المقالات

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: حسبو في الواجهة !!

– اول يوم التقيت فيه حسبو محمد عبدالرحمن في العام 1990 حيث كان لي صلة بترتيبات ادارية تنسيقية لدفعة 90 من الضباط الاداريين وذلك في معسكر الشهيد عيسى بشارة بالقطينة مقر التدريب العسكري والروحي والسلوكي للدفعة قبل التوجه الى الدورة المهنية التاهلية في قاعات جامعة الخرطوم ومزاولة العمل ..
– عقب التدريب العسكري في الفترة الصباحية يعقب ذلك البرنامج الثقافي في الامسيات وفي اليوم الاول لهذا البرنامج الذي يشتمل على المحاضرات والانشاد اعتلى المنصة مقدم البرنامج من منسوبي الدفعة وهو والي كسلا الحالي وقد جاء لهذه الدفعة بعد ان عمل مذيعا بالاذاعة السودان لمدة عامين ، بدأ البرنامج مقدما افتتاحيته بتلاوة القران الكريم ليتلو ايات من الذكر الحكيم منسوب الدفعة حسبو محمد عبدالرحمن تقدم الى منصة التقديم شاب قصير القامة نشيط الحركة تبدو عليه اثار النعمة والدعة والراحة ربما لامتداد اسري يرجع الى جذور الادارات الاهلية ، سحنته تدل على انه من ابناء شرق دارفور ، بعد ان اكمل تلاوة ما تيسر من القران الكريم في تلك اللحظة انتابني شعور ان هذا الشاب سيكون له شأن كبير في الحياة العامة فقد اجاد تلاوة الايات تجويدا وصوتا جهورا وحضورا ومخارج للحروف .
– حسبو محمد عبدالرحمن او (حسبو بلكات) لمن زاملوه من تلك الدفعة وهم كثر برزوا كقادة في مرافق الدولة المختلفة ، وزراء اتحاديين وولائيين ومعتمدين للمحليات ومدراء لعدد من المؤسسات واهمها انتقال عدد منهم الى جهاز الامن الوطني انذاك ووصلو الى رتبة الفريق واللواء منهم الفريق طه عثمان الحسين واللواء عوض محمد الماحي ولازالت الدفعة 90 من الضباط الاداريين ترفد مفاصل الدولة بالتجسير الى المناصب الدستورية ، اعود لحسبو محمد عبدالرحمن ولكل من يعرفه له من الطموح الزائد ماجعله نهما للوصول والبقاء في الواجهة مهما كلفه ذلك من مشقة وعقبات يجتازها بذكاء ومكر ودهاء لا يجاريه فيه احد من اقرانه في اي موقع عمل فيه ..
– حب حسبو محمد عبدالرحمن للظهور في الواجهة جعله ينتقل من كل مرحلة في حياته العملية الى الاخرى عن طريق القفزات فما ان شعر بضيق المكان الا وانتقل الى امكنة تجعله في الواجهة مرة اخرى ليمارس هوايته الخطابية والاعلامية بديناميكية بائنة للعيان ..
– تواترت الانباء حول انتساب (حسبو) للدعم السريع منذ وقت باكر ، وينسب الناقلين للخبر مرد ذلك الى انتمائه القبلي والاثني ، ويذهب اخرون الى ان الدعم السريع اتخذ من حسبو مستشارا سياسيا واقتصاديا وجمعته مع قياداته شراكات مالية ، الا ان الارجح هو حب (حسبو) للظهور والبقاء في واجهة الاحداث ولكن ما يقلل من صدقية هذه الفرضية ان (حسبو) لم يظهر علنا ليؤكد او ينفي او يشارك في اي فعالية او يمارس هوايته الخطابية لصالح الدعم السريع قبل او بعد 15 ابريل وهذا ليس من سمته ، فالرجل لايكل ولا يمل من الحديث في منصات الخطابة ولايدري المتتبعون لمسيرة الشخصيات العامة صمت الرجل لطبيعة مهمته داخل القوات والتي تتعلق ببناء هياكل استخبارات ولوجستيات الدعم السريع ام لانه من قيادات الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ونائب الرئيس البشير حفظا لماء وجه القوات المتمردة التي تنكرت لذوي الفضل عليها وباتت تسميهم الفلول وبالتاكيد (حسبو) فلولي كبير يتحفظ الدعم السريع على انتمائه لقواته ..
– ظهور (حسبو) في فيديو مسرب (ذكر الخبراء انه خالي من محسنات الذكاء الاصطناعي) في عقد قران داخل الخرطوم لاحد ابناء قادة المليشيا وسط حراسة امنية مشددة وتشريفة من السيارات الفارهة اثار الغبار مرة اخرى حول تاكيدات انتساب حسبو محمد عبدالرحمن للدعم السريع وظل الحديث مفتوح حول ارتباط الرجل بالقوات المتمردة لما يتمتع به من خدمات حراستها ويشارك في مناسباتها الاجتماعية بينما من اخوانه بالامس معتقل وسجين وشهيد ومغدور .. بهذا الظهور (حسبو شتت قصبو) والعاقبة عندكم في المسرات ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *