المقالات

بينما يمضى الوقت.. الوضع تحت السيطرة.. أمل أبوالقاسم

بعيدا عن الانتصارات التي ظلل يحققها الجيش ويلوى بها عنق وأيدى المتآمرين والمستغفلين والحالمين المتوهمين الذين اعيتهم الهزائم المتتالية وتحطم امالهم في السيطرة على سودان العز والكرامة. بعيدا عن ذلك رغم انف كل مقلل لقوات الشعب المسلحة فإن الشعبية الكاسحة والتلاحم العفوى الذي حظى ويحظى به الجيش في هذه الفترة ولاحقا بإذن الله ربما لم يتوفر له سابقا ولم ولن تجده اي فئة متعسكرة ومتخندقة خلف مليشيا ليست مكروهة بحسب بل مقززة ومنفرة ومثيرة للغثيان، لن تجد ضالتها وان طال امد الحرب.

صحيح ان الكثيرين التفوا حول قواتهم المسلحة تجلى ذلك في عدد من مناطق الخرطوم والمواطنين على قلتهم يهتفون حول القوات في مناطقهم، وفي زيارات قائد الجيش لعدد من الولايات، بيد ان ما حدث في مدينة ود منى لخص مدى تعلق المواطن بجيشه بعد ان حاول البعض ممن توجعهم ضرباته تخويفهم بتخوينه عندما نشروا بينهم ان الجنود اختبأوا داخل المنازل وما كان لهم تصديق ذلك وجنود الجيش زهدوا في الحياة وفتحوا صدورهم للموت دفاعا عنهم وعرضهم وأرضهم بلا من لا يرجون جزاء ولا شكورا. لكن سرعان ما انقشعت غمة التضليل التي سوقها البعض بتنظيف المدينة من جيوبها ودحر المليشيا واعوانها من شرق الجزيرة، فخرجوا في مواكب تقشعر لها الأبدان فرط جمالها والمشاعر تنسال دموعا اختلطت معها زغاريد النساء، وهتاف الشباب والشيب والصبية والأطفال تتقدمهم العبارة المحببة ( جيش واحد شعب واحد) كيف لا والجيش ومعاونيه باتوا هم المنقذ من شر مليشيا ارادت بهم وبالشعب السودانى الهلاك قتلا واغتصابا وترويعا.

ومدينة ود مدنى رغم ميولها اليسارية من وقت ليس بقريب لكنها اختطت القديم أو التقليدى منها والتى غالبها إتخاذ نهج العدالة الاجتماعية وغير ذلك وليس (يسار اليومين ديل) ومع ذلك عاشت مدينة وادعة، جميلة، متماسكة اجتماعيا، حتى عندما حاولت بعض الواجهات السياسية تلويث جوها وتعكيره بندوات ومؤتمرات والحرب في أوجها تمت مكافحتها رسميا وشعببا

المليشيا واعوانها من السياسيين الذين باتوا حاسرى الرأس، فضلا عن المحرك الرئيسي واسيادهم الممولين بعد ان فقدت ويئست وفشلت في السيطرة على العاصمة، طبعا بعد نجاحها الباهر في سرقتها تماما وتجفيفها من المغتنيات العينية، وتدميرها من منطلق الغبن. بعد هذا النجاح في السرقة والاغتصاب والتهجير القصري، عمدت لثانى مدن السودان التي باتت ملاذ لمن هجرتهم، واكتنز سوقها بما يسيل له لعابها، فضلا عن محاولة التعويض في الاحتلال عسى ولعل. لكن هيهات فالوضع تحت السيطرة.

ظلت ولاية الجزيرة كغيرها من الولايات التى تتسلل اليها المليشيا والمتعاونين من اللصوص بالمسروقات، لكنها وللحق ظلت عينها ساهرة ومنذ بداية الحرب سدت كافة المنافذ برجال الشرطة والمباحث ونجحت في ضبط العديد من المتسللين والمسروقات وذلك بصورة يومية وتحسبت لمثل ما جرى فيها خلال اليومين السابقين.

المتوقع ان تعاود المليشيا الهجوم مرارا رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها في العتاد والأنفس، وهذا ديدنها كما في المدرعات التي كانت بمثابة المقبرة التى قبر فيها الآلاف ثم وبعد استنفار مزيد من المرتزقة الأجانب وبعد الدعم المهول من الإمارات فكروا وقدروا ووجدوا ضالتهم في ولاية الجزيرة. صحيح ان الولاية متشعبة مما يصعب المطاردة الأمر الذي قد تتضرر منه بعض القرى ولكن حسبنا الله وجيش السودان الذى تداعى، والأجهزة الأمنية اليقظة وستكون الجزيرة مقبرة ل( الملاقيط) الجدد.. فالوضع تحت السيطرة قالها الناطق الرسمى ونؤمن عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *