنسبة للإمارات (مصر ، قطر ، تركيا)
• لقد كان لللتنافس المحموم بين أمريكا والصين من جهة والإمارات وقطر من جهة أخرى على منطقة القرن الافريقى ، أحد مسببات التقارب )الإماراتي الإثيوبي الإريترى( والذي تري فيه أمريكا وسيلة للحد من النفوذ الصيني ، بينما خططت الإمارات إلي إمكانية وضع حد للنفوذ الإستثماري والإعلامي القطري في ظل تراجع دور قومية التقراي فى إثيوبيا.
• التقارب (الأثيوبي – الأرتري)،والذي كان بمثابة “الأساس الهش” التي بُني عليها الترتيب – بعد إلحاق وضم كل من (الصومال- جيبوتى)، ضمن كيان (دول القرن الإفريقي للتعاون الإقتصادى)، أيضا تبع ذلك نشأة كيان (مجلس الدول الثمانية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن)، لم يحقق الغرض والأهداف المرجوة لأسباب عدة ، أهمها أن هذا التقارب جاء على عجل،ودون تناول جذور الصراع والعداء التاريخي بين الدولتين ،وفى ظل ظروف خاصة تعيشها اثيوبيا عقب تولى “ابي احمد للسلطة”، ودون إرادة حقيقة من الطرفين مع عدم التهيؤ والإستعداد لهذا الإنتقال المفاجيء من جميع طبقات الشعب الأثيوبي.
• الشاهد في الأمر ، أن كل ما تم التخطيط له فى إطار التغيير والترتيب بات هبأً منثورا، فقد تقلص الدور الإماراتى السعودى كثيراً، عقب ذهاب إدارة “ترمب” ،وإنتهاج “بايدن” لسياسية مغايرة قوامها التعامل المباشر وتسميته لأول مرة “مبعوث خاص للقرن الإفريقي” ، كذلك فشل الرهان الإماراتي على “أبى أحمد” ،والذي بدوره إزداد تمسكاُ وتحالفاُ مع الصين وروسيا مقابل تدهور في العلاقات حيال الأمم المتحدة والولايات المتحدة بسبب الحرب الأهلية في التقراي والمستمرة منذ نوفمبر 2020م وحتي الأن، والتي أفرزت إنتهاكات وكوارث وأزمات إنسانية كبرى ، وباتت تهدد إستقرار منطقة القرن الإفريقي ، علماُ بأن القضاء على ” جبهة التقراي ” كان أحد محفزات ودوافع التقارب والسلام الأثيوبي – الإرترى ،والذي تبلور فيما بعد إلى تحالف عسكري مشترك فى محاربة التقراي.
• لقد قصدنا من هذه الإضاءة المختصرة ،إستدعاء الأوضاع فى الماضي القريب،ومقارنتها مع تطوراتها ومآلاتها الحاضرة ،وضرورة إعادة دور السُودان “المُغيب”،وإستعادة مكانته التاريخية والطبيعية ، سيما وأن الظروف باتت مواتية إلى حد معقول ومقبول فى أعقاب التحولات والتغييرات السياسية الداخلية التى أفضت إلي ذهاب نظام الإنقاذ وذهاب كثير من العوائق والمعوقات معها ، والإنفتاح والتعاطي الواسع إقليميا ودوليا والذي يتسق مع التغيير والتحول الذي طرأ على خطة إعادة رسم خارطة المنطقة من قبل القوى المهيمنة والمؤثرة.
• القوى المهيمنة ، لجأت إلي إحداث تغيير في السناريو والأبطال والمواقف وفق المستجدات والتداعيات التى لم تكن فى بسبب القراءة الخاطئة ، والإعتماد هندسة وتصميم وإستشارة “حلفاء وأصدقاء” من خارج الإقليم غير مؤهلين للقيام بالدور المطلوب ، وذلك بعد أن إستفادوا من غياب أهم دولتين فاعلتين بالمنطقة ،”مصر” بسبب الإنكفاء وأزماتها الداخلية حينئذ ،وعمدوا إلى تغييب السُودان بصورة فظة ومستفذة.
• حالياً ، وفي ظل التوافق والتواثق “المدني العسكري” ، والتعاطي والتعاون مع المجتمع الدولي والتنسيق الجيد مع أكبر بعثة سياسية أممية في آراضي السُودان ،إضافة إلي ترفيع التمثيل الديلوماسي الأمريكي إلي درجة “السفير” لأكبر سفارة أمريكية في إفريقيا والموجودة بالعاصمة الخرطوم ، مع إستصحاب التجارب والأدوار السلمية الإقليمية السابقة للسُودان في كل من ،أثيوبيا ،إرتريا، تشاد، إفريقيا الأسطي ،جنوب السُودان ، فبمقدور السودان تحقيق إستقراره الوطني ،ولعب دورمحوري وفاعل فى الإستقرار الإقليمي.

مواضيع ذات صلة

صحة البشير.. تقرير خطير بقلم: أسامة عبد الماجد

عزة برس

سامح شكرى: السلطات المصرية لن تألوا جهداً في تقديم كافة التسهيلات للسودانيين الموجودين بأراضيها

عزة برس

والي الخرطوم يوجه بالبدء فورا في تركيب محطة مياه بيت المال وادخالها للخدمة

عزة برس

ادى إلى أكل القطط قصص مروعة عن الجوع في الخرطوم

عزة برس

عقب السيطرة على جبل كردفان.. تحولات كبيرة على مستوى الوضع الميداني

عزة برس

الحراك الوطني السوداني يعقد لقاءً تشاوريًا في القاهرة لتأسيس مشروعه الوطني

عزة برس

اترك تعليق