المقالات

همس الحروف.. قراءة من واقع دفتر أحوال قوات الدعم السريع بعد زيارة حمدوك بقلم : الباقر عبدالقيوم علي

 

 

لا يزال السيد نائب رئيس مجلس السيادة و قائد قوات الدعم السريع سعادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) يشكل أهم المحاور ذات التأثير الإيجابي في سودان ما بعد الثورة ، على الرغم من أن الرجل و قواته ما زالوا في مرمى نيران المتربصين به الذين شكلوا حملة إستهداف واسعة كان الغرض منها إغتيال شخصيته على الرغم من أنه أحد الركائز الأساسية التي تم عبرها التغيير ، فكانت هذه الحملات ممنهجة و مخدوم عليها ، حيث أن هذه الحملة تقوم بها فئة معلومة الغرض و ذات أهداف مكشوفة حتى لعوام الشعب ، لإن هذا الرجل شاء من شاء أو أبى من أبى فإن له القدح المعلا في إنتصار هذه الثورة ، و علاوة على ذلك فإنه و قواته يشكلان حاجز الصد المنيع الذي تنهزم عنده كل المخططات التي تريد شراً بها و ببلادنا ، و التأريخ يقف شاهداً على ذلك .

لقد ظل هذا القائد و قواته يتحملون العبء الأكثر مشقة و المسؤولية الأعظم قدراً ، ذات الطابع الأكثر حساسيةً تجاه حماية مكتسبات هذه الثورة و الوطن و أمنه ، و كما أنهم ما زالوا يحفظون المسافات بين المواطنيين في أماكن النزاعات و الفتن ، فهم القوة الوحيدة التي تقف في جميع هذه الملفات ذات الطابع الأمني و المجتمعي ، إذ يشكلون العنصر الأساسي في إستتباب الأمن و بث الطمأنينة في تلك الأماكن التي وصفناها ببؤر النزاعات التي بدأت تظهر فيها مجموعة من الخلافات المسلحة من واقع خلفيتها الإثنية ذات الطابع الذي تسيطر عليه الجهويات بشقها القبلي و العشائري ، فنجد هذه القوات تعتبر كصندوق البيبسي كولا الذي يحفظ المسافات بين زجاجات البيبسي كي لا تصطدم ببعضها و تتكسر ، و يتم ذلك عبر حكمة مستقاة من وحي قيادتنا الرشيدة التي تكون دوماً متأهبة لرأب الصدع و جبر الكسر و معالجة الأضرار التي تنتج من هذه الخلافات ، مستخدمين لذلك كل الوسائل الممكنة و غيرها و على رأسها الجودية ، من أجل التهدئة العامة و يأتي بعدها فرض هيبة الدولة و بسط الأمن و حكم القانون ، فهم يشكلون رأس هرم الحماية العامة و كما هم قاعدة المثلث التي تنطلق منها الأضلاع على المستويين الأمني و المجتمعي ، فهم أصحاب اليد العليا و مفتاح الأمان لكل القضايا التي تنشأ من واقع الإحتكاكات بين القبائل ، فلا نجد غيرهم في تلك الأماكن لمنع حدوث النزاعات في المناطق الحدودية و النائية و مناطق التداخل بين المكونات المجتمع المختلفة .

قبل هذه الزيارة التاريخية لسعادة رئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك لمقر قوات الدعم السريع ، سبقتها قبل شهر من الزمان تصريحات كانت تحمل دلالات و مؤشرات واضحة للسيد نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف من مدينة الجنينة التي أكد فيها صدق النوايا في تلك الشراكة الذكية بين المدنيين و العسكر في الحكم ، حيث أشاد سعادته بهذه القوات النوعية ، و التي أكد للناس بأن لها قدم السبق في إنتصار هذه الثورة المجيدة ، و حيث أن هذا الحديث الذي أدلى به سعادة الوزير يثبت الحق لهذه القوات و في نفس الوقت لا ينكر عليها حدوث بعض الإخفاقات و التفلتات التي يمكن أن تحدث من قوة ضاربة في عدد أفرادها ، فمن المحتمل أن يمارس بعض أفرادها في أثناء هذا الإنتقال الكثير من التجاوزات و الذي يمكن أن يحسب في ميزان السلوك الفردي الذي لا يشكل أداة خصم من رصيد هذه القوات التي شقت طريقها بخطوات ثابتة في حماية مكتسبات هذه الثورة ، وكما أن الدعم السريع لا و لن يحمي المتفلتين من قواته من المحاسبة و العقاب ، ولهذا قامت هذه القوات بإنشأ المحاكم العسكريةالصارمة التي لا تعرف المجاملة لكائن من كان منهم وفق مواد و نصوص القانون العسكري ، و إن كان المتجاوز ينتمي لأسرة قائدها نفسه إذا تخطى الحدود التي يسمح بها القانون و التي تقع تحت قيادة سعادة العميد وليد البيتي الذي إشتهر بصرامته في تنفيذ العدالة ، و تبعاً لذلك أردف سعادة السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور بأهمية هذه القوات في المشاركة و حسم التفلتات و وأد بؤر الفتنة في إقليمه .

و أخيراً أتت هذه الزيارة لمقر قوات الدعم السريع والتي تم وصفها بالتاريخية و التي بلا شك شكت إعترافاً ضمنياً لها كأحد أهم أذرع الثورة ، و إن كان مجيئها متأخراً بعض الشيء إلا أنها أرسلت عدة رسائل في بريد كل الذين كانت لهم قراءات عكسية تجاه هذه القوات ، حيث أشاد سعادة دولة رئيس الوزراء د عبد الله حمدوك بدور هذه القوات و أكد تطورها الذي يتناغم و بناء الدولة المدنية في السودان ، و هذه الزيارة تعتبر القاطع الأقوى للطريق أمام الذين دأبوا في محاولات مستمرة من أجل إستهداف هذه القوات التي أصبحت تسير بخطوات ثابتة في الاتجاه الإيجابي الذي ينسجم ومؤسسات الدولة ، و جاهزيتها بما يتناسب و تنفيذ توجيهات الجهاز التنفيذي ، وفق قدراتها العالية و كفاءتها كقوات سريعة الحسم ، الشيء الذي جعل وقفتها لجانب الحكومة ينعكس على أداء الملف الأمني في حل النزاعات بأخف الأضرار في تلك المناطق ، أو عبر القوافل الإغاثية و الصحية التي تقوم بها و تحسب على حساب ملف المسؤلية المجتمعية لهذه القوات .

مواضيع ذات صلة

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

محمد عبدالقادر نائبا للرئيس.. الاتحاد العربي للاعلام السياحي يعلن تشكيل مجلس ادارته الجديد.. الاعلان عن فعاليات في مصر والامارات والسعودية وسلطنة عمان

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: الامارات.. كيد وتطاول و( بجاحة)

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: رفقا بالجنرال عقار… وهؤلاء !!

عزة برس

اترك تعليق