الأخبار

خطاب د. “حمدوك” بمناسبة مرور عام على الحرب

اديس _ عزة برس

وجّه رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) د. عبد الله حمدوك خطاباً للسودانيين بمناسبة مرور عام على الحرب من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، و أوضح من خلال الخطاب العواقب الخيمة للحرب على السودانيين ونذر كوارث قادمة تهدد سلامة الشعب و وحدة أراضيه، مُقراً باخطاء من الجانب المدني وآملاً في تجاوزها من خلال توحيد الجبهة المدنية، كما استعرض حمدوك جهود “تقدم” لجمع فرقاء اليوم و وقف الحرب وتحقيق العدالة والقصاص ..

عام من الموت والخراب

حمدوك حيا أبناء وبنات الشعب السوداني الصامد والصابر داخل وخارج السودان وقال: ” تكمل الحرب التي تمزق بلادنا عامها الأول “اثنتا عشر شهراً” من الموت والخراب وفي كل يوم من استمرارها تزداد معاناة شعبنا و فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء وبنات الشعب السوداني حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء، ويفتك الجوع والمرض والفقر بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة السودانية وتنقطع خطوط التواصل بينها و تنهار بنياتها الأساسية التي تم تأسيسها بجهد ومال الشعب ويفقد الناس ممتلكاتهم وأموالهم التي تم نهبها وسلبها”.

…..

عنف وعنت وتآمر

وشدد حمدوك على أن البلاد تواجه خطر الانقسامات على أسس عرقية وإثنية مما يهدد بالانهيار الكامل، منوهاً إلى أن الحرب لم تندلع فجأة بل كانت أسباب تفجرها تتراكم يوماً بعد يوم، وتابع:” قد ظللنا نحذر من لحظة اقترابها ونتحدث كما ستجلبه لبلادنا من كوارث ومصائب، وندعو للتمسك بالحوار والمسائل السلمية مستلهمين هذه الروح من ثورتنا العظيمة التي تمسكت بسلميتها رغم كل ما واجهها من عنف وعنت وتآمر” .
وأردف:” رغم ماقدمته ارتال الشهداء سلاحهم الوحيد هو الهتاف، كان التآمر على الثورة قد بدأ منذ يومها الأول بالإعلان عن الالتزام بأهدافها ثم التخلي عنها، ومحاولة وأدها مثلما حدث في مذبحة فض الاعتصام، ثم التوقيع على المواثيق والاتفاقات ونقضها، والعمل مع أعداء الثورة، وتم تتويج ذلك في الانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر 2021 وأعلن نهاية عملية الانتقال الديمقراطي، والانقلاب على الثورة وأهدافها، إلا أن المقاومة البطولية لشباب الثورة والتي لم تتوقف يوماً، أرغمت أعداء الثورة على التراجع، ومحاولة البحث عن مخرج، لكن وكما حدث أكثر من مرة سدوا كل منافذ الضوء التي قدمها لهم الشعب بتضحيات وفداء عظيم، وقادوا بلادنا إلى هذه المحرقة.

……

“فتحت ثغرات في جدار الثورة”

وقال حمدوك إن القوى المدنية على تنوعها واختلاف برامجها ظلت الحريصة على استعادة مسار الانتقال الديمقراطي، مشدداً على أنهم لا ينكرون الأخطاء التي ارتكبت خاصة فيما يتعلق بوحدة قوى الثورة التي كانت يجب أن تكون فوق كل اعتبار لجهة انها هي الضمان الوحيد للحفاظ على الثورة وأهدافها، مشيراً الى انشغال القوى المدنية من أحزاب ومجتمع مدني وقوى مهنية ولجان مقاومة بالخلافات الصغيرة وفتحت ثغرات في جدار الثورة، نفذ من خلاله اعداء الثورة وأعداء البلاد.
وأضاف: رغم كل ماحدث وكل ما وقع من أحداث ترفعنا عن كل دافع ذاتي وشخصي، وظلت بوصلتنا مصوبة نحو مصلحة وسلامة وأمن بلادنا وشعبنا.

……

النية كانت مبيتة لاشعال الحرب

وتطرق حمدوك إلى الجهود التي بذلوها مع الحريصين من أبناء الوطن لمنع انفجار الأوضاع، منوهاً إلى أن الإتصالات الداخلية والخارجية لم تتوقف إلا أن النية كانت مبيتة عند البعض لإشعال الحرب غير مبالين بنتائجها على البلاد، وتابع: ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف مجهودات القوى المدنية لوقف الحرب واستمرت الاتصالات مع طرفي الحرب كما تتابعت الإتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، وتابعنا في نفس الوقت محاولات توحيد كل القوى الرافضة للحرب بجبهة موحدة بلا استثناء، وكان شعارنا ودافعنا هو أن تتوقف معاناة شعبنا وان نبذل كل جهد ونقدم كل ثمن ممكن لذلك.
وأردف: قد استغرق الأمر حتى استطعنا قطع خطوة مهمة في المشوار بالاجتماع الموسع الذي تم في أكتوبر 2023 ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، وتواصل العمل بعد ذلك قدمنا الدعوات للقوى السياسية والكفاح المسلح والقوى المدنية والمهنية ولجان المقاومة للإنضمام إلى هذه الجهود والمساهمة في بناء الجبهة، وقد وجدنا استجابة طيبة، ومددنا أيدينا للذين يريدون الانضمام إلى الجبهة لكنهم يعملون على وقف الحرب بتنسيق الجهود، أي صيغة يقبلون.

……

دعوات مقدمة للبرهان وحميدتي

وأبان حمدوك أنهم قدموا الدعوات لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، للقاء مع قيادة تقدم لبحث سبل إنهاء الحرب، و وجدوا ردوداً إيجابية، مشيراً إلى لقائهم في هذا الإطار بقائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا وقد تم الإعلان عن مخرجات اللقاء التي لم تخرج عن جهود وقف الحرب.
واعرب حمدوك عن تطلعهم للقاء القائد العام للقوات المسلحة، ذاكراً  تواصلهم مع دول ومنظمات إقليمية ودولية مهتمة بوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، و لافتاً إلى مشاركتهم في قمة الإيغاد الأخيرة في كمبالا، ولقائهم الأسبق مع الرئيس الحالي للإيغاد إسماعيل عمر قيلي بجيبوتي.

……

ليسوا محايدون أو وسطاء بل منحازين

وقال حمدوك إن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل أنه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين أخرين.
وأكد تمسكهم بمواقفهم الداعية لوقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية ووقف استهداف المدنيين، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، وفتح حوار موسع يؤدي لتشكيل هياكل الانتفال، وشدد على العودة لمنبر التفاوض واتخاذ الحل السلمي التفاوضي طريقا لإنهاء الحرب ومعالجة أثارها.
وأوضح إنهم ليسوا محايدون أو وسطاء بل منحازين للضحايا لأسر الشهداء من العسكريين والمدنيين، ومن كل الاطراف، و منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل المواطنة بلا تمييز.
مبدياً تفهمهم لحجم الغبن والحزن والغضب الذي يعتمل في نفوس الذين تعرضوا لجرائم القتل والسلب والنهب والاغتصاب، وأرغموا على مغادرة مساكنهم ومدنهم وقراهم، مؤكدا احترام تقدم لحقهم في المطالبة بالعدل والقصاص، و قطع قائلاً”نعمل من أجله، لكننا نرى أن على القيادات السياسية المدنية والعسكرية والمجتمعية أن تنظر لابعد من ذلك، وتدرك أن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل أنه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكاات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين أخرين.

مواضيع ذات صلة

عاجل.. وزارة الحج السعودية تحذر الشركات الوهمية وتؤكد: لاحج بدون تأشيرة حج

عزة برس

الكتيبة الاستراتيجية بمروي تشارك في تأمين حدود الولاية الشمالية

عزة برس

عاجل.. بالمستندات.. كشف المستور قوات التمرد وخطط التمدد

عزة برس

من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين

عزة برس

ما حقيقة الخطاب المتداول حول قرار “سحب الجنسيات” في السودان؟

عزة برس

مصر : تخيلت حاجة بتقولي على مكانها.. والد الطفلة السودانية جانيت يكشف تفاصيل الواقعة

عزة برس

اترك تعليق