المقالات

وهج الكلم.. د حسن التجاني يكتب: فقر مادة البحوث العلمية وحملتها …!!

* كتابة البحث العلمي ليست أمرا سهلا كما يعتقد البعض ويظن وانها مجرد تقرير طابعه علمي و تقفل علي كده.
* بالطبع مثل هذه الاعتقادات تضعف قيمة المادة العلمية التي يجمعها الطالب زمنا من مراجع كثيرة
لذا كان لزاما ان تكون لهذه المادة العلمية نظاما علميا يجب ان يتبعه الباحث او الطالب ليجعل من مادته المجموعة هذه ذات قيمة ربما تصبح.يوما ما مرجعا يهتدي به…ولذا جاء العلماء المختصين بما يعرف بمناهج البحث العلمي وهي مادة يظن البعض ايضا انها مادة مساعدة فقط في كتابة البحث العلمي فحسب بل هي مادة ذات قيمة عالية ليست لترتب البحث العلمي فحسب بل هي مادة تتدخل في كل شئ يتعلق بحياة الناس ..من مأكل ومشرب ولبس وسكن ….الخ.
* علي فكرة عبارة ..الخ في البحث العلمي لا ترد اصلا لانها تنعكس علي البحث سلبا لانها توضح كسل الباحث في تكملة المعلومة البحثية.
* ولذا اصبح للبحث العلمي الذي يعده طلاب درجتي الماجستير والدكتوراة مادة تنظيمية وتبدأ في الجامعات من السنة الثالثة ليتعلم بها الطلاب كيفية كتابة بحوث تخرجهم او ما يعرف ببحث التخرج او ال(termpaper)
اي المقال القصير …
* هذه المادة في بعض الجامعات تترك لغير المختصين فيها باعتبارها مادة سهلة يمكن لكل من هب ودب ان يدرسها ولكنها في حقيقة الأمر مادة مهمة جدا تحتاج لاستاذ متخصص لانها مربوطة بالحصول علي نتيجة دقيقة جدا خلاصة عدة تجارب بحثية ستصبح نظرية يهتدي بها الكل.
* ولما كان هذا الامر واردا في بعض الجامعات كما ذكرنا
تظل المادة العلمية المقدمة بالبحث ذات نتائج ضعيفة لانها لم تهتد للطرق المنهجية العلمية الصحيحة لانها لا تدرس تدريسا صحيحا.
* الان المتابع لبحوث الطلاب والباحثين في مكتبات الجامعات يجدها مجرد تقارير لا تسمن ولا تغني من جوع علمي يستفيد منه الباحثون الذين يكتبون لاحقا في ذات التخصص…فمعظم البحوث لا تقوم علي الطريقة المطلوبة …من مقدمة تشمل التمهيد لفكرة البحث ثم مشكلة البحث …والاهمية والاهداف وفرضيات البحث
الي ان تصل الي المناهج المستخدمة في البحث المراد كتابته وأدوات جمع بياناته مثال المقابلة والملاحظة والاستبانة ثم المراجع والبيانات الاحصائية .
* ايضا تشمل المقدمة المجالات الزمانية والمكانية ثم البشرية او ما يعرف بحدود البحث …الي ان تصل
الي الخاتمة ونتائج البحث وتوصياته …هذه فقط كفكرة عامة لكن عند التدريس تتم العملية بصورة اوسع وأشمل واكبر…خاصة في درجتي الماجستير والدكتوراة.
* هي مادة ممتعة جدا …لكن للاسف اصبحت (بعض) الجامعات تتساهل كثيرا في التشديد حول ضوابط البحث العلمي رغم ايماننا ان البحث العلمي مدارس كثيرة ومناهج متعددة منها البريطاني والامريكي وهكذا لكن السودان يعتمد في كثيره علي النظام الأمريكي
(American System) وليس هناك اختلافا كبيرا
بين كل هذه المدارس بل تجتمع في النتيجة التي يتوصل اليها البحث مع التوصيات….الاختلاف غالبا يكون في نظام التوثيق في الحاشية وقائمة المراجع ومتن البحث لكل مدرسة لها فهمها ونظامها تتفهمها اللجنة الممتحنة لمنح الدرجة التي يجلس لها الطالب مع مشرف البحث …ويتفقون عليها…لكن المؤسف حقا بعض الجامعات تمنح دون هذه الضوابط العلمية الدقيقة بمعني تكثر فيها المجاملات مما اضعف قيمة البحث العلمي بمعني ان حالة الصرامة في المنح وعدمه اصبحت غير واردة عند جلسة المناقشة…وهذا ما جعل كل من هب ودب يحمل درجة الماجستير والدكتوراة ليس كما كان في السابق….صعب ان تحمل الماجستير بين ليلة وضحاها او الدكتوراة.
* الدرجة العلمية مسئولية وليست هي فقط من اجل الظهور و(الشوفونية) اقرب زاوية موقفك ببقي ضيق اذا لم تنلها بتعبها وارهاقها وسهرها وتنقيبها وفهمها واستيعابها لانك ستكون مسئولا امام طلاب يوما ما اذا صرت حاملا للقب.
* المشكلة الان تحتاج لوقفة لاعادة هيبة وقيمة الدرجة العلمية التي تمنحها الجامعات المعترف بها عالميا.
سطر فوق العادة :
قصدت بهذا الحديث في وهج اليوم الانتباهة ولفت النظر لهذه الظاهرة الخبيثة التي اخذت تنخر في الجامعات والأمانة العلميةواصبح الكثيرون يحملون هذه الدرجة العلمية دون ان يحركوا ساكنا اذا حاورتهم حولها…(ياخ قالوا بقوا يبيعوها جاهزة…والله جد)
(ان قدر لنا نعود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *