الأخبار

في وداع الشهيد ضياء الدين .. (إن الدُموعَ علي الفوارسِ .. عارُ)*.

*.
• *ارتقي الأخ العزيز ضياء الدين محمد صديق ( أبومصدق) شهيداً وهويدافع عن أهله وعشيرته في معركة العيلفون الأخيرة* ..
• *مضي إلي علياء الشهداء بصحبة الشهيد ضياءالدين ثُلَّةٌ من إخوانه الصادقين دعاة وأئمة مساجد وشباب ركلوا الدنيا وقد أتتهم طائعة ومن بينهم الأخ الشهيد عبدالسيد الحاج عدلان إمام مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة الحويلة ..والشهيد الشيخ ودالعديل من أبناء قرية الحسناب بالعسيلات* ..
• *لم أستغرب التداول الكثيف للصور والفيديوهات التي توثق للحظات استشهاد الأخ ضياء الدين .. ولم أستغرب تبادل صورته وهو مسجي ومغطي بدمه الطاهر .. لم أستغرب هذا لأن هذه رسالة الشهيد ضياء التي وهب لها حياته وأوقف سنوات عمره النضرة لتكون في سبيل مايؤمن به من قضية وما يتخلل مشاش عظمه من جسارة وبطولة لايعرفها عنه إلا من كان قريباً منه* ..
• *قبل أشهر قليلة من اندلاع حرب المليشيا المتمردة ، جمعتني جلسة مطولة مع الأخ الشهيد ضياء بمنزله جنوب المدينة الرياضية بالخرطوم .. كان اللقاء إمتداداً ووصلاً لجلسات حوار عديدة تعرّفت فيها عن قرب علي الهموم والقضايا التي تشغل ليس بال الشهيد ضياء الدين وحده وإنما تشغل وتحتل حيزاً كبيراً في دواخل ممن هم في عمره من الشباب الذين اكتسبوا تجربة جهادية ودعوية طويلة وعميقة قادتهم أشواقها إلي مجاهيل وأصقاع بعيدة من الدنيا ناصروا خلالها المستضعفين في الأرض ومنهم من قضي نحبه شهيداً ومنهم من بقي علي عهده حتي لحظات الاصطفاء والشهادة في جبهات القتال المختلفة بمدينة الخرطوم* ..
• *والشهيد ضياء الدين محمد صديق مثالٌ باهر وضياء ساطع وحجة بالغة علي من يقولون وقد أخلدوا إلي الأرض إن الحرب علي مليشيا التمرد السريع أشعلها الكيزان ويوقدون نارها بكتائب أشرس مقاتليهم الذين اندسوا في صفوف الجيش .. الشهيد ضياء الدين نسف هذا الإدعاء الواهي بدمه الطاهر .. وقليلٌ من الذين يعرفون الشهيد ضياء يعرفون أنه لم يكن علي وفاق مع الإسلاميين طيلة سنوات الإنقاذ وبسبب موقفه الذي كان يستند علي خلفيات فكرية وفقهية راسخة عنده فقد مكث مُدَدَاً متطاولة ومتفاوتة في معتقلات السلطات الأمنية والعسكرية في عهد الإنقاذ ..وعندما سقطت الإنقاذ وقف الشهيد ضياء الدين منافحاً عهد التيه الديسمبري وهجومه الشرس علي أصول الدين وكريم أخلاق وعادات أهل السودان .. كان ضياء يري في التيار النيولبرالي الذي جثم علي مقاليد السلطة والتأثير في قطاعات التعليم والتوجيه أيام الحكومات الحمدوكية ، كان يري فيه خطراً ماحقاً تتوجب مواجهته ومدافعته بكل الوسائل سلماً وحرباً حتي يسقط* ..
• *ومالم يكن يتوقعه الشهيد ضياء أن تخترق مليشيات التمرد السريع معاقل ومضارب أهله وعشيرته رفاعة وفي عمق البطانة وتستقطب من بينهم شذاذ الآفاق وتشكل منهم جيشاً لحرق البطانة ألبسته زوراً وبهتاناً اسم* ( *درع البطانة*) ..
• *لم يتيسر لي التواصل مع الأخ الشهيد ضياء بعد نشوب حرب مليشيا التمرد السريع علي السودان الوطن ..والسودان الجيش ..ومع هذا كنت علي يقين لايخالطه شك أن العزيز ضياء الدين محمد صديق سيكون إلي جانب قناعاته الوجدانية قبل السياسية والفكرية ..وقد كان فقد سعي الشهيد واجتهد لجمع خيار من يعرف ويحب وكوّن بإجتهاده وماله الخاص كتيبة مجاهدين وقرر المشاركة مع الجيش السوداني في حربه ضد سرطان مليشيا التمرد السريع وأختار مقاتلة الخارجين علي البلاد والعباد ونازل الذين يلونه في البطانة ومضارب رفاعة عامة وفي منطقة العيلفون خاصة حيث سقط شهيداً وهو يدافع عن دينه وأرضه وعرضه* ..
• *تقبل الله الشهيد ضياء الدين وجعل البركة في حركاته وسكناته .. كان سبّاقاً إلي المكرمات وأعمال الخير بطريقته الخاصة ..لن ينسي أهلنا في منطقة السريف بني حسين بولاية شمال دارفور والتي زارها الشهيد ضياء علي رأس وفد من أهله وشباب منبر رفاعة الذين قطعوا كل هذه المسافات الطويلة ليصلوا أرحاماً وأهلاً لهم هناك .. فوجئ الأخ الشهيد ضياء والوفد المرافق له بزخم استقبال خرافي تقدمه آلاف الفرسان علي ظهور جياد عربية أصيلة شقّت طريقها من عمق التاريخ لتستقبل شهيداً للمرة الأولي والأخيرة* ..
• *ومن تصاريف القدر أن فتي رفاعة الذي تعلّقت روحه بديار بني حسين في السريف والمعاليا في أب كارنكا ومنطقة شارف* *ومناطق عديدة من عموم دارفور قد*
*سقط شهيداً وهو يقاتل شياطين الشر وعصابات التمرد السريع في عمق البطانة وتروي قطرات دمه الطاهر أرض العيلفون التي شهدت له بالشجاعة* *والبطولة والجسارة* ..
• *تقبّلك الله أخي ضياء مع الصِّديقين والشهداء وحَسُن أولئك رفيقا* ..
• *أودعك وأنت في حُلَّتِك البهية وعليها شطرٌ من كلمات الشهيد علي عبد الفتاح* ( *إنّ الدُموعَ علي الفوارسِ ..عارُ*) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *