المقالات

بحصافة.. إمام محمد إمام يكتب: لله درّكن يا فتيات “سلة” جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا

إمام محمد إمام
i.imam@outlook.com

لم يغفل الأخ البروفسور مأمون محمد علي حُميدة مؤسس ورئيس مجلس أمناء جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، عند إنشائه لجامعته دور النشاط الرياضي للطلاب، وعمل جاهداً لإتاحة الظروف المواتية لاكتشاف وتطوير مواهب الطلاب، وتدريبهم على العمل الهادف، وتحمل المسؤولية، وتنمية قيمة البذل والعطاء، إيماناً منه بأن النشاط الرياضي الجامعي يهدف إلى تحقيق العديد من المقاصد النبيلة، والإسهام الفاعل في إيجاد بيئة جامعية مثالية لاكتشاف المواهب وإبرازها على الصعيدين الداخلي والخارجي. ولمَّا كان البروفسور مأمون حُميدة من أهل الطب والطبابة، تجده يُمارس الرياضة صحةً ولياقةً، بشكلٍ مستمرٍ، مُدركاً لكُنهِها، وعليماً بفوائدها، ويُتعب مَن يُجاريه مشياً أو ركضاً! فعليه هو أكثر الناس حرصاً على تفعيل النشاط الرياضي في جامعته، فاهتم بذلك، وهي ما زالت في المهد تحبو، وأولويات مؤسسها وطموحاته، مُزاحمة حيزبونات الجامعات داخل السودان وخارجه إلى التميز المستدام! وتتزاحم في فقه أولوياته تلازم النجاح مع التميز على مستوياتٍ شتى، ولكنه حرص على ألا تُبدد أولوياته المتعددة، وطموحاته المتشعبة، المنظومة التي يرغب في إدارتها بشئٍ من الحذاقة والبراعة، وكأنه قائد أوركسترا يبرع في إحداث تناغم وتجانس للآلات الموسيقية، ليُخرج لحناً شجياً!
هَدَفَ البروفسور مأمون حُميدة الاعتناء بالنشاط الرياضي في بواكير نشأة جامعته، إلى بناء جيل رياضي جامعي يتحلى بالخلق القويم، والسلوك المستقيم، وصقل طاقات ومواهب الطلاب، وتوظيف هده الطاقات، فيما هو نافعٌ ومثمرٌ، فضلاً عن إكسابهم مهارات إضافية تساعدهم في حياتهم العملية والعلمية، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام أكبر عددٍ ممكنٍ من الطلاب لممارسة النشاط الرياضي من أجل تحقيق وإشباع ميولهم ورغائبهم في ممارسة هذه الأنشطة المفيدة، التي ترمي إلى الترويح الهادف عن الطلاب، والاستفادة المُثلى من أوقات فراغهم، بما يؤدي إلى حسن استغلالها، تقويةً للصِّلات الحميدة بين الطلاب، وتعزيز روح العمل الجماعي، وتنمية العمل بروح الفريق، واكتساب الأخلاق الرياضية العالية، مما يعزز ثقافة الحوار والتسامح واحترام الآخرين، إضافة إلى إذكاء المنافسة الشريفة، مما يكون له أكبر الأثر في تقوية العلائق الاجتماعية، وتوثيق الروابط مع كليات الجامعة والجامعات المختلفة داخل المجتمع السوداني، كذلك بين الجامعة والأندية والمؤسسات والهيئات الرياضية والاجتماعية المختلفة، والاستفادة من إبداعات الطلاب الرياضية، والإسهام في تعريف المجتمع بدور الجامعات البارز في خدمة المجتمع في هذا المجال المهم.
وفي رأيي الخاص، انشغلت الجامعة في أعوامٍ مضت، بأمور التطوير والتجويد في المساقات الأكاديمية والبحثية، إضافة إلى تكثيف الجهود في برامج المسؤولية المجتمعية للجامعة، فانصرفت إلى حينٍ من التركيز على تفعيل النشاط الرياضي في سعيها لمبتغاها في الحصول على تميزٍ بلاحدود! فلمَّا تحقق لها ذلكم التميز الأكاديمي الداوي، بفضل جهود أساتذتها وطلابها. فولجت ميادين الرياضة، لا تألو جهداً في توفير أسباب النجاح والتفوق والتميز فيها، لذلكم كان شاغلها الأكبر تحقيق التميز فيها، بعد أن هيأت لها الأسباب، لتكون سباقة في مضاميرها، تفرداً في منشآتها، وكسباً لكؤسها، وحصداً لميدالياتها وجوائزها.
وحجاحي في ذلكم، من خلال جملة ملاحيظ، أسردها بإيجازٍ غير مُخلٍّ في هذه العُجالة، إذ أنشأت الجامعة في العام الماضي، صالة فخيمة لرياضة ألعاب القوى، ليُمارس فيها الطلاب وأساتذتهم التمارين والتدريبات الرياضية، ووزعت أيامها بين الإناث والذكران. وهيأتها بأجهزة متطورة، ومعدات متقدمة، وآليات حديثة، أجمع مَن شاهدها من خبراء رياضيين وغيرهم، أنها أحدث صالة للتمارين والتدريبات الرياضية في السودان. ولقد بذل في تشييدها الابن المهندس محمد علي مأمون وكيل الجامعة السابق جُهداً مقدراً، من خلال الإشراف المباشر عليها، وزودها بأحدث طرازٍ عالميٍ للصالات الرياضية، حيثُ جلب لها الأجهزة والمعدات والآليات من الخارج، وأحضر لها أمهر المدربين والمدربات المتخصصين في مجالات التمارين والتدريبات الرياضية.
أخلص إلى أن الصالة الرياضية، كانت بحقٍ وحقيقةٍ الانطلاقة الكبرى للنشاط الرياضي في الجامعة. فقد تزاحم عليها الطلاب والطالبات، وجاءوها زُمراً وفُرادى مثل ما يدعو الحججيج الموسم من كلياتهم المختلفة. واستقبلتهم كأُمٍ رؤوم بالأحضان. ووجه حادي ركب الجامعة، وربانها الماهر، وصاحب خبرات السنين المتراكمات في الإدارة والريادة، بضرورة ألا يقتصر نشاط الصالة الرياضية، بهذه الإمكانيات الضخام، على تمارين وتدريبات رياضية ذات أثرٍ محدودٍ في الفرد دون الجماعة والجامعة، إلى تنظيم المنافسات والمسابقات، فرديةً وجماعيةً، وفق برنامج للمسابقات يشمل أغلب الألعاب الرياضية. فانداحت في فناءات الجامعة وميادينها ذات الإخضرار الذي يسر العين، ومياهها الدافقات، وجمال تاجوجاتها اللائي يقرن في الفؤاد، وندعو لهن برعاية العناية الإلهية!
لم يكن غريباً، أن يهتم معالي رئيس مجلس أمناء الجامعة بنفسه، بتفعيل النشاط الرياضي في الجامعة، من خلال التوجيهات والمتابعة، حيثُ وجه بتنظيم بطولة في كرة القدم، ضمن فعاليات اليوبيل الفضي للجامعة، ويرصد لها جوائز مالية دولارية، بالإضافة إلى الكأس والميداليات الذهبية. وبالفعل شاركت فيها كليات الجامعة المختلفة، إضافةً إلى فريقيّ الخريجين والإدارة. وبُعيد تلكم البطولة الدولارية، انتظمت بطولة اليوبيل الفضي في كرة السلة، حيثُ شاركنَّ فيها إلى جانب فتيات “سلة” جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، بعض الجامعات ونجمات المريخ المحترفات. فالكل راهن أن البطولة ستكون من نصيب نجمات المريخ المحترفات الفرعاءات، لكن فتيات “سلة” جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا اللعساءات، رغم حداثة تكوين الفريق، وقصر مدة التدريبات الجماعية، خطفن الفوز خطفاً جميلاً، وأشِعن الفرح والحبور والسرور بين منسوبي الجامعة كافة. لم يكن يدرين فتيات “سلة” الجامعة أن فرحتهن تنتهي بانتهاء تتويجهن بالكأس والميداليات الذهبية، ففاجأهن وفاجأنا، نحن الذين اجتمع بنا للتفاكر حول تنشيط عمادة شؤون الطلاب، وتهنئة فتيات “سلة” جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا اللائي فزنَّ على نجمات المريخ المحترفات عصر يوم الخميس 8 أبريل (نيسان) 2021 في الميدان الغربي بالجامعة، فإذا به يُعلن لهم بعد تهنئتهنَّ بالفوز، قرار الجامعة باعفائهن من الرسوم الدراسية طوال فترة دراستهن بالجامعة، وفقاً للقوانين ولوائح الجامعة المنظمة للمنح في الجامعة.
لله درك يا مأمون، ولله درهن فتيات “سلة” جامعتك اللائي هزمنَّ نجمات المريخ المحترفات، فدخلن تاريخ الرياضة في الجامعات بأوسع أبوابها، وحققنَّ شعار جامعتهنَّ (تميز بلا حدود). لا ينبغي أن أغفل في هذه العُجالة الدور الحماسي المتميز للأخ أسامة عابدين المشرف العام للرياضة في الجامعة، فكان بحقٍ وحقيقةٍ دينمو الحِراك الرياضي في الجامعة، وسرت حماسة أسامة في الطلاب، ممارسةً وتشجيعاً. ولم يتأخر الأخ حمد الطيب المشرف الرياضي في التحضيرات والترتيبات للتمارين والمباريات. فلم يعُد تميز جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا قاصراً على الأكاديميات، بل انداح في أوجه النشاط غير الأكاديمي. فهكذا يكون (التميز بلا حدود)!
ألا رحم الله تعالى الشاعر عبد المجيد حاج الأمين، وأنزل عليه شآبيب رحماته الواسعات، حين قال عن جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا:
يا شعاع الفكر يا نوراً تراءى
في سماوات الوطـــــــــــن
يملأ الدنيا حديثاً
ملء أسماع الزمـــــــــــــن
نحن بالعلم سنجتاز الصعــــــــــــاب
نرفع الرايات في أعلى الهضــــــــاب
انه السودان يبقى خالداً
رغم المحـــــــــــــــن
سوف نحميه جميعاً
من تباريح الفتــــــــــن
هاهو الصرح تبدى شامخاً
والعلم نـــــــــــــور
إنه صرح الطموحات القشـــــــــــــيبة
في علوم الطب نسمو
بالدراسات الرحيــــــــــــــــــــــبة
إنه صرح الأماني والمعاني
وارتياد المستحــــــــــــــــــيل
إنه الخير الوفــــــــــــــــــير
إنه الوعد النبـــــــــــــــــــيل
إنه الفجر المنـــــــــــــــــير

Sent from my iPhone

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد احمد يكتب: إشاعة إقالة المحافظ والبلاء الاخر؟!

عزة برس

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر يكتب: ورشة الإعلام…الأمير في ملعبه

عزة برس

صحفي سوداني يروي تفاصيل فيلم رعب اثناء فراره إلى مصر ويتحدث عن اوضاع المعيشة في القاهرة

عزة برس

رنده المعتصم أوشي تكتب : عن ذكرى الوالي الغالي.. عقدان من عمر الزمان وثمانية… تاجاً يزين هامة الإشراق

عزة برس

وجه الحقيقية.. لن ننساها لمصر . – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إخوان زايد بكوريا يا فرحة ما تمت ومحنة سودانية نازحة بين القاهرة والإسكندرية 2×١

عزة برس