المقالات

وهج الكلم.. د حسن التجاني يكتب: الفريق صلاح الدين الشيخ والمرحوم المقدم عارف محمود….لله دركما..!!

وردني في الخاص وهو معمم بالتأكيد علي كثير من مواقع التواصل هذا المقال الذي ابكاني كثيرا علي رجال حفظوا الوطن وسيادته في حدقات العيون …تظل عندي شرطة جمارك السودان من الجندي وحتي الفريق محل احترام وتقدير ومحبة وشموخ واعتزاز ووطنية الي ان ابارح هذه البسيطة …هذه المؤسسة تضم رجال يحملون صفات الكبار في حسن التصرف رغم علمي ان في اوساطهم (الحصي) الذي يضرس الاسنان كما في مدغ البليلة لكن هؤلاء قلة سيتساقطون باذن الله حين يقذف بهم فكي المؤسسة ولو بعد حين .
اترككم مع المقال المنشور والذي يحق لنا اعادة نشره مرة ومرات طالما نشر سلفا للرأي العام باذن الكاتب صهيب بارك الله فيه.

* في ايام الحصار الأمريكي على السودان والذي مازال باقيا علي الواقع جأت باخرة أمريكية إلى ميناء بورتسودان واول إجراء حكومي لها يتم مع شرطة الجمارك بواسطة ضابط الرصيف .

* كالعادة صعد ضابط الجمارك السودانية إلى الباخرة لأخذ الإقرار والمنفست واقفال مخزن الخمور وغيرها من الإجراءات الروتينة.
ولكن قبل الدخول إلى الكابتن استوفوه مجموعة السكيورتى وطلبو منه إثبات شخصية وهوية وان يضع ديباجة زائر وان يملاء فورم انفورميشن والكثير من الإجراءات.

* بين لهم ان اشارة شرطة الجمارك التى على ملابسه هى علامة كافية تثبت من هو وماذا يفعل اما بخصوص الإجراءات الأخرى وضح لهم انه ضابط يمثل السودان وأنهم فى مياه سودانية وانه هو من يطلب منهم تقديم الاقرارات وغيرها من المستندات وقانون الجمارك يكفل له الحق ليس فى الصعود إلى الباخرة فحسب وإنما حق التفتيش اذا استدعى الأمر.

* عندها إشار له الحرس الأمريكي بكل عنجهية بالرفض وقال إذا انت غير مسموح لك بالصعود إلى الباخرة .

* عقلية الامريكان التى تصور لهم انهم فوق كل قانون لم يتوقعوا قرار ذلك الضابط حيث نزل من الباخرة و وضع قوة مسلحة من شرطة الجمارك بتعليمات محددة لا أحد ينزل او يصعد للباخرة مهما كان ولاى سبب .

* تفاجأ (الاصطاف) الأمريكي من قرار الضابط السوداني الذى رد لهم الصاع بصاعين و وضعهم تحت إقامة جبرية وبقوة السلاح واضعاً امامهم خيار واحد فقط وهو خيار المغادرة .

* عندها اتصل الكابتن الأمريكي بالقائم بالأعمال الأمريكية فى الخرطوم والذي بدوره اتصل على وزير الخارجية والذي بدوره اتصل على وزير الداخلية والذي بدوره اتصل على مدير عام الشرطة والذي بدوره اتصل على مدير عام شرطة الجمارك وقتها الفريق صلاح الدين الشيخ .

* رن هاتف الضابط المناوب بالرصيف وعندما رد كان المتحدث على الطرف الآخر المدير العام للجمارك والذي سأله ماذا حدث ؟
حكى ضابط الرصيف الموقف بكل حيادية وانه وضح للاصطاف الأمريكي انه ضابط الجمارك المناوب وانه يمثل حكومة السودان فى هذة اللحظة وهو الذي يحق له مطالبتهم بالمعلومات والاقرارات وليس العكس .

* عندها رد مدير عام الجمارك برد يثلج الصدر عندما قال له : مبروك وثنى على رأيه بأن ليس هناك خيار للباخرة الأمريكية الا الاعتذار للضابط السوداني او المغادرة .

* ولكم ان تتخيلو أمريكيا التى تجوب اساطيلها البحار وتفرض الحصار على السودان لم يجد الكابتن الأمريكي مفر الا ان يحضر بنفسه لمكتب الضابط السوداني ويطلب منه قبول الاعتذار وطلب السماح والعفو وان يوافق على إكمال إجراءات تخليصهم وتعهدهم التام بالانصياع لسلطات الجمارك وتوجيهاتها.

* ما دفعنى لذكر الموقف أعلاه هو ان ضابط شرطة الجمارك صاحب الموقف أعلاه هو المقدم شرطة م/عارف محمود الذي توفى يوم أمس فجر الثلاثاء يوم ١٢ /١٢ … فى مدينة بورتسودان ورحل عن دنيانا فجأة دون اى مقدمات .
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ومثواه واجعل البركة في ذريته وتقبله عندك فى أعلى عليين مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقاً.
صهيب عبدالله

سطر فوق العادة:
شكرا صهيب عبد الله ولم يسبق علي التعرف عليك من قبل لكن مارويته من واقعة هزت كياني الشرطي وجعلتني اعيد نشر ما كتبت مرة ثانية
وربما لن تكن الاخيرة …لسنا بصدد الحديث عن الفريق صلاح الشيخ مدير الجمارك الاسبق الذي كانت له صولاته وجولاته وقد يكون محقا احيانا وربما غير محق في رأي بعض الذين يعرفونه اكثر منا ولكن له منا التحية في حسن ادارة هذا المرفق المهم زمنا علي حد تقديرنا كان موفقا وله منا كل الاحترام متي التقيناه نحييه بلقب السعادة لحسن صنيعه في الذي قدم والرحمة للفقيد المقدم عارف والذي لا اعرف لماذا لم تشمله ترقيات الفريق اول عنان التي شملت الداني والقاص الاحياء منهم والاموات لغرض المعاش تكريما له ولاسرته التي شرفها بهذا الموقف النبيل..؟؟
(ان قدر لنا نعود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *