المقالات

بذرة الحياة بقلم : وفاء جميل

أعاودُ إسترسال الحديث عن السّلام ، فالحديث عنه لا يُكّل و لا يُمّل ، فالسّلام أُس الإستقرار و الأمن ، أخص بالسّلام إتفاق جوبا لسلام السودان ، ذلك الإتفاق الذي وصفهُ رئيس الجبهة الثورية بالإتفاق العظيم و أنّه السّلام السمح ، و قد صدق وصفاً ..
هذه المرّة لا آخذ إتفاق جوبا لسلام السودان مِنّ منظور تفاوضي أو مبحثي أو نظري ، إنّما أردتُ أنّ أخوض و أقصُ عن تفاصيل عميقة أرادت جوبا أنّ تبعثها كرسالةٍ مخبأة بين حنايا بروتوكولات هذا الإتفاق المعظم بِعظمة إلتماسهِ لقضايا الإنسانية و تطييب الجراح و جبر الضرر الناجم عن الحرب الضروس التي كان يعيشها أهل الوجعة و الفجعة ..

غرّد جانحيّ السّلام و راغبيّ الوئام و عاكفيّ الوحدة و صانعيّ وسائل التواصل السلمي و كاتبيّ أبجديات النهضة و سالكيّ درب الإستقرار و حالميّ بِوطن الحُب و السّلام ، مِنّ مواطنيين و أطراف العملية السلمية بجانبيها الحكومي و أصحاب الكسِر الباحثين عن أمل للجبر ، تمثلهم الحركات المكافحة التي وُلدت لِنبذ العنصرية و دحر المظلومية و بسط العدالية و وقف العدائية ؛ فهذا ما يعرفهُ الجميع عن إتفاق جوبا لسلام السودان ، البعيد منهم و القريب ، و بالكاد النظر عمّا قريب أوضح و أنضح لمّن إقترب و أراد رؤية قومية و وطنية شاملة ناهضة أساسها إحترام التنوع و تقبُّلهُ لتحقيق سلام مستدام..

لا يفوتني أنّ أذكر أنّه و في هذه الأيام تعقدُ الجبهة الثورية السودانية مؤتمرها التداولي (الأول) ، فهو يُعد لتجديد الخطاب السياسي العام و مراجعة الهيكل التنظيمي للجبهة ، تستضيفهُ مدينة الدمازين فهي بدورِها عانت ما عانت مِنّ عنصرية و تهميش و تغبيش ، و غالباً ما يُناقش المؤتمر قضايا الأزمة السياسية الراهنة و آفاق حلهّا ، مجريات تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان ، الوثيقة الدستورية ، الانتخابات و بعض قضايا الراهن و هموم المواطن ..

إذً الجبهة الثورية المُبشِّرة بالسّلام و الإطمئنان تخوض معركة ثانية ، لكنّها ليست كالأولى ، هذه المعركة سلمية تصالحية تبحثُ عن أملٍ جديد لِغدٍ أفضل يمسح دموع اليتامى ، الأرامل و المُهجرين قسوة و عنّوة و ظلماً مِنّ نازحين و لاجئين و تائهين بسبب الحرب اللعين و حتى مَنّ هم داخل المدن ، فهي تبحثُ عن متنفس لضيق الصدور الذي أدى لضيق آفاق التوافق السياسي بين مكونات الفترة الإنتقالية التي لم يُعرف لها بداية مِنّ نهاية بعد ..!!

للحديث بقيّة

مواضيع ذات صلة

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: رسائل د. طه حسين (1).. نهر النيل بعيدا عن السياسة

عزة برس

ماذا لو أكل “كباشي” التفاحة؟ بقلم: رشان أوشي

عزة برس

عمار العركي يكتب: خبر وتحليل : امس “المفضل” في روسيا ، غدا الإمارات في مجلس الأمن : المخابرات تُحاصر الإمارات

عزة برس

الهندى عز الدين على “إكس” يعلق على جلسة مجلس الأمن بشأن عدوان الإمارات على السودان

عزة برس

بُعْدٌ و مسَافَة .. مصطفى أبو العزائم يكتب: الروس قادمون

عزة برس

العطا لمن عصا بقلم: بدر الدين عوض الله المحامي

عزة برس

اترك تعليق