المقالات

على مسؤوليتي .. طارق شريف يكتب: مؤامرة العمارة الكويتية!!

في زيارة للعمارة الكويتية بشارع النيل بالخرطوم قبل الحرب لاحظت تمددا كبيرا للفضائيات العربية التي حجزت الشقق الواسعة وتحولت العمارة الكويتية إلي مدينة الإنتاج الإعلامي.
تصرف الفضائيات على مكاتب الخرطوم صرف عالي جدا بالدولار سواء على إنتاج البرامج أو على مراسلي الفضائيات أو حتى على الضيوف طبعا هذا شئ مهني ومطلوب في عالم الإعلام اليوم .
ولكن بالمقابل ومع تمدد الإعلام الأجنبي أهملت الحكومة الاعلام الوطني وأصبح الخطاب السائد في أروقة مراكز القرار أن الصرف على الإعلام هو نوع من الترف !!
وتحت هذا الوضع الشاذ أصبح الاعلام السوداني يعيش أسؤا الظروف سواء من النواحي الاقتصادية أو المهنية وهذا أخطر مايمكن أن يحدث في دولة أن يسيطر عليها الإعلام الأجنبي ويضعف الإعلام الوطني .
جاءت الحرب ودفع الوطن ثمنا باهظا لهذا الضعف للإعلام الوطني وسيطرت بعض الفضائيات الأجنبية التى كشفت عن وجهها القبيح في الحرب ونفذت أخطر مخطط إعلامي يستهدف تفتيت السودان ودماره .
بعض زملاءنا من الإعلاميين للأسف يسهمون في هذا المخطط سواء بقصد أو بجهل ولاحظت أن الفضائيات الأجنبية الصفراء تركز على موضوعات معينة وضيوف محددين وصور ومشاهد منحازة
والان فهمنا قصة العمارة الكويتية في قلب الخرطوم !!
هل تدفع هذه الفضائيات كل هذه الأموال الطائلة من أجل سواد عيوننا بالتاكيد أن لها أجندة !
وطبعا هذه الفضائيات تجد الدعم من بعض السياسيين الذين يظنون بجهل أن شتيمة القوات المسلحة في الفضائيات الأجنبية يخلق منهم أبطال ، وهم لم يسمعوا حديث السياسى المعارض بأحد الدول العربية في إحدى الفضائيات بدولته وهو يقول للمذيع( انا لا انتقد الشأن الداخلي الوطني في الاعلام الأجنبي ولكن يمكن أن أفعل في منابر محلية ) في عتمة هذا الواقع انظر بكثير من الإعجاب والإحترام لبعض الزملاء الصحفيين وهم يقاتلون بالكلمة في وجه التمرد ويتصدون لهذا العبث بمبادرات فردية ورغم تشتت المبادرات وغياب الإستراتيجية فإن سهام الإعلام الوطني تحاول جاهدة أن تسد الفراغ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *