المقالات

عارف حمدان..يكتب: الممراح المعطاء.. البروفسور الحبر يوسف نور الدائم..كنت للناس كالعافية وللسودان كالشمس

وتمضي الدنيا الي نهاياتها الكبري ..
مات.. ابوي.. العزيز العلامة البروفسور الحبر يوسف نورالدايم ..احد ابرز حملة التنوير بالقران….
هكذا تتالت علي الهواتف ورسائل الميديا..
صدمت ..بكيت بحرقة الا ان الشك اطل مني..فالميديا دائما مليئة بكهذا اخبار…الا ان اتصل بي الاستاذ نوارة الاداب البروفسور ..الصديق عمر الصديق..باكيا
ياعارف …الخبر صحيح
الله ..الله ..الله..ان لله وانا اليه راجعون…جريت نحو المصحف…فتحته فوجدت نفسي امام سورة الزمر
وقرات..ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون….
جرت الدموع بغزارة وكاد القلب ان ينفطر…
تذكرت بيت ..ابن الرومي…
لم يخلق الدمع لامرء عبثا الله ادري بلوعة الحزن
……………
ثلاث وثلاثون عاما من التواصل النبيل..واحد عشر عاما امام مايكرفون الاذاعة السودانية ثمرتها ..برنامج سحر البيان…بساعاته ال ٤٣٢ حلقة والحلقة ساعة ..ولا ننسي فيه الفضل للصديق العزيز الدكتور ..اكمل طه حسين .حفظه الله فضل البداية….ياربي الكريم العزيز ..لطفك…
البروفسور الحبر يوسف نورالدائم ..ظاهرة لغوية ..واللغة هي الحياة ..عاش للناس وبالناس..فكان برنامج محبة وتسامي وصحبة وسهرة ورحلة ونسمة ..هو نعمة من نعم الله عز وجل..
لذلك كان للناس كالعافية…
امس بكاه ملايين البسطاء من عامة الناس ..سائقو اللواري والكارو..المزارعون والرعاة ..وفارشو الخضار ..اصحاب الدكاكين والمغالق وتجار الجملة والقطاعي…الخ.. قبل العلماء والدعاة واهل الاعلام وصفوة المجتمع وزملاء المهنة…الخ
صلي عليه الناس صلاة الغائب في مئات المساجد ..ودعا له الملايين بالرحمة والمغفرة…وقلوب العباد سر الرحمن…
لهف نفسي عليك استاذي ..ايها الخالد في احساسي ..رحلت وانا علي يقين ..انه لا يوجد انسان يحمل عليك فقد سلمو كلهم من لسانك ويدك و قلبك…رحمك الله…
بروف الحبر ..حافظ القران ومفسره والمدرك لعلوم الاسلام كلها بوعي واستيعاب كبيرين..ابن كلية الاداب..جامعة الخرطوم..وهي امنا الثانية..حامل الدكتوراة من جامعة ادنبرة اسكتلندا..وهي الرسالة التي اعاد فيها الامام الطبري ..اول مفسري القران الكريم الي الساحة الثقافية العالمية كاحد اهم اعمدة الجماعة السنية ..كما يقول علامة العراق البروفسور عمادالدين خليل…
البروف الحبر ..عاش حياته للقران واللغة العربية ..والتدريس والاشراف علي بحوث الغة وعلوم الاسلام ..وببيته وديوانه مئات الرسائل في الماجستير والدكتوره…مع اوراق علمية محكمة في الاسلام وعلومه واللغة العربية والسيرة والتاريخ وثقافات اهل السودان المختلفة بكل تجلياتها وتنوعها…
البروف الحبر ..هو اجمل صوت اعلامي في مجال تقديم البرامج العلمية والدعوية والثقافية بالاجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة ..والصوت من اسرار العظمة والتكريم الرباني لمن اصطفاه الله وهو يستوعب الاذن ومن ثم الفؤاد والبصر…وكثيرون عادوا لقراءة الشعر والادب تاثرا بصوته الباهر ..جمالا في الاداء .وسلامة في الغة وقدرة علي الاستشهاد بالقران والحديث والشعر وماثور القول ..من وجهة نظري المتواضعة قدرة بروف الحبر علي الاستشهاد لم اجدها في شخص اخر ..رقم استضافتي للمئات من الضيوف والعلماء في برامجي الحوارية سياسية وقانونية واقتصادية واسلامية…الخ..ولبروف الحبر ميزة عجيبة ..وهي اجبار الكل علي الاستماع طاعة ومحبة ..كما كان يقول مذيعنا الكبير ..اسماعيل طه رحمه الله…
شارك بروف الحبر ..في كل الاحهزة الاعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة …
٠ …اذكر منها
برنامج..سحر البيان ..بالاذاعة السودانية
حوالي اكثر من ٤٣٢ ساعة ربما هو من اكبر البرنامج في مؤسساتنا الاعلامية ..استمرينا فيهو لمدة ..احد عشر عاما..قدم فيه البروف تفسيرا كاملا للقران الكريم برؤية عصرية ..مستفيدين من الدراما ولغة الاعلام المعاصرة علي ارضية الاحاديث والسيرة والشعر العربي بكل اوزانه وثقافات اهل السودان والدوبيت والحقيبة والغناء الحديث والامثال والمديح النبوي والدارجية السودانية التي كان يقول عنها .انها لغة عربية فصيحة في معظمها..بالاضافة الي الاهتمام بالاقتصاد والتكنلوجيا وقضايا الاصالة والمعاصرة والفلسفات المعاصرة والتنمية …الخ..كل هذا وغيره تجده ينسرب اليك من خلال برنامج سحر البيان انها اجمل ايام عمري واروعها ..فيها نشكر الدكتور اكمل ..ورفقة العمر من اهلي في الاذاعة السودانية غرة وجدان السودان الجمعي…
٠برنامج ..نور القران ..اكثر من مائة ساعة..شرح فيها بروف الحبر القران الكريم ولكن بطريقة السرد المباشر مستخدما اللغة العربية الفصيحة ..وزمن الحلقة كان حوالي ..عشرين دقيقة ويذاع الان في اذاعات عربية وافريقية ومحلية….
٠٠في رحاب القران الكريم .مع مجموعة علماء السودان من كل الفرق الاسلامية وبدا في السبعينات ..وقدم مئات الحلقات ويذاع ايضا في مؤسسات اعلامية مختلفة…٠٠ مئات الساعات برامج كثيرة جدا في السيرة النبوية والاحاديث والفقه الاسلامي.. وبرامج حوارية في كل المناسبات الاسلامية من رمضان الي الحج والمولد والاسراء والهجرة…الخ.
زار بروف الحبر وجال اصقاع السودان داعيا وناشرا لعلوم القران والاسلام حتي لقبه الناس ..باديب الدعاة وداعية الادباء…
ظل بيته منارة علم وتداعي حكمة وتجلي واسرته الصغيرة وابنائه ظلوا ممكسين بروح الاسلام ثقافة وابتسامة في وجه الضيف والجار والطالب والجار المسكين..الخ…وظل منفتحا علي كل المكونات الاجتماعية ..حتي ان الكل تمني نسبته اليه…وتلك دلائل محبة ليس لها ثمن لانها هبة ربانية…
ابي العزيز…بروف الحبر
حياتك سفر عظيم وكتاب استوعب الدنيا بكل ازمنتها …وجهدك ميراث حضاري ..وذكرك حياة ووعد…
عجزت عن ان اوفيك حقك علي وعلي الدنيا والناس..وظهرت معالمي عجزي في الكتابة عنك لانني لم استطع الايفاء بوعدي اليك…كتاب عنك…لكن عزائي انك بجوار من هو احنا عليك منا وحتي من نفسك التي بين جنبيك…
الي جنات الخلد ابي الحبر ..والدنيا من بعدك خلا…ووجعي يزداد والمي تتسع دائرته علي لغتنا العربية ..في عصر المعلوماتية حيث اللغة حياة وثقافة كاملة…
الي كل اهل الخير في عالمنا الاسلامي وزملائه وطلابه واهله وعارفي فضله …لا تنسوه في كل سجدة وركعة وتلاوة ..ادعوا له ..فقد جاء زمن رد الجميل له..ان يجعله الله جليس رسولنا الحبيب .ص.
الى رفيقة عمره ..امنا الاخري الحنونة..والاجلاء النجباء ..اولاده محمد وابوبكر وعمر..وبناته الطاهرات ..حفظكم الله ..
المصيبة كبيرة لكنها للكل ..
الهي وخالقي ..عبدك الحبر يوسف نورالدائم بين يديك وانت اكرم منا جميعا ..فلك الحمد والشكر علي نعمك والحبر منها…
ابي واستاذي ..عجزت عن التعبير عنك كتابة ..فقد غلبتني شقوتي ودهري…
ابوي واهلي ..بروف الحبر ..ستبقي…
والحمدلله…الذي قال ..
واما ماينفع الناس فيمكث في الارض…
وانت نفع الناس وعافيتهم..
والحمدلله رب العالمين …
…ابنك وتلميذك …
…………عارف حمدان
[٢٠/‏١١ ٤:١٩ م] عبدالقادر محمد عبدالقادر: بسم الله الرحمن الرحيم..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
عارف حمدان..
…..يكتب..عن الممراح المعطاء
……
البروفسور ..الحبر يوسف نور الدائم….

……..كنت للناس كالعافية وللسودان كالشمس….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *