مسؤول سوداني : استكمال التطبيع مرتبط بتحقيق شروطنا

بقلم : بدرالدين خلف الله

الخرطوم ـــ عزة برس /وكالات

 

في ظل عالخرطوملاقات سودانية إسرائيلية مازالت تخيم عليها السرية المفرطة لاسيما من جانب الخرطوم ، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة خاطفة لرئيس الموساد السابق إلين كوهين إلى السودان. وقالت الحكومة السودانية في وقت سابق إن اتفاق تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” لا يمكن أن يصبح سارياً إلا بعد مصادقة مجلس تشريعي انتقالي لم يتشكل بعد. وبحسب مراقبين فإن زيارة كوهيين التي اكتنفها الغموض تشير لاستمرار نشاط التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب دون إفصاح من جانب الخرطوم التي تحاول عدم كشف عما يدور في الغرف المظلمة.

تصويت

وتأتي الزيارة في أعقاب تصويت السودان ضد “اسرائيل” في مجلس الأمن الدولي لصالح قرار مجلس الأمن لفتح تحقيق دولي حول انتهاكات “إسرائيل” في حرب غزة الأخيرة. وصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “بعضوية 47 دولة” في الأيام الماضية لصالح فتح تحقيق دولي في الإنتهاكات التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

رفض للتطبيع

ومنذ اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، في فبراير العام الماضي في مدينة عنتيبي الأوغندية، انقسمت الأحزاب السودانية والرأي العام بنسبة ما، حول موضوع التطبيع. وتبنت 5 أحزاب رئيسية داخل تحالف الحرية والتغيير موقفاً رافضاً للتطبيع، منها حزب “الأمة القومي” و”الشيوعي” و”البعث العربي الاشتراكي” و”الناصري” و”البعث السوداني”. وترى هذه الأحزاب أن السياسة الخارجية السودانية من صميم مهام واختصاصات السلطة التنفيذية. وتصاعدت حدة الرفض السوداني لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الأخيرة وخرحت العديد من مسيرات الرفض لإقامة علاقات مع دول الكيان الصهيوني. وأعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن أنها ترغب في البناء على اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية.

تطبيع غير واقعي

تماضر الطيب ، أستاذة العلاقات الدولية بالجامعات السودانية

تصف أستاذة العلاقات الدولية بالجامعات السودانية تماضر الطيب تطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل بغير الواقعي وبغير المنطقي. وقالت لموقع “أفريقيا برس” أن أمر التطبيع ارتبط برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتعلق بسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرامية إلى بناء دولة يهودية وعرف المشروع بصفقة القرن ومحاولة كسب واحتواء الدول التي لها تأثير في القضية الفلسطينية. وتابعت “السودان كان له دور كبير وفاعل تجاه القضية الفلسطينية”. وأشارت إلى أن “منفعة التطبيع رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”. واعتبرت الطيب “تصويت السودان ضد إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي لتكوين تحقيق حول حرب غزة الأخيرة بالطبيعي لجهة أن السودان لا يقبل بماتقوم به إسرائيل من انتهاكات إنسانية”.

تعاون عسكري

وترى في الزيارات السرية التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية إلى الخرطوم تأتي في إطار التعاون العسكري بين البلدين وأشارت الي أن بدايتها انطلقت في كمبالا في لقاء البرهان ونتنياهو في فبراير 2020. وتوقعت حدوث رؤية جديدة حول تطبيع العلاقات بين البلدين في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أسامة عبدالماجد ، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي

و يذهب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسامة عبدالماجد إلى أن العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب لا تزال هشة ويعتريها قدر كبير من الحذر بسبب القطيعة النفسية والفعلية لعقود وأن السودان تبنى القضية الفلسطينية بصورة أكبر وأقوى حتى من أهل فلسطين. وقال لموقع “أفريقيا برس” إن السودان يطالب بحدود فلسطين 1948 بينما القدس تبحث عن نفسها في العام 1967. ويرى عبدالماجد أن العلاقة بين “البلدين” في طور البناء ولم ترقى لمستوى التنسيق وتطابق وجهات النظر لدرجة أن يصوت السودان لمصلحة “إسرائيل”. كما أن الخرطوم لم تكسب حتى الآن وبشكل ملموس من التطبيع بقدر ماكسبت تل أبيب من ترويض الأسد الحارس للقضية الفلسطينية وحامي العرين العربي باللات الثلاث الشهيرة في وجه “إسرائيل”.

عقبات

واعتبر عبدالماجد رغبة “إسرائيل” في بناء علاقة مع السودان على المستوى العسكري والامني تصطدم بعدة عراقيل منها أن ملف السودان في “اسرائيل” سيكون بيد المخابرات وهو ما يتعارض مع سياسات الحكومة الانتقالية التي تعمل على تحجيم دور العسكر والأمن في التعاطي مع الملف الخارجي المتعلق بالسياسات الخارجية للسودان.
ووافق السودان في أكتوبر 2020 على تطبيع العلاقات مع كيان الإحتلال الإسرائيلي، ليلحق بركب الإمارات، والبحرين، والمغرب في قطار التطبيع برعاية أمريكية قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
واستضاف السودان مؤتمر “اللاءات” الثلاث الشهير المناهض للتطبيع مع كيان الإحتلال عام 1967، عندما أقسمت جامعة الدول العربية، في اجتماعها في العاصمة الخرطوم، بأن “لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها

المصدر إفريقيا برس