الأخبارالمقالات

شهادتي لله.. الهندي عزالدين يكتب: سكان الجزيرة في سجن الجنجويد !!

– للشهر الثالث ، يعيش أهل ولاية الجزيرة غرب النيل وشرقه، أوضاعاً مأساوية بالغة التعقيد تحت حصار قوات مليشيا الدعم السريع التي قتلت أهلنا المسالمين وجرحت وعذبت ونهبت واختطفت واغتصبت الحرائر في جرائم حرب مستمرة يومياً منذ 18 ديسمبر الماضي.
– وما زال مواطنو الجزيرة بالملايين، ينتظرون عودة الجيش لتحريرهم من سجن الجنجويد، منذ ذلك اليوم الأسود، يوم أن قرر قائد الفرقة الأولى مشاة اللواء “أحمد الطيب” مع ضباط عملياته واستخباراته الانسحاب من “مدني” الحصينة التي كان يمكنها أن تقاتل باقل عدد من الجند والسلاح لستة أشهر على كبري حنتوب، حيث يكون الغزاة على مرمى النيران من على سطوح بنايات المدينة ، كما كان ميسوراً تحصين طريق الخرطوم – مدني الغربي بترعة “الباقير” وغيرها من الموانع الطبيعية قبل أن تتمدد قوات التمرد في محلية الكاملين شمال الولاية من بتري إلى التكينة منذ سبتمبر الماضي ، قبل ثلاثة أشهر من دخولها مدني !!
– لقد صرخنا بصوتنا العالي في آذان غرفة عمليات القيادة العامة وقائد الفرقة الأولى في سبتمبر، مطالبين بتسليح مواطني الجزيرة ، وإقامة الارتكازات على طول الطريق القومي، ولكن لا حياة لمن تنادي، إلى أن كانت الطامة بالانسحاب الفاجعة الذي صدم جميع أهل السودان.
– ومن الصدمة تولدت الإرادة وانفجر البركان وانتفض الشعب في ثورته المسلحة، خلافاً لما كان يخطط رعاة المليشيا في الخارج، إذ ظنوا وتوهموا أن سقوط الجزيرة يعني انهيار الجيش وضرب عزيمة الشعب، ليعود وفد التفاوض راضخاً منكسراً إلى جدة، يبصمُ على شروط سادة الجنجويد بالموافقة على تسليم الدولة السودانية لزمرة من المرتزقة والعملاء يفعلون بشعبنا ما يُؤمرون.
– انطلقت المقاومة الشعبية في كل الولايات التي لم يدنسها التمرد، وتداعى الشباب بعشرات الآلاف إلى معسكرات الكرامة يتدربون على حمل السلاح بكافة أنواعه، ويتخرجون في شهرين هما عمر احتلال الجنجويد للجزيرة، يكبِّرون ويُهلِّلون ويرددون جلالات الجيش المَهيبة خلف ضباط وضباط صف القوات المسلحة السودانية.
– ونحو الجزيرة تلاحق وصول متحركات الجيش من النيل الأزرق وسنار وشندي مدعوماً بقوات عالية التدريب من الجيش الشعبي (عقار) وجيوش الحركات (مناوي – تمبور وجبريل) ، لكن الأوامر لم تصدر بعد لدخول الجزيرة التي كان الدفاع عنها أهون بما لا يُقارن بالهجوم عليها وتحريرها !! لكنه الدرس الأليم الذي منه تعلمنا .
– إن استمرار جرائم أوباش ومجرمي المليشيا على أهلنا في جزيرة الخير والخضار، مع انقطاع شبكات الاتصالات عنهم، يستدعي تسريع وتيرة عملية تحرير مدني وكافة محليات الولاية، وإطلاق سراح شعبنا المسجون هناك .. فك الله أسره.
– لقد استبشرنا خيراً بتصريحات اللواء دكتور “ربيع عبدالله” قائد منطقة النيل الأزرق العسكرية بقرب تحرير “مدني” واخواتها ، إلاّ أن كل ساعة تأخير ، تعني المزيد من جرائم القتل والنهب والاغتصاب.
– مدني والحصاحيصا والكاملين وشرق النيل، في انتظارك يا سعادة اللواء “ربيع” ، لا تتأخر عنها ، ادخلها كما دخل الفريق “آدم هارون” واللواء “اللبيب” أم درمان ، فقد أصاب أهلنا ما أصاب، وصبروا كثيراً وهم ينتظرون “المعتصم” ، ولم نكن نظن أنهم سينتظرون أكثر من شهرين في محبس الأوغاد من عربان الشتات.

– صحيفة الكرامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *