المقالات

د. ميادة سوار الدهب تكتب: المسرح العبثي في المشهد السياسي السوداني !!

– بات المشهد السياسي السوداني اشبه بعرض السيرك العالمي بمنظور سوداني .. مما يستدعي قراءه تحليليه لمحاولة الانقلاب الاخيرة التي وضحت بجلاء حجم تعقيدات الأوضاع السياسيه التي انتابت المشهد السياسي السوداني … وهذه التعقيدات تتطلب قراءه متأنيه ودقيقة ودراسة لاطراف العملية السياسية سواء داخل السلطة التنفيذية اوخارجها مع الاخذ في الاعتبار كافة المكونات التي تشكل المشهد السياسي ..
– هنالك العديد من الاسئله لابد من النظر اليها باهتمام فمن شأنها أن تقراء بشكل صحيح مع محاولة الانقلاب الاخيره: أهمها تعاطي الشارع وردة فعل المواطن وتعامله لحظة اعلان الحدث وتفاعله مع تداعياته مقابل مناشدات المكون المدني للدفاع عن الثوره والبلاد في ظل الضائقة المعيشية وارتفاع الاسعار التي يكابد عنائها المواطن البسيط الذي أصبح يبحث عن طوق نجاه لمواجهه صعوبات الحياه والمعاش رغم التضحيات التي قدمها الشباب ومهروها بدمائهم الغالية .. ايضا في ظل الانفلات الآمني الخطير الذي عم كافة أرجاء البلاد حتى اخذ منحنى خطير وبات كمهدد رئيس يمس حياة المواطنين بشكل مباشر ..
– التوتر البائن بين طرفي الحكومة المدني والعسكري يتضح عند كل منعطف وسط تحديات تمر بها بالبلاد ويكشف حجم الهوة وانعدام الثقة بين مكونات السلطة الانتقاليه بشقيها وهذا يظهر بوضوح في التناقض البائن للتصريحات التي ادلي بها رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش ورئيس مجلس الوزراء .. فبينما أكد الجيش على لسان البرهان انه لم يثبت حتى الآن صلة الجماعة الانقلابية الفاشلة في السودان بأي جهة سياسية أكد رئيس الوزراء حمدوك ان فلول النظام السابق وراء هذا الانقلاب ..
– التصريحات المتبادلة بين المكونين المدني والعسكري تكشف حجم الصراع الداخلي لأطراف السلطه الانتقالية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين تشير إلى أن الصراع قد وصل إلى مداه الأخير وتداعياته قد تعيد تشكيل المشهد السياسي بأطراف اخرى ..
– التشظي والانقسامات بين جميع مكونات الفتره الانتقالية ينذر ببوادر مواجهات محتدمه قد تكون عواقبها وخيمة على التحول الديمقراطي فالمحاولات المتكررة منذ بداية الفترة الانتقالية وحتى هذه المحاولة الاخيرة تعد مؤشرا خطيرا عما يجري داخل أروقة الجيش السوداني من تملل وتزمر ويكشف شكل العلاقة بين القيادة الحالية للجيش وقواعده من الضباط والصف والجنود وهذه هي النقطة الجوهرية التي يجب أن ينطلق منها التحليل الدقيق بل هي النقطة الأخطر: ماذا يحدث داخل القوات المسلحة مستقبلا ؟؟ .. وهل هذا مؤشر إلى مزيد من الانقلابات ؟؟..
– على الأرجح ان المحاوله الانقلابيه الاخيره التي لم تكتمل فصولها بعد هي تحرك الجيش على نفسه اوقيادته وخلفية المنظمين للمحاولة الانقلابية الايدولوجية لن تخدم شيء ولن تغير من حقيقة ما حدث حيث ان الانتماء السياسي لم يكن الدافع المحرك للمحاولة الانقلابية والذي يدعم ذلك الاتجاه ان التسريبات الاعلامية عن التخطيط للمحاولة الانقلابيه أكدت أن الأمر تم رصده من قبل فتره زمنيه ليست بالقصيرة رغم النفي المتكرر من هنا وهناك ويظل نفي النفي أثبات ..
– سؤال ملح يتبادر إلى الأذهان حول مايجري في شرق السودان وانعكاساته على وحدة البلاد وتاثيراته على الاستقرار السياسي والاجتماعي وماهي الخطط السياسية والتنموية لمعالجة مثل هذه القضايا ..
– مالات المحاولة الانقلابية الاخيرة وتداعياتها ستنعكس على كل أطراف العملية السياسية فالكل سيسدد اهداف داخل شباك الخصم .. ويمكن رصد الاهداف على النحو التالي:
– مزيد من تشديد القبضه الآمنية على الاسلامين ..
– محاولة احزاب قحت لاستعادة الشارع بعد ان فقدته والجماهير في ظل حالة الاحباط العام الذي يتسيد الشارع السوداني ..
– إعادة الحديث حول تفكيك المنظومه الآمنية وإعادة هيكلة الجيش على لسان رئيس الوزراء عبر تصريحه الاخير بدت بوتيره اقوى من السابق كمطلب أساسي نصت عليه الوثيقه الدستورية للحكومة الانتقالية ..
– هل ستكون المحاولة الانقلابية الاخيرة بعد ربطها بالحركة الاسلامية
المسمار الأخير في نعش القوات المسلحه كمدخل لتفكيك وإعادة هيكلة الجيش ..
– على الضفة الاخرى فهي فرصة لإعادة ترتيب صفوف الجيش وكشف منابع الضعف وإوكار التمرد وأسبابه !!..
– اما على المستوى الدولي بمنظماته وتقاطعاته الاقليمية يظل السؤال المحوري حول موقف الخارج من تداعيات المشهد الاخير وما قد يحدث لاحقا من متغيرات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي السوداني على إثر التدخلات المستمرة في الشأن الداخلي السوداني منذ بداية الفترة الانتقالية وعلى ضوء صراع المصالح الإقليمية ووفق المطامع الدولية ..
– كل السيناريوهات ممكنه .. فهل ستكون المحاوله الانقلابية الفاشلة مدعاة لفرض قانون الطوارئ واخماد حراك الشرق الذي يتمدد يوما بعد يوم مستصحبا معه كيانات الشمال والوسط ؟؟ .. ام هي بداية لخطوات تصعيدية احادية ؟.. فما بين احتواء التململ داخل الجيش وما بين فرض هيبة الدولة وحماية الثوره تظل كل الاحتمالات مفتوحة وكل الخيارات متوقعة ..
– في ظل كل هذه التحديات التي تواجه الفتره الانتقالية
والتعقيدات التي
تمر بها البلاد وحالة الانقسامات والنعرات الجهوية وبروز الحركات المطالبه بالانفصال تمزق وتشرزم القوى وغيابها عن المبادره السياسية المسؤولية الوطنية تحتم على الجميع وحدة الصف الوطني والالتفاف حول مشروع وطني متكامل يفي بتطلعات اهل السودان .

مواضيع ذات صلة

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: رسائل د. طه حسين (1).. نهر النيل بعيدا عن السياسة

عزة برس

ماذا لو أكل “كباشي” التفاحة؟ بقلم: رشان أوشي

عزة برس

عمار العركي يكتب: خبر وتحليل : امس “المفضل” في روسيا ، غدا الإمارات في مجلس الأمن : المخابرات تُحاصر الإمارات

عزة برس

الهندى عز الدين على “إكس” يعلق على جلسة مجلس الأمن بشأن عدوان الإمارات على السودان

عزة برس

بُعْدٌ و مسَافَة .. مصطفى أبو العزائم يكتب: الروس قادمون

عزة برس

العطا لمن عصا بقلم: بدر الدين عوض الله المحامي

عزة برس

اترك تعليق